أخباركم – أخبارنا
شهدت سوريا خلال الأيام الأخيرة تطورًا مفاجئًا، حيث شنت “هيئة تحرير الشام” وفصائل حليفة لها هجومًا واسعًا على مواقع قوات الجيش السوري شمال غرب البلاد. وترافق ذلك مع تحركات دبلوماسية إقليمية ودولية تعكس تعقيد المشهد السوري.
طلب مفاجئ من الأسد لإسرائيل
في خطوة غير متوقعة، طلب الرئيس السوري بشار الأسد المساعدة من إسرائيل لمواجهة المعارضة المسلحة. وأفاد مصدر أمني لصحيفة “إيلاف” بأن الرسالة وصلت إلى جهة أمنية إسرائيلية عبر أحد أعوان الأسد في أوروبا. ووفقًا للمصدر، ردت إسرائيل بأن انسحاب إيران وميليشياتها من سوريا هو شرط أساسي للنظر في مثل هذا الطلب.
على صعيد آخر، صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي أن بلاده تتواصل مع الأكراد لدعمهم، بينما أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن حكومته تراقب الوضع السوري بما يضمن مصالح إسرائيل.
تقدم المعارضة وانسحاب قوات النظام
تقدمت المعارضة السورية نحو عدة مدن وبلدات في محافظات حلب وحماة وإدلب، ما أدى إلى انسحاب قوات النظام السوري من المناطق المستهدفة. وأظهرت التقارير أن التواجد العسكري للنظام ضعيف في هذه المناطق، حيث يسيطر الإيرانيون وميليشياتهم على الأرض بشكل أكبر. هذا التراجع يأتي وسط تصعيد يشمل أيضًا ضربات إسرائيلية على حلفاء إيران في سوريا.
ردود الفعل الدولية والإقليمية
موقف روسيا وإيران وتركيا
أعرب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان عن دعمهما الكامل للأسد. وفي اتصال هاتفي، شددا على أهمية تنسيق الجهود مع تركيا، التي تدعم بعض فصائل المعارضة. واعتبرت إيران أن الهجوم تديره جهات أجنبية، بينما نفت تركيا ذلك، مشيرة إلى ضرورة التوصل إلى تسوية بين النظام والمعارضة.
الدول العربية
أعربت الإمارات ومصر والأردن عن تضامنها مع الحكومة السورية. وأكد الشيخ محمد بن زايد دعم الإمارات لسوريا في محاربة الإرهاب، فيما شددت مصر على أهمية استقرار سوريا وسيادتها. أما الأردن، فقد أعرب عن قلقه إزاء التطورات الأخيرة، مشددًا على أهمية الحل السياسي.
موقف الولايات المتحدة وحلفائها
دعت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى “وقف التصعيد”، مؤكدين ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية. واعتبروا أن التصعيد الحالي يبرز الحاجة الملحة إلى حل سياسي للنزاع بقيادة سورية وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
مخاوف إسرائيلية واستعدادات عسكرية
أفادت تقارير إسرائيلية بأن التطورات الأخيرة تخدم المصالح الأمنية الإسرائيلية على المدى القصير، لكنها أثارت مخاوف من انهيار نظام الأسد، مما قد يؤدي إلى فوضى تشمل وصول أسلحة استراتيجية إلى أيدي جماعات متطرفة. وأكدت تقارير استخباراتية أن إسرائيل ستوسع حرية عملياتها العسكرية في سوريا لمنع نقل الأسلحة إلى حزب الله.
انعكاسات الهجوم على المشهد السوري
يأتي الهجوم في لحظة حرجة حيث تنشغل روسيا بحربها في أوكرانيا، بينما تتلقى إيران ضربات موجعة في سوريا. ويرى محللون أن هذه التطورات قد تعيد رسم الخريطة السياسية والعسكرية لسوريا، في ظل استمرار الصراع الذي بدأ عام 2011.
تصريحات الأسد وحلفائه
وصف الأسد الهجوم بأنه محاولة لتقسيم المنطقة وإعادة رسم الخرائط. وتعهد باستخدام “القوة” لمواجهة ما أسماه بالإرهاب، مشددًا على أهمية دعم الحلفاء. وأكدت روسيا وإيران دعمهما الكامل لسوريا، بينما تسعى تركيا لتخفيف التصعيد عبر الحوار.
يبقى المشهد السوري مفتوحًا على كافة السيناريوهات، مع تصاعد التوترات الإقليمية والدولية وتداخل المصالح. وبينما تحقق المعارضة تقدمًا ميدانيًا، يستمر النظام وحلفاؤه في البحث عن حلول تعيد لهم السيطرة، في وقت تظل فيه التدخلات الدولية عاملًا مؤثرًا في مستقبل البلاد.