خاص: أخباركم – أخبارنا
مشروع إقامة دولة كردية تمتد من خانقين في العراق إلى الساحل السوري، بالتفاهم مع العلويين، يواجه تحديات سياسية وديمغرافية وإقليمية معقدة. تحقيق هذا المشروع يتطلب توافقات محلية وإقليمية ودولية، وهو أمر يبدو بعيد المنال في الظرف الحالي. إلا أن التطورات الأخيرة، من غزة وصولاً إلى ضرب حزب الله في لبنان واندلاع المعارك في سوريا، تعطي إشارات قوية، خاصة في ظل تحالف قوي بين الأكراد والولايات المتحدة، ودعم إسرائيلي غير مباشر.
تصريحات جدعون ساعر:
في هذا السياق، أدلى وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، جدعون ساعر، بتصريحات لافتة. في أول خطاب له بعد توليه منصبه، أشار إلى أن إسرائيل تمتعت منذ فترة طويلة بعلاقات إيجابية مع الأكراد منذ إنشائها، معربًا عن رغبته في متابعة التطورات في المنطقة وتوسيع “دائرة السلام والتطبيع” فيها. كما وصف الشعب الكردي بأنه “أمة عظيمة” وواحدة من أكبر الأمم التي لا تتمتع باستقلال سياسي، مشيرًا إلى وجود مصالح مشتركة بين اليهود والأكراد في المنطقة، باعتبارهما أقليات غالبًا ما تواجه الاضطهاد على أيدي نفس الأعداء. 
تحليل وتداعيات:
تصريحات ساعر تعكس توجهًا إسرائيليًا نحو بناء تحالفات مع الأقليات في المنطقة، بما في ذلك الأكراد والدروز. هذا التوجه يهدف إلى تعزيز النفوذ الإسرائيلي في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية الحالية. إلا أن هذا التوجه يواجه تحديات، أبرزها المعارضة الشديدة من دول مثل تركيا وإيران لأي تحرك نحو إقامة دولة كردية مستقلة، خوفًا من تأثير ذلك على الأكراد داخل حدودها.
خلاصة:
مشروع الدولة الكردية الممتدة من خانقين إلى الساحل السوري يظل محاطًا بتعقيدات سياسية وديمغرافية وإقليمية. تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد تسلط الضوء على الاهتمام الإسرائيلي بتعزيز العلاقات مع الأكراد، مما قد يكون له تأثيرات مستقبلية على هذا المشروع. مع ذلك، يبقى تحقيق هذا المشروع مرهونًا بتوافقات محلية وإقليمية ودولية، وهو ما يبدو صعب المنال في الوقت الحالي.