أخباركم – أخبارنا
كتب الاعلامي عبد الرحمن أياس عبر صفحته للتواصل الاجتماعي فيسبوك: عن سوريا:
كانت لنا إلى دمشق زيارات كثيرة برفقة الوالد والوالدة رحمهما الله خلال السبعينيات والثمانينيات، فجدتي لوالدي دمشقية (توفيت هي وجدي رحمهما الله قبل زواج والدي من والدتي)، وكان لنا أقارب من جهتها في دمشق. كذلك كان لوالدي صديق لبناني متزوج من سيدة لاذقانية فزرنا اللاذقية مرات عديدة خلال الفترة نفسها.
أعرف كثيراً من دمشق – الحميدية والبزورية والميدان والمهاجرين وساحات الأمويين والعباسيين والسبع بحرات وغيرها كثير. وأعرف بعضاً من اللاذقية وبعضاً من حمص التي كانت لنا زيارة يتيمة إليها. توفي أبي عام 1991 وانقطع التواصل مع الأقارب للأسف. زرت دمشق مع والدتي وأقارب للتسوق عام 1998 ثم عام 2003 مع صديق رافقته إلى السفارة الكندية حيث حصل على تأشيرة هجرة له ولأسرته.
وبعد،
إن لي في دمشق وحمص واللاذقية ذكريات طفولة ومراهقة لا تنسى. اشتقت لرائحة البهارات والعطورات في البزورية وألوان الأقمشة في الحميدية وبوظة بكداش الشامية الأصيلة وللمأكولات الشهية في مطاعم دمشق والزبداني. اشتقت لعبارة “كرمالي هالكوساية” عند الأقارب دليلاً على الكرم الشامي، ولفتة المكدوس والجزمز وحراق اصبعه. اشتقت لأرض الديار (الحديقة) في البيوت الدمشقية حيث الياسمينة والقطط جزء لا يتجزأ من الصورة.
أزورك قريباً يا دمشق ويا حمص ويا لاذقية وأزور أماكن لم أزرها ولطالما رغبت في زيارتها، مثل تدمر وبصرى وحلب وحماة والقامشلي والرقة. مبروك حريتك يا سوريا وحريتنا. إنها لحرية واحدة في بلدين. كل الحب والوفاء لك ولأهلك، مردداً مع فيروز: “رد لي من صبوتي يا بردى / ذكريات زرن في ليا قوام”.