كتب ابرهيم بيرم لـ “أخباركم – أخبارنا”
وضعت خطوة رئيس مجلس النواب نبيه بري، بتحديد التاسع من الشهر المقبل موعداً لجلسة مجلس النواب المخصصة لانتخاب الرئيس الموعود، مسألة ملء الشغور الرئاسي الحاصل منذ اكثر من عامين على نار حامية.
وعليه، فان السؤال الملح هو هل ان ضرب الرئيس بري لهذا الموعد من شأنه ان يطوي صفحة الشغور الممتدة منذ اكثر من عامين، واننا سنكون امام جلسة مختلفة بنتائجها عن سابقاتها الـ 12، فتحمل بعدها اسم ساكن القصر الرئاسي الذي ينتظره الجميع؟
اذا كانت الاجابة عن هذا السؤال ايجابية، فان السؤال الاستطرادي هو من المرشح الاوفر حظاً لخوض هذه التجربة؟
ان الاجابة عن هذا السؤال تكتسب ايضاً اهمية كبرى في مرحلة ما بعد اتفاق وقف النار في الجنوب والذي يفترض انه وضع حداً لحرب ضارية – مدمرة امتدت اكثر من 14 شهراً، لأن شخصية الرئيس الموعود وهويته السياسية ستكونان بطبيعة الحال مؤشراً على طبيعة المرحلة السياسية المقبلة وتوازناتها ومواقع القوى في معادلاتها.
يشدد النائب المستقل غسان سكاف الذي كرّس كل جهده في العامين الماضيين لإطلاق الدعوة تلو الدعوة والحراك تلو الحراك لانتخاب رئيس جديد، فضلاً عن تركيزه على شخصية هذا الرئيس الموعود “ليقينه بأنه يفترض ان يكون رئيساً استثنائياً لمرحلة استثنائية”.
وعليه، يركز سكاف على “معادلة عنوانها ان ما كان مقبولاً وممكناً قبل اندلاع حرب غزة، لم يعد مقبولاً وممكناً بعد هذه الحرب، وما تلاها من احداث جسام كان لها تداعياتها المزلزلة على لبنان.
ويضيف سكاف: لقد غيرت الحرب الاخيرة وما نتج منها، من مواصفات المرحلة على نحو جذري، اذ بات الوضع مختلفاً كلياً عما كان عليه خصوصاً في الشهرين الأخيرين، حيث بتنا أمام تحديات ومهمات مختلفة علينا التصدي لها بكل جرأة، إذا كنا ننوي فعلاً الخروج الى واقع جديد مختلف ذي طبيعة إنقاذية واعادة بناء.
وهذا يعني تلقائياً، يضيف سكاف، انه علينا مقاربة الاسماء المطروحة لتولي الرئاسة من منظار جديد.
ثم قال: في غزة ضيّعت حركة “حماس” الفرصة عندما رفضت تفويض السلطة الفلسطينية مهمة التفاوض لانضاج اتفاق لوقف النار ووضع حد لمأساة القطاع وشعبه، لكن “حزب الله” فعلها في لبنان ولو متأخراً عندما اوكل الى الرئيس بري مهمة التفاوض باسمه سعياً الى وقف النار، فاستخدم الرجل مهارته ونجح في التوصل الى اتفاق. كلنا يعرف ان لبنان بالنسبة الى اسرائيل ازمة امنية، لكن غزة بالنسبة اليها ازمة وجودية.
ويستطرد سكاف: اليوم ثمة إقرار بأن هناك فرصة لانتخاب رئيس جديد عادت مجدداً، وعلينا ان لا نفوتها بأي شكل من الاشكال.
وفي رأي سكاف، أن من عناصر هذه الفرصة، مناخ التضامن الوطني الذي تجلى في احتضان النازحين من الجنوب والبقاع والضاحية، والاسناد الخارجي. وعليه، أعتقد أن ثمة فرصة لقرار داخلي مقرون بدعم خارجي لإنجاز الانتخاب ضمن مهلة 60 يوماً المقررة انها اختبار للقول بأن الاتفاق قد صار سارياً، وان الكل يتعين عليه الالتزام بمندرجاته.
ورداً على سؤال، يقول سكاف: لقد انتهى ما كان يراه البعض توازن ردع عسكرياً مع اسرائيل، وعلى لبنان ان يستعيد توازن الرعب الشعبي معها، وهذا يقتضي من البعض ان يكف عن المكابرة والتخويف والتخوين والتوجه جدياً الى بناء مستقبل مشترك. انا اشدد هنا على ضرورة بناء “دولة عميقة”، واركز على هذا المصطلح لأنه يعني ان يكون عندنا اهتمام بالمصالح الاستراتيجية للدولة مهما تبدلت الحكومات والعهود الرئاسية.
باختصار، يقول سكاف علينا الانطلاق في رحلة البحث عن رئيس وفاقي وليس توافقي، لأن الرئيس الوفاقي هو القادر على انهاض الوطن مجدداً من ازماته الكبرى.
“موسم الهجرة” الى الرئاسة اللبنانية بدأ فما هي مواصفات الرئيس المنتظر بنظر المعنيين؟
نشرت في