كتب حلمي موسى من غزة: يسعد صباحكم وأمل لا يتزعزع بأن طريق الحق لا يخيب وأن العدوان الى انكسار والاحتلال الى زوال.
تختلط الاحداث والوقائع في دوامة سريعة تدفع كثيرين للتناقض في النقاش حول طبيعتها ووجهتها. فمن جهة اسرائيل تدمر مقدرات سوريا العسكرية فتدمر مطارات وموانئ وتقضي على ما فيها من طائرات وسفن حربية وذخائر. واسرائيل تواصل عملياتها التدميرية في كل من لبنان وغزة وتستمر في مصادرة الاراضي والقتل والتدمير في الضفة. وفي المقابل تستمر المقاومة وفي يوم واحد يسقط 7 ضباط وجنود قتلى ويصاب ما لا يقل عن عشرين آخرين في جباليا وجنوب لبنان. وتستمر الاتصالات لابرام صفقة تبادل ووقف نار مع حماس في غزة. ولكل من يريد مشاهدة الصورة من كل جوانبها تبدأ اليوم في تل ابيب محاكمة نتنياهو بتهم الفساد في ظل حديثه عن تفكيك محور الشر وعن النصر المطلق.
وامام هذا الخليط يحتار المرء في تحديد من أين يبدأ وكيف يرى الامور.
ففي سوريا ورغم نشوة النصر البادية من تصريحات وافعال قادة الاحتلال بانهيار النظام السوري وتدمير قواته الا أن شكوكا كبيرة تدور في اذهانهم حول المستقبل. وضمن مخاوفهم من المستقبل حينا ورغبتهم في امتلاك أوراق ضغط مستقبلية جرى احتلال جبل الشيخ السوري والمنطقة المجردة من السلاح. ولكن من الواضع ان هذا ربط نزاع يفتح الباب على احداث كثيرة مقبلة خصوصا ان هناك خوف حقيقي من انتقال الصراع السوري الى الأردن مما يغير جوهريا طبيعة الصراع في المنطقة. فالاردن الذي يملك اوسع حدود مع اسرائيل يعتبر المصدة التي تبعد الاخطار من مراكز الثقل العربية في سوريا والعراق عن اسرائيل. وليس هناك من يستبعد انتقال الصراع العربي الاسرائيلي من وضعيته المجزأة الحالية الى وضعية جديدة لا تغدو فيها ايران فقط مركز الدعم الوحيد لفصائل المقاومة. وما كان في سوريا حتى الآن سلبا او ايجابا سيأخذ من الآن فصاعدا وجهة أخرى. البعض يعتقد أن سوريا لن تكون معادية لإسرائيل وآخرون يؤمنون أنه ليس بوسع سوريا ان تكون الا معادية لاسرائيل. فقضية فلسطين كانت ولا تزال شأن سوري داخلي.
وكثير من الامور تحتاج الى وقت لتوضيح وجهتها.
وفي الجانب الاسرائيلي هناك المحاكمة لنتنياهو والتي يمكن ان تعتبر محاكمة القرن. وكانت نتيجة المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو يوم أمس واضحة في غير صالح نتنياهو. المحكمة تظهر ان نتنياهو ليس منتصرا كما حاول أن يقول ويدعي بأن كل ما يجري لتشويه صورة هذا النصر. وفي الطريق نتنياهو يوجه الاتهام للقضاء والاعلام والجيش ولكل من لا يركع امامه.
ستكون للمحاكمة آثار كبيرة وهي سترافقنا لأشهر طويلة مقبلة في ظل سؤال حول قدرة نتنياهو على ادارة محاكمة وحرب على 4 جبهات على الأقل. وكثيرون كانوا يربطون بين طول الحرب ورغبة نتنياهو في ابعاد شبح المحكمة عن نفسه.
إختلاط الاحداث والوقائع في دوامة سريعة دفع الكثيرين للتناقض في النقاش حول طبيعتها ووجهته!
نشرت في