أخباركم – اخبارنا
يستعد الزعيم وليد جنبلاط، للقيام بزيارة بارزة إلى معراب غدًا الأربعاء، حيث سيلتقي رئيس حزب “القوات اللبنانية”، سمير جعجع. تأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز الحوار الوطني وتهيئة الأجواء لمواجهة التحديات التي تواجه لبنان، لا سيما في ظل العدوان الإسرائيلي الأخير والتوترات الداخلية.
يكتسب الاجتماع المرتقب أهمية كبيرة، خصوصًا أنه يأتي في سياق مساعٍ يبذلها جنبلاط لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية المختلفة. وكونه يتزامن مع اقتراب موعد الجلسة النيابية الحاسمة، التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في 9 كانون الثاني المقبل، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
زيارة جنبلاط إلى معراب تأتي في توقيت حساس، حيث تسعى القوى السياسية إلى الاستفادة من الفرص المتاحة لإعادة ترتيب التحالفات في ظل حالة الانقسام والتوتر التي تشهدها الساحة اللبنانية. وفيما يتجنب الحزب التقدمي الاشتراكي الإعلان عن موقف واضح حيال الأسماء المطروحة، تشير مصادر مقربة من الحزب إلى أن جنبلاط يرى أن المرحلة الراهنة تتطلب اختيار شخصية تتمتع بالكفاءة والقدرة على تحقيق التوازن بين الأطراف المختلفة، بعيدًا عن الخيارات المفروضة تحت ضغط الاصطفافات أو التي تفتقر إلى رؤية واضحة للإصلاح.
وتؤكد المصادر أن جنبلاط يؤمن بأن “رئيسًا توافقيًا” لا يعني التنازل عن ثوابت السيادة والإصلاح، بل يعني البحث عن مرشح يتمتع بدعم واسع وقادر على تنفيذ خطوات جدية لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها. ومن هذا المنطلق، تهدف زيارته إلى معراب إلى تقريب المسافات مع المعارضة والقوى الأخرى لإيجاد قاسم مشترك يُخرج البلاد من حالة الفراغ والجمود التي تعرقل مسار الحلول.
وقبيل زيارة جنبلاط، شهدت معراب اجتماعًا لقوى المعارضة بحضور شخصيات بارزة من مختلف الكتل النيابية شددت فيه على أهمية أن تكون جلسة 9 كانون الثاني محطة حاسمة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. كما أكدت المعارضة أنها تسعى إلى تكثيف الجهود مع الكتل الأخرى لتوحيد الصفوف حول مرشح قادر على تحقيق التغيير المنشود. وطالبت بجعل الجلسة مفتوحة بدورات متتالية لضمان انتخاب رئيس دون تأجيل.
في ظل هذا المشهد السياسي المعقد، يشكل لقاء جنبلاط وجعجع محطة هامة في جهود صياغة توافق سياسي حول الاستحقاق الرئاسي المقبل، بما يسهم في إعادة تحريك عجلة الحلول وإنهاء حالة الشلل التي تعصف بلبنان. كما ان اللقاء يعتبر محاولة لرأب الصدع وإعادة ترتيب المشهد السياسي اللبناني إذ يسعى جنبلاط من خلال هذه الزيارة إلى تحقيق توافق وطني يتجاوز الانقسامات الحادة، ويضع لبنان على مسار الإصلاح والاستقرار. فالرهان اليوم على القدرة على التوافق والحوار، وتغليب المصلحة الوطنية على الحسابات الضيقة، من أجل إنقاذ البلاد من حالة الشلل السياسي المزمن.