تقرير فلسطين السياسي من أخباركم – أخبارنا
أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، امس الاثنين، عن “تفاؤله” بالوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في وقت دعا فيه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى احتلال القطاع بأكمله.
وفي مؤتمر صحفي بوزارة الخارجية في القدس الغربية، قال ساعر: “توجد مفاوضات غير مباشرة (مع حركة حماس)، ويمكن أن نكون أكثر تفاؤلا من ذي قبل، ولكننا لم نصل إلى هناك بعد، وأنا آمل أن نحققه”.
ورغم رفض تل أبيب لمقترحات سابقة واستمرارها في الإبادة الجماعية بالقطاع، قال ساعر أن إسرائيل “جدية في التوصل الى اتفاق رهائن (تبادل أسرى) سيكون مرتبطا بوقف لإطلاق النار في غزة، ولن يكون هناك وقف إطلاق نار في غزة بدون اتفاق رهائن”، وتابع “نعمل على اتفاق، ونأمل أن نتمكن من ذلك”.
“التفاؤل” الذي تحدث عنه ساعر، يتناقض جملة وتفصيلا مع تصريحات سموتريتش، خلال اجتماع حزب “الصهيونية الدينية” برئاسته، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، والذي دعا من خلاله إلى احتلال كامل القطاع.
وقال سموتريتش: “ما زلنا في منتصف المعركة، لكن الآن حان وقت استكمال المهمة والاستفادة من تفكك محور الشر لضرب إيران التي هي رأس الأفعى بكل قوة وشدة، حتى قبل أن يتاح لها الوقت للتعافي من سلسلة الضربات التي وجهناها لها ولأذرعها”، وفق تعبيره.
وبشأن القطاع، أضاف: “على الساحة الجنوبية أيضا، لابد من استكمال مهمة احتلال غزة والقضاء على حماس حتى نعيد جميع المختطفين (المحتجزين)، ونضمن أن غزة لم تعد تشكل تهديدا لإسرائيل”.
ومصرا على الدفع لاستمرار الإبادة، تابع: “حان الوقت لاحتلال المنطقة وانتزاع السيطرة المدنية على غزة من حماس، وبالتالي قطعها عن مصدر الأكسجين الذي لا يزال يبقيها على قيد الحياة”.
واتهم سموتريتش هيئة الأركان العامة الإسرائيلية “برفض تنفيذ توجيهات المستوى السياسي، المتمثلة في انتزاع السيطرة المدنية من حماس، ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى الحركة”.
وغادر وفد حركة حماس بقيادة خليل الحية، القاهرة، بعد لقاء مع رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، بحثا خلاله جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة، فيما أعربت الحركة عن “الحرص على إنجاح هذه الجهود، وإنهاء العدوان على شعبنا”.
وفي السياق، قال سموتريتش أن إقامة دولة فلسطينية ستكون “نقطة انطلاق لاحتلال دولة إسرائيل بأكملها وتدميرها”.
وقال إنه على إسرائيل “تعزيز الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة (التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية)، والاستمرار في تثبيت الحقائق على الأرض التي من شأنها أن تحول دون أي إمكانية لقيام الدولة الفلسطينية، وإزالة هذه الفكرة من جدول الأعمال إلى الأبد”.
واعتبر سموتريتش أن مطالبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمثول أمام المحكمة “في مثل هذا الوقت الحرج ليست أقل من جنون، وتشكل ضررا خطيرا للمصالح الوطنية”، مضيفا أن “من يتجاهل هذا التحذير الخطير قد يكون مسؤولاً عن الإخفاقات الأمنية، وسيحاسبه التاريخ عليه”.
ومضى بقوله: ” آمل أن تتراجع المستشارة القضائية للحكومة (غالي بهاراف ميارا) والمحكمة، في لحظة الحقيقة، عن عزمهما إجبار رئيس الوزراء على الإدلاء بشهادته، وأن يسمحا له بإدارة شؤون الحرب والشؤون الملحة لدولة إسرائيل هذه الأيام”.
وفي وقت سابق الاثنين، بعث 12 وزيرا إسرائيليا برسالة إلى ميارا، يطالبونها بتأجيل مثول نتنياهو أمام المحكمة، بدعوى أن ذلك “يشكل إضرارا خطيرا بأمن الدولة”، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي.
ومن المقرر أن يمثل نتنياهو اليوم الثلاثاء، أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، للإدلاء بشهادته ضمن محاكمته في قضايا فساد منسوبة له.
من جهتها، أشادت حركة التحرر الوطني الفلسطيني (فتح)، بالحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع في إدخال الإغاثة الإنسانية إلى أبناء شعبنا في القطاع ومعالجة الأوضاع هناك.
وثمنت حركة فتح، الجهود الكبيرة والمستمرة في مصر ب”قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة في المحافل الدولية كافة، بالإضافة إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ومنع التهجير، واستضافة الجرحى للعلاج في المستشفيات المصرية، والإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية ومساندة السلطة الوطنية الفلسطينية لتولي مسؤولياتها في قطاع غزة والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع”.
وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين محمد طومان، إنّ حركة “فتح” تراجعت عن تفاهمات جرت مع حركة “حماس” بشأن تشكيل لجنة الإسناد المجتمعية في قطاع غزة، مشددًا على ضرورة تطبيق ما تم الاتفاق عليه.
وأوضح طومان أنّ المعلومات الواردة من القاهرة كانت تفيد بوجود تفاهم بين “فتح” و”حماس” بشأن لجنة إسناد غزة، لكن جرت تدخلات من قيادة “فتح” أدى لتراجعها عن موافقتها من الفكرة.
وشدد على ضرورة التوافق بالحد الأدنى بين الفصائل الفلسطينية؛ للخروج من عنق الزجاجة، مضيفًا: “توافقنا كثيرا ونحتاج لتطبيق ما اتفقنا عليه فقط”.
وأكد طومان أنّ الوقت من دم وليس من دم بارد والاستهدافات الإسرائيلية لا تستثني أحدًا من الفلسطينيين، و”المطلوب تفعيل القيادة الوطنية الموحدة، وإنهاء الانقسام الداخلي فورا”.
وكان القيادي في “فتح” عبد الله عبد الله قد أكد أنّ حركته أبلغت مصر رسميًا رفضها لمقترح تشكيل “اللجنة المجتمعية لإسناد قطاع غزة”، والتي جاءت بطرحٍ من الجانب المصري على الفصائل الفلسطينية ضمن مجموعة لقاءات مكثفة جرت بالقاهرة في الآونة الأخيرة.
وذكر أنّ تشكيل هذه اللجنة من شأنه أن “يُكرس الانقسام بين شطري الوطن قطاع غزة والضفة الغربية، مشيرًا إلى أنّ البديل يتمثل في أن تتولى منظمة التحرير الفلسطينية، المشهد والتحرك السياسي كاملًا؛ على غرار ما جرى في لبنان.
ومقترح تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة، الذي جاء بطرح الجانب المصري جرى التوافق عليه بين “حماس” و”فتح” خلال اجتماعات تمت برعاية المخابرات المصرية في القاهرة الأسبوع الماضية.