كتب مسعود محمد: انطلق الحوار بوتيرة منتظمة ومتسارعة مجددا بين التيار الوطني الحر وحزب الله بعد فترة من القطيعة والتصعيد الاعلامي المتبادل.
ما هي الأسباب التي دعت الى انطلاق الحوار ومن بادر الى ممارسة الليونة؟
مصادر خاصة مطلعة على أجواء الحوار قالت لموقعنا “اخباركم اخبارنا” ان الحزب سعى بشكل متواصل بطلب من امينه العام حسن نصرالله الذي أوصى قيادات حزبه الى عدم القطع مع التيار لحاجة الحزب للغطاء المسيحي، وجبران باسيل الذي يحسم هو وتياره بتوصية من مؤسس التيار الجنرال ميشال عون الالتزام بمجموعة من الثوابت منها العداء لإسرائيل وحلف الأقليات في المنطقة لم يرغب بالقطع النهائي مع الحزب خاصة وان الحزب سلفه كثيراً في الانتخابات الأخيرة، فكانت الخلاصة تقاطع مصالح دفعت الطرفين للعودة الى الحوار.
ولكن المستجد السياسي الأهم حسب مصدرنا المطلع وهو عودة مسألة انتخاب قائد الجيش الجنرال جوزف عون الى الواجهة وكان موقعنا “اخباركم اخبارنا” منذ اليوم الأول للشغور قد نشر في عدة مناسبات ان المرشح الحقيقي المقبول من الجميع هو الجنرال عون.
فقطر المعنية بالملف اللبناني تتبنى ترشيح الجنرال عون، وهي تتصرف استناداً الى علاقتها الجيدة مع فرنسا والممتازة مع أميركا والسعودية ويبدو من تحركها انها تملك كلمة السرّ السعودية.
فقطر تريد انطلاق مسار جديد عبر اجتماع الخماسية وفق التطورات الإقليمية الجديدة.
بري وقصة ترشيح فرنجية
اما بالنسبة لسليمان فرنجية فـ “بري” الذي كان متمسكاً بإسم سليمان فرنجية وهو من رشحه واعلن ترشيحه ودعا للحوار كان قد اصبح من خلال تواصله الإقليمي والدولي بجو جدية ترشيح “جوزيف عون” وكان استقبله مؤخراً وكان ملفتاً كلام الوزير السابق وئام وهاب الذي كان قبل ذلك اللقاء قال في احد مقابلاته “الجنرال جوزف عون مرشح جدي بس لازم يحكي مع الرئيس بري”، لذلك كان ترشيح بري لفرنجية لحرقه فهو الاحرص على تجنب العقوبات الأميركية وهو من يملك الكثير في الولايات المتحدة.
كلنا نعلم ان انتخاب الجنرال جوزف عون يحتاج الى تعديل للدستور ولكن كله في لبنان ممكن باطار التسويات وهذا ما يمكن ان يحصل تسوية تكسب الثنائي من ناحية وتثبت دورهم وبالمقابل انتخاب الجنرال عون.
حزب الله وموقفه من الاستمرار بفرنجية وتسخين جبهة الجنوب
ماذا يحصل على جبهة حزب الله؟ وما سبب التصعيد على جبهة الجنوب؟ وهل يتمسك الحزب بفرنجية حتى الرمق الأخير؟
بنهاية المطاف حزب الله يعلم ان قراءة ضعف الردع الاسرائيلي كانت خاطئة في ٢٠٠٦ باعتراف امينه العام الذي قال “لو كنت اعلم” فما الذي يمنع ان تكون خاطئة الآن واسرائيل في مأزق فهي قد تقدم على عدوان كبير للتخلص من ازمتها الداخلية وتكون النتيجة قتل اعدادا هائلة من المدنيين وتدمير ما تبقى من البنية التحتية وهذه المرة ستكون التكلفة عالية جداً وهي وضع لبنان تحت الوصاية او تركه مدمراً يعيش تحت وصاية مهربي المخدرات وممتهني الحروب الفاشلة كما حصل في سوريا واليمن، لذلك تحرك الأميركي عبر ارسال هوكشتاين مجدداً لترتيب تسوية للحدود البرية تشبه تسوية الحدود البحرية السؤال الذي يطرح نفسه ما الثمن الذي سيدفعه حزب الله هذه المرة على حساب لبنان ودولته للحفاظ على سلاحه، هل نسي نصر الله ومن يصفق له ان العدو يملك ترسانة نووية تكتيكية، وقد يرغب بتجريبها مقابل الصواريخ نصرالله التكتيكية و التي يهدد ان يضرب بها إسرائيل. هل المماحكات على الحدود واللعب الاعلامي هناك يأتي تمهيدا لجر جيش لبنان لمواجهة غير مرغوبة وغير متكافئة مع العدو حتى يتفادى الحزب الضربة ويدمر ما تبقى من امل للبنان وهو جيشه المطلوب ان يحمي هو الحدود من خلال التفاوض وتثبيت المعادلات والاتفاقيات الدولية وتوضيح موقف لبنان الرسمي بموضوع قرية الغجر وغيرها من المسائل التي يطرحها الحزب باطار محاولاته لتثبيت سلاحه بما يملك الحزب من إمكانيات وعلاقات مع النظام السوري لماذا لا يأخذ من سوريا ما يثبت لبنانية المزارع فهي حتى اللحظة حسب القانون الدولي سورية.
هل قدر لبنان المآسي والحروب بدل السياحة والرخي والازدهار والعيش بحرية وسعادة؟ السؤل موجه الى حزب الله ونواب الامة والسؤل الأهم للنواب هو الم يحن الوقت يا نواب الامة والوطن انتخاب رئيس بدل اللعب وممارسة بهلوانيات السياسة؟
حول انتخاب فرنجية السؤال الذي يطرح نفسه هل لبنان بلد الثقافة والحرف والفن والتميز الحضاري والانفتاح لا يملك اسما غير سليمان فرنجية مرشحا للرئاسة؟
سبب انتفاضة جبران
يبدو ان الانتفاضة التي قام بها جبران باسيل سببها ان رئيس التيار الذي عمل على حذف منافسيه الواحد تلو الآخر قد ايقن ان المسار القطري ذاهب باتجاه جوزف عون وهو كان في قطر وسمع منهم ما يوحي بذلك.
اما حزب الله الذي تواصل معه موقعنا عبر مقربين منه فهو متمسك “حتى الساعة” كما قال مصدرنا ولكنه بالنهاية سيضطر من خلال الحوار التنازل عن سليمان فرنجيّة الذي ترك خيار مفتوحاً للحزب اثناء احد اطلالاته التلفزيونية عندما أشار الى انه ليس ضد التوافق. لا لبث بوفاء الحزب لسليمان فرنجية ولكن هذا لا يعني أنه يعارض جوزيف عون الذي تعاون مع المقاومة من خلال التنسيق ما بين الجيش والمقاومة.
حسب مصادرنا هذا ما اقلق باسيل ودفعه للعودة الى الحوار مع الحزب.