أخباركم – أخبارنا
شهدت سوريا في الأيام الأخيرة تحولات ميدانية كبيرة مع تقدم فصائل المعارضة السورية باتجاه مدينة حماة بعد سيطرتها على مدينة حلب وأريافها. أثار هذا التقدم تداعيات مباشرة على النظام السوري وحلفائه، إلى جانب تأثيرات ملحوظة على الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مما يعيد رسم خريطة النزاع في البلاد.
تقدم المعارضة نحو حماة: خريطة السيطرة والتحولات الميدانية
• السيطرة على قرى استراتيجية:
أعلنت المعارضة المسلحة سيطرتها على عدة قرى وبلدات استراتيجية في ريف حماة الشمالي، منها صوران، طيبة الإمام، حلفايا، ومعردس. كما سيطرت على منطقة قلعة المضيق الواقعة في الريف الغربي لحماة.
• التقدم من ثلاثة محاور:
أفادت مصادر ميدانية بأن المعارضة تقترب من مركز مدينة حماة من ثلاثة محاور، حيث باتت على بعد 15 كيلومترًا فقط من المدينة.
• تعزيزات حكومية:
رد النظام السوري بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة، فيما كثف الطيران الروسي غاراته على مواقع المعارضة في ريف حماة.
انعكاسات التقدم الميداني على النظام السوري
• ضغط ميداني متزايد:
يمثل تقدم المعارضة تحديًا كبيرًا للنظام السوري، الذي يجد نفسه مضطرًا للدفاع عن مناطق حيوية في وسط البلاد بعدما فقد السيطرة على حلب وأريافها.
• تأثيرات على الحلفاء:
في ظل انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، وتعقيد خطوط الإمداد الإيرانية بسبب الضربات الإسرائيلية، يواجه النظام صعوبات إضافية في دعم قواته ميدانيًا.
انعكاسات التقدم على الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)
• استغلال الفرصة:
استغلت قسد انشغال النظام السوري بصد هجمات المعارضة لفتح جبهات جديدة في شمال شرق البلاد، حيث اشتبكت مع القوات الحكومية وسيطرت على سبع قرى في دير الزور.
• تعزيز الموقف التفاوضي:
يمنح توسع قسد في مناطق جديدة الأكراد ورقة ضغط إضافية في أي مفاوضات مستقبلية مع النظام أو القوى الدولية.
• تحديات جديدة:
يفرض هذا التوسع تحديات أمنية وعسكرية على قسد، خاصة مع احتمال تصاعد التوتر مع النظام أو القوى الإقليمية.
تداعيات التحركات الكردية:
• تعقيد المشهد العسكري: فتح جبهة جديدة من قبل القوات الكردية ضد النظام السوري يعقد المشهد العسكري، خاصة مع تقدم المعارضة في مناطق أخرى.
• تأثير على خطوط الإمداد: وجود قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، على طول جزء كبير من الحدود مع العراق، يعقد خطوط الإمداد لجماعات الميليشيات الإقليمية المدعومة من إيران التي تدعم الأسد.
• مبادرات دولية: في ظل هذه التطورات، ظهرت مبادرات أميركية وفرنسية لاستئناف المباحثات بين الأحزاب الكردية في سوريا، بهدف توحيد الموقف الكردي وتعزيز الاستقرار في المناطق التي يسيطرون عليها.
ضربات جوية: أفادت تقارير بوقوع ضربات جوية استهدفت جماعات مسلحة مدعومة من إيران تدعم القوات الحكومية في المنطقة. وأُلقي باللوم على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في تنفيذ هذه الضربات، رغم عدم تأكيد ذلك بشكل مستقل.
تداعيات إقليمية ودولية
• تعقيد المشهد العسكري:
مع انخراط الولايات المتحدة، روسيا، وإيران في القتال، باتت ساحة المعركة السورية أكثر ازدحامًا، مما يعقد الحلول السياسية.
• تصعيد محتمل:
يهدد استمرار التصعيد في سوريا بزعزعة الاستقرار الإقليمي، خصوصًا في ظل التوترات القائمة في لبنان وغزة.
موقف النظام
ولم يصدر أي تعليق من جانب النظام السوري عن تقدم الفصائل المسلحة في حماة.
لكن صحيفة “الوطن” السورية أشارت، صباح الثلاثاء، إلى أن قوات من “الجيش السوري” تحاول استعادة سيطرتها على مناطق كانت خسرتها قبل يومين جنوبي حلب.
خلاصة واستنتاجات
يُظهر تقدم المعارضة في حماة تحولًا كبيرًا في ميزان القوى على الأرض، مع تداعيات بعيدة المدى على النظام السوري وحلفائه، إضافة إلى فرص وتحديات جديدة للأكراد وقسد. يبقى المشهد السوري مفتوحًا على سيناريوهات عديدة، في ظل استمرار التفاعلات الإقليمية والدولية المحيطة بالنزاع.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الطائرات الحربية والمروحية نفذت أكثر من 45 ضربة جوية وبرميل متفجر، تزامنا مع معارك طاحنة في ريف حماة الشمالي.
وقال المرصد إن قوات النظام تمكنت من إحباط محاولات تقدم “تحرير الشام” والفصائل على قلعة المضيق وبعض النقاط، دون أن يشمل ذلك بلدات طيبة الإمام وحلفايا وصوران ومعردس.
ولا يعرف حتى الآن الحدود التي ستصل إليها الفصائل المسلحة، لكن وفقا لطبية التقدم في ريف حماة فإنها تحاول تطبيق ذات السيناريو الذي فرضته في حلب.
وخلال 4 أيام تمكنت الفصائل المسلحة من السيطرة على مدينة حلب وغالبية أحيائها.
وبعد ذلك اتجهت لتأمينها عسكريا من كافة الجهات، مسيطرة بذلك على قرى وبلدات في أريافها، كما قطعت جميع الطرق التي تصل المدينة مع الرقة شرقا ومحافظات سورية أخرى من الجهة الجنوبية.