تقرير فلسطين السياسي من أخباركم – أخبارنا
عندما حققت حركة حماس رهانها وبدأت في 7 تشرين الاول 2023 حرباً أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط اعتقدت انه من شأنها أن تساعدها تحقيق النصر في حربها مع إسرائيل.
لكن صحيفة “نيويورك تايمز” قالت في تقرير لها إن اتفاق وقف إطلاق النار لوقف القتال بين إسرائيل وحزب الله ترك هذه الاستراتيجية في حالة مزرية، مما قد يؤدي إلى إزاحة أهم حليف لحماس من القتال، وفقاً لمسؤولين أمريكيين.
وقد يكون الاتفاق خطوة إلى الأمام لإدارة بايدن، التي حاولت احتواء تلك الحرب الأوسع نطاقاً وزيادة الضغط على حماس، لإبرام صفقة مع إسرائيل وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم في غزة.
لكن حتى قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار اللبناني ، قال مسؤولون فلسطينيون وأمريكيون إنهم يعتقدون أن القيادة السياسية لحماس مستعدة لإبرام صفقة، والتخلي عن الاستراتيجية التي صاغها زعيمها يحيى السنوار، الذي اغتالته القوات الإسرائيلية الشهر الماضي.
وقال مسؤولون فلسطينيون وأمريكيون إنهم يعتقدون أن حماس مستعدة للتخلي عن الاستراتيجية التي صاغها السنوار، والتي تهدف إلى إثارة حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط.
لكن الهجوم الإسرائيلي على حزب الله، الذي دمر قيادته ومخزوناته من الأسلحة بعيدة المدى، ولاحقاً اتفاق وقف النار، تركا حماس معزولة بشكل متزايد.
ووصلت حماس إلى مفترق طرق مؤلم بعد أكثر من عام من هجوم 7 أكتوبر ومع ذلك، فإن وقف إطلاق النار في غزة قد لا يزال بعيداً. وقبل الاتفاق مع لبنان، قال مسؤولون أمريكيون وفلسطينيون إن المجلس السياسي لحماس يبدو راغباً في التحرك نحو وقف إطلاق النار إذا كانت إسرائيل راغبة في تقديم تنازلات، وخاصة فيما يتعلق بإخراج قواتها من غزة.
ويقول بعض المسؤولين الأمريكيين إن حماس قد تتخلى عن مطالبها وتمضي قدماً في اتفاق وقف إطلاق النار المقبول من حكومة إسرائيل. لكن المسؤولين الغربيين أكدوا أن إسرائيل لا تبدو مهتمة بالتنازلات.
ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ينتظر تولي ترامب منصبه قبل تغيير موقفه بشأن المحادثات مع حماس، وفقاً لمسؤولين أمريكيين.
وفي حين حض ترامب إسرائيل على “إنهاء” الحرب في غزة، فمن غير المرجح أن يمارس ضغوطاً كبيرة على نتانياهو أو الجيش الإسرائيلي من خلال التهديد بوقف المساعدات العسكرية.
ويقول المسؤولون الغربيون إن إسرائيل لا تزال متشككة في الأفكار الأمريكية والعربية لإدارة غزة بعد الحرب، ونتانياهو يعتقد أن الخطط الرامية إلى جلب السلطة الفلسطينية لإدارة غزة محكوم عليها بالفشل وأن حماس ستستعيد السيطرة بسرعة.
البقاء في السلطة
كذلك، يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن حماس تسعى إلى البقاء في السلطة بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
من جهته، قال موسى أبو مرزوق، أحد كبار مسؤولي حماس، في مقابلة مع التلفزيون الروسي، إن السنوار كلف قبل مقتله في أواخر أكتوبر، المجلس المكون من خمسة أعضاء من المسؤولين في قطر بإدارة شؤون المجموعة.
لكن أبو مرزوق قال إن السنوار فوض صلاحياته للمجلس لأنه “كان على الجبهة يقاتل” ويواجه صعوبة في التواصل مع قادة حماس خارج غزة.
وقبل أسبوعين من وفاته، أرسل السنوار رسالة إلى قادة حماس يطلب منهم الاستعداد لمعركة طويلة، وفقاً لأسامة حمدان، أحد كبار مسؤولي حماس.
يتذكر حمدان أن السنوار قال: “كلما طالت مدة المعركة، كلما اقتربنا من التحرير. جهزوا أنفسكم لحرب استنزاف طويلة ضد هذا الاحتلال”.
بعد السنوار
ولكن بعد وفاة السنوار، بدأ الواقع يتبدل، نظراً لتردد إيران في بدء حرب أكثر كثافة مع إسرائيل والدمار الذي عانى منه حزب الله في الهجوم الإسرائيلي.
واعتقدت حماس أن نتانياهو يطالب باستسلامها الكامل، وهو الأمر الذي لن تستسلم له المجموعة. ولكن بعض الزعماء ناقشوا التنازلات المحتملة التي يمكنهم تقديمها إذا أظهرت إسرائيل اهتماماً حقيقياً بإنهاء الحرب والانسحاب من غزة.
ووفقاً لشخصين مطلعين على التفكير الداخلي للحركة، فإن أحد المقترحات التي ناقشها بعض قادة حماس من شأنه أن يسمح لإسرائيل بالحفاظ على وجودها، مؤقتاً على الأقل، في المنطقة الحدودية بين مصر وغزة. وقد رفض مسؤولو حماس علناً أي سيطرة إسرائيلية طويلة الأمد على المنطقة، المعروفة باسم ممر فيلادلفيا.
ولفتت أجهزة الاستخبارات في ثلاث دول في الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل، إلى أن حماس تبدو أكثر استعداداً لتقديم التنازلات، وفقاً لمسؤول من كل من هذه الدول، تحدث الثلاثة دون الكشف عن هوياتهم لمناقشة دبلوماسية حساسة.
وقال المسؤولون إن الضغوط من قطر وتركيا، الدولتين اللتين تربطهما علاقات وثيقة بالجماعة المسلحة، ربما ساهمت في التغيير.
وقال المسؤولون إن المسؤولين القطريين والأتراك، الذين تحدثوا مع خليل الحية، كبير مفاوضي حماس، خلال الشهر الماضي، تركوا انطباعاً بأن المجموعة مستعدة لأن تكون أكثر مرونة.
ولا تزال “حماس” منقسمة بشأن قضايا رئيسية أخرى، بما في ذلك الدور الذي ينبغي أن تلعبه في غزة بعد الحرب، والتنازلات التي ينبغي لها أن تتوصل إليها مع إسرائيل.
من جهة ثانية، شهدت العديد من المدن والعواصم العالمية، عدد من التظاهرات الحاشدة تنديدا بالعمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث قام الآلاف من المواطنين، بالمشاركة في تظاهرات نظمت في العاصمة الفرنسية باريس، والعاصمة الألمانية برلين، والعاصمة التشيلية سانتياغو.
كما شارك عدد كبير من المدنيين، في عدد من التظاهرات الحاشدة بالعاصمة الهولندية أمستردام، والعاصمة الدنماركية كوبنهاغن، ومدينة مأرب اليمنية، واسطنبول التركية، مع ظهور قوي لحشود تطالب بوقف إطلاق النار من قبل روما الإيطالية، ومانشستر البريطانية والعاصمة لندن، كل تلك الفئات تسعى جاهدة بكل ما تملكه من إمكانيات لدعم الشعب الفلسطيني، وللمطالبة بوقف إطلاق النار، مع سرعة اتخاذ قرارات عاجلة للتمكن من إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
كما قام عدد كبير من المشاركين في التظاهرات؛ برفع الأعلام الفلسطينية، واللافتات التي تؤكد تحالفهم ودعمهم الكامل للقضية الفلسطينية، في ظل العمليات العسكرية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق شعب غزة، مناشدين بأعلى الأصوات بضرورة وقف المعايير المزدوجة وضرورة محاكمة الجيش الإسرائيلي على مجازره ضد الشعب الفلسطيني.
من جهتها، قامت بعثة فلسطين، بالمشاركة في فعالية إحياء يوم التضامن والدعم الكامل مع شعب غزة التي نظمها حزب الحمر والخضر الدنماركي، وذلك في مقر البرلمان الدنماركي، وجاءت المشاركة تشمل عدد كبير من المسؤولين على رأسهم السفير مناويل حساسيان، والمستشار حسونة الدريملي، وطاقم السفارة في الفعالية.
وألقى السفير مناويل حساسيان، الكثير من الكلمات الداعمة للقضية الفلسطينية، والتي تؤكد حقوق فلسطين في الحصول على أرضعها ووقف إطلاق النار بشكل كلي، مشيرا إلى تنظيم فعالية أخرى حضرها العديد من الدبلوماسيين والسياسيين والبرلمانيين وطاقم وزارة الخارجية الدنماركية وعلى رأسهم نائب وزير الخارجية، لبحث آخر مستجدات الأوضاع في غزة وما يمر به المواطنين في القطاع.
كما أشار حساسيان، إلى تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية وما يحدث من عمليات من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، والأعمال التوسعية التي تقوم بها القوات في الأراضي الفلسطينية، مطالبا كل مسئولي المجتمع الدولي بالتحرك العاجل للإيفاء بالتزاماتهم السياسية والأخلاقية والإنسانية، مع اتخاذ قرارات حاسة لوقف الحرب على غزة.
كما أكد السفير مناويل حساسيان، على أهمية التزام الدول بتطبيق قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن مذكرات اعتقال كلا من نتنياهو وغالانت.