السبت, مارس 15, 2025
22.4 C
Beirut

القامشلي: مدينة على هامش احتفالات الحرية وتحفظ على المشاركة!

نشرت في

أخباركم – أخبارنا

موقعها وأهميتها الجغرافية
تقع القامشلي في أقصى الشمال الشرقي من سوريا، على الحدود مع تركيا والعراق، وهي من أكبر مدن محافظة الحسكة. تشتهر بموقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي جعلها مركزاً اقتصادياً وزراعياً مهماً، إضافة إلى تنوعها السكاني الذي يضم الأكراد والعرب والسريان والأرمن. هذا التنوع جعلها نموذجاً للتعايش الثقافي والعرقي قبل وأثناء الصراع السوري.

التحرر الذاتي منذ عام 2012

في بداية الثورة السورية عام 2011، شهدت القامشلي مظاهرات محدودة بسبب القبضة الأمنية القوية للنظام السوري في المنطقة. لكن مع توسع الصراع، انسحب النظام من أجزاء كبيرة من المدينة في عام 2012، وسلم إدارتها للقوى الكردية، لا سيما حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD). منذ ذلك الحين، تبنت القامشلي نموذجاً للإدارة الذاتية بقيادة كردية، وأصبحت جزءاً من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

هذا الانسحاب جعل سكان القامشلي يشعرون بأنهم في حالة “تحرر فعلي” بعيداً عن سيطرة النظام، وهو ما شكل فارقاً في موقفهم تجاه الاحتفال بسقوط النظام في ديسمبر 2024.

دعوة الشرع للاحتفالات ورفض القامشلي

في ديسمبر 2024، ومع سقوط النظام السوري رسمياً، دعا عدد من الشخصيات السياسية السابقة، مثل فاروق الشرع، إلى الاحتفال بـ”تحرر سوريا”. إلا أن سكان القامشلي رفضوا الاستجابة لهذه الدعوة، مؤكدين أنهم “تحرروا منذ عام 2012”، عندما بدأت الإدارة الذاتية بالسيطرة على مناطقهم.

أسباب رفض الاحتفالات
1. التحرر الذاتي منذ وقت مبكر:
يرى سكان القامشلي أن سقوط النظام في 2024 لا يمثل حدثاً جديداً بالنسبة لهم، حيث أنهم يعيشون تحت إدارة ذاتية منذ أكثر من عقد.
2. التحفظ على السلطة المركزية:
يُبدي سكان المدينة حذراً تجاه أي احتفالات تقودها أطراف مركزية من دمشق، خصوصاً أن تجربتهم السابقة مع النظام السوري تضمنت التهميش والقمع.
3. الهوية الكردية والإدارة الذاتية:
يعزز سكان القامشلي شعورهم بالاستقلال الذاتي ويعتبرون الإدارة الذاتية ضمانة لحقوقهم، بعيداً عن أي تحولات سياسية قد تمس مكتسباتهم.
4. التجربة المريرة مع النظام:
عانت القامشلي، وخاصة سكانها الأكراد، من عقود من التهميش والاضطهاد تحت حكم النظام السوري، ما جعلهم ينظرون إلى سقوطه كخطوة متأخرة وغير كافية.

الوضع الحالي في القامشلي

تعيش القامشلي اليوم في ظل إدارة ذاتية بقيادة مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) وقوات سوريا الديمقراطية (قسد). رغم تحديات الحصار الاقتصادي والنزاعات الحدودية مع تركيا، تواصل المدينة محاولات الحفاظ على نموذجها الخاص في الحكم.

ورغم سقوط النظام السوري، لا تزال القامشلي في حالة ترقب لمستقبل سياسي قد يحمل تغييرات جديدة، خاصة في ظل تدخل قوى إقليمية ودولية في المنطقة.

الخلاصة

القامشلي، التي اختارت عدم المشاركة في الاحتفالات بسقوط النظام، تقدم مثالاً لمدينة اختارت مسارها الخاص للتحرر. بينما يرى بقية السوريين في سقوط النظام لحظة فارقة، يعتبر سكان القامشلي أن تحررهم بدأ منذ عام 2012، وأن معركتهم الحقيقية مستمرة من أجل الاعتراف بحقوقهم وبناء دولة ديمقراطية تعددية تحترم جميع مكوناتها.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

الحريري: دماء كمال ورفيق جمعتنا – زيارة وفد من المستقبل برئاسة بهية الحريري لضريح كمال جنبلاط!

أخباركم - أخبارنا في الذكرى السنوية الـ48 لاغتيال الزعيم الوطني كمال جنبلاط، عبّر الرئيس...

زيلينسكي يشكك في نوايا موسكو رغم تفاؤل ترامب بشأن الهدنة

اخباركم - أخبانارغم التفاؤل الذي أبداه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تجاوب نظيره الروسي...

واشنطن تدرس توسيع حظر السفر ليشمل 43 دولة .. هل لبنان بينها؟

اخباركم - أخبارناذكرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم السبت، 15 مارس/آذار 2025، أن الإدارة الأميركية...

باسيل : نحن القرار الوطني الحر والمعارضة الحقيقية… وهناك “أفغنة” لسوريا

أخباركم - أخبارنا أكد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ان التيار هو ١٤ آذار...

More like this

زيلينسكي يشكك في نوايا موسكو رغم تفاؤل ترامب بشأن الهدنة

اخباركم - أخبانارغم التفاؤل الذي أبداه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تجاوب نظيره الروسي...

باسيل : نحن القرار الوطني الحر والمعارضة الحقيقية… وهناك “أفغنة” لسوريا

أخباركم - أخبارنا أكد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ان التيار هو ١٤ آذار...

السوريون يحتلفون بذكرى ثورتهم وبيدرسون يؤكد أعادت تشكيل سوريا مقتل مسلح واعتقال آخر استهدفا دورية للأمن في بانياس

أخباركم - أخبارنا/ تقرير سوريااتخذت قوات إدارة الأمن العام في مختلف ساحات العاصمة السورية...