أخباركم – اخبارنا
بعد سقوط نظام بشار الأسد، تدور التساؤلات والتكهنات حول مصير رجال الطغمة الحاكمة التي حكمت سوريا بالنار والدم والقمع. وحسب المعلومات المتداولة، فإن العديد من رجال النظام السوري قد لجأوا إلى دول مجاورة مثل لبنان والعراق والأردن.
وفيما تتضارب المعلومات حول وجهة فرار ماهر الاسد، لم تُعرف الوجهة رجالات الأسد الأمنيين، وأبرزهم علي مملوك، الذي كان يشغل منصب مستشار الرئيس لشؤون الأمن الوطني لبشار الأسد، بالإضافة إلى علي محمود عباس وزير الدفاع، وعبد الكريم محمود إبراهيم رئيس هيئة الأركان العامة، وكفاح ملحم رئيس مكتب الأمن الوطني.
ومن الأسماء التي لم تُعرف الاماكن التي هربوا اليها : قحطان خليل رئيس شعبة المخابرات العسكرية، ومنذر سعد إبراهيم رئيس هيئة العمليات، وسهيل نديم عباس مدير إدارة العمليات في جيش الأسد.
وتضم الأسماء التي اختفت مع بشار الأسد قائد الحرس الجمهوري غسان إسكندر طراف وسهيل فياض أسعد قائد الفيلق الأول في جيش الأسد، إضافة إلى محمد خليف المحمد قائد الفيلق الثاني وأحمد يوسف معلا قائد الفيلق الثالث.
كذلك لم يُعرف مصير كل من الهيثم عساف قائد الفيلق الرابع، وعمران محمود عمران قائد الفيلق الخامس، وصالح العبد الله قائد الفرقة 25، إلى جانب سهيل الحسن قائد القوات الخاصة، وغيث ديب رئيس شعبة الأمن السياسي وحسام لوقا مدير إدارة المخابرات العامة.
ومنذ اللحظة الأولى لإعلان إسقاط النظام السوري، لم يرَ السوريون ولم تلتقط وسائل الإعلام العربية والمحلية هؤلاء.
لبنان: محطة محتملة
قد يكون لبنان: بوجود حزب الله كحليف رئيسي للنظام، محطة محتملة لعدد من المسؤولن الفارين ولبعض الشخصيات المقربة من النظام والتي تطمح إلى الاستقرار ونيل الجنسية ولعب دور في الحياة السياسية اللبنانية في ظل وجود حلفاء الأسد الذين سيسعون إلى تأمين دعمهم. ولكن هذا الطموح لن يكون بالأمر اليسير في ظل أحزاب وأطياف سياسية وشعبية لن تنسى لحكم الأسد ما فعله بلبنان واللبنانيين. بل إن هناك جهات قد تسعى إلى المطالبة بسحب الجنسية التي نالها مقربون من النظام السوري إبان عهد الرئيس ميشال عون العام 2018، حيث أعطيت الجنسية لأولاد وزير التعليم العالي السوري السابق هاني محسن مرتضى، علمًا بأن ولده مازن كان يتول شؤون مقام السيدة زينب وتتهمه أوساط المعارضة السورية بتولي تسليم التمويل الإيراني للنظام السوري. من المجنسين محمد فاروق جود نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة في اللاذقية ورئيس مجلس إدارة شركة التأمين العربية السورية وعائلته، وعبد القادر صبره رئيس غرفة الملاحة البحرية في سوريا وعائلته، ورجل الأعمال السوري مفيد غازي كرامه وزوجته الذي تتهمه أوساط المعارضة السورية بأنه من ممولي النظام السوري في السويداء، وسامر أنطون يوسف مدير إذاعة «شام إف إم» الداعمة للنظام السوري.
وعلى الرغم من ان. بعض الأطراف اللبنانية وعلى رأسها حزب الله مما زالوا يسعون لتأمين الحماية لفلول النظام فان سفارته في بيروت تنكرت منه ومن افعاله قائلة، “أنه أوصل الشعب السوري إلى حالة من اليأس، حيث كان طريقه مسدودًا تحت سيطرة منظومة الفساد التي استولت على مقدرات الدولة وثرواتها، وسخّرت جميع مؤسسات المجتمع لخدمة مصالحها الضيقة، مؤكدة أن الثورة أنهىت” العهد المظلم الذي شهد دمارًا وفسادًا وتضليلًا، بقيادة طغمة حاكمة مستبدة جرّدت سوريا من كفاءاتها الوطنية وحياتها السياسية والمدنية”.
الأردن والعراق:
هذا على صعيد لبنان. أما بالنسبة للدول المجاورة، فإن احتمال لجوء الفارين يختلف حسب الدولة. فتركيا لن يختاروها وجهة لهم كونها الداعم الأساسي للمعارضة المسلحة. وقد يكون الأردن قد سمح بدخول بعض الهاربين ولكن بترتيبات خاصة.
أما في العراق وبوجود جماعات مدعومة من إيران، فقد يلعب دورًا مشابهًا للبنان في استضافة رجال النظام. وفي هذا الإطار، أكدت مصادر أمنية عراقية وصول شخصية كبيرة من النظام السوري إلى الأراضي العراقية قبل أن تسيطر إدارة العمليات التابعة للمعارضة على معبر البوكمال الحدودي مع العراق. والترجيحات أن هذه الشخصية هي ماهر الأسد شقيق بشار.
بعد سقوط نظام الأسد، وتكشف جرائمه ضد الشعب السوري، قد تجد طغمة الأسد صعوبة في التنقل. وحتمًا ستسعى الجهات المعارضة أو المجتمع الدولي إلى ملاحقة المسؤولين الكبار قضائيًا وتقديمهم إلى المحاكمة بجرائم الحرب، مثل المحكمة الجنائية الدولية.