
كتبت ناديا شريم: في الوقت التي تشهد فيه المنطقة متغيرات اقل ما يقال فيها انها تاريخية ما زالت القيادات اللبنانية عاجزة عن التكيف مع هذه المتغيرات وإيجاد دور ما يسمح للبنان بالعودة إلى المنطقة على كل المستويات، ويوقف الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية التي يتخبط بها البلد ، بعض القيادات اللبنانية تطرح الفيدرالية كحل والبعض الآخر يطالب بتطبيق اللامركزية الإدارية الموحدة ، أما البطريركية المارونية فقد رفعت صوتها أكثر من مرة مطالبة بالحياد كحل للازمات اللبنانية المتراكمة.
أمام هذا المشهد برز إطلاق وثيقة “لقاء الهوية والسيادة ” بعنوان “رؤية جديدة للبنان الغد، دولة مدنية لا مركزية حيادية” من الصرح البطريركي بحضور عدد كبير من القيادات السياسية حيث أثنى عليها البطريركي الماروني بشارة الراعي في خطوة لافتة في الزمان والمكان.

في هذه المناسبة يلقي موقعنا اخباركم اخبارنا الضوء على هذه الوثيقة حيث يؤكد رئيس اللقاء الوزير السابق يوسف سلامه
انها ترسم خارطة طريق للخروج من النفق المسدود والأزمة الوجودية التي وصل إليها النظام السياسي في لبنان. وهي تنبثق من روح الطائف ومنطلقاته لناحية العبور إلى الدولة التشاركية وإعتماد اللامركزية في الحكم. وترتكز على أسس ثلاثة للبنان المستقبل هي:
(1) الدولة المدنية التي تساوي بين كل مواطنيها،
(2) اللامركزية الموسعة التي تسمح لكل منطقة أن تزدهر وتنمو مع الحفاظ على خصوصيتها وتنوعها ألفريد،
(3) الحياد لدولة لبنان مما يضمن السيادة ويصون الهوية.
وكشف سلامه ان الوثيقة تتضمن عملية واضحة لناحية تطوير النظام وتمثل حالة متقدمة على إتفاق الطائف الذي كان صالحاً في حينه ووليدة زمنه. أما عن ظروف تطبيقها فاعتبر ان الشرق يتموضع من جديد، وسوف ينشأ نظام جديد في المنطقة وعلى لبنان أن يواكب هذا التغيير ويحفظ نفسه وإلا فهو يواجه خطر الزوال ، وإذ شدد على أن الوثيقة تنبع من قلب الوجع وتحاكي المستقبل بكل شفافية وصدق وواقعية اكد انه اطلع عليها كافة المرجعيات السياسية والروحية وقد اعتبرتها المدخل الصالح والحل الراقي للخروج من الأزمة .
كما وشدد ان البطريركية المارونية هي السباقة في دعوتها كافة الأطراف اللبنانية للتلاقي حول هذه الوثيقة خصوصا وان سيد بكركي تبناها بالكامل ودعا إلى التمعن في اسبابها الموجبة والانطلاق بالحوار على اساسها لمناقشة الحلول والآليات التفصيلية المطروحة فيها.
إلى ذلك أمل سلامه أن تشكل هذه الوثيقة نقطة اللقاء بين اللبنانيين في حال تمت الدعوة إلى مؤتمر دولي لحل الأزمة اللبنانية.