تقرير لبنان السياسي من أخباركم – أخبارنا
بين الرئاسة والامن توزع المشهد الداخلي اللبناني بتقدم الملف الاول على الثاني، فيما بقيت اهتمامات الخارج منصبّة على الوضع السوري وتطوراته ترقبا لما ستحمله المرحلة ولطبيعة الحكم الجديد وسط مخاوف من فرض نظام اسلامي متشدد على البلاد.
المعطيات الرئاسية تشي بتقدم في اتجاه انتاج رئيس في جلسة 9 كانون الثاني المقبل من ضمن اتفاق دولي ومحلي على سلة حلول متكاملة تبدأ بالرئاسة ولا تنتهي بالحكومة تكليفا وتأليفا والشروع بالاصلاحات بالتزامن مع تطبيق كامل بنود وقف اطلاق النار.
ومع اندفاعة نحو الترشيح دون وضوح بحصول الانتخاب.. يبقى مرشحان جديان الاول من موقعه كجندي محترف تحتاجه الاتفاقيات القادمة لتطبيقها والمكلف بمسك زمام الامور في البلاد والذي يحظى بمباركة سفير الولايات المتحدة ” قائد الجيش”، والثاني استمدّ شرعية ترشيحه من ثباته على موقفه السيادي ولائحة طويلة من التضحيات والذي اعتقل اكثر من 11 سنة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
وفي هذا المجال، أكد السفير المصري علاء موسى، أن “الرئيس القادم يجب أن يحمل معه مواصفات معينة تسهل عمله، فالمطلوب منه أمور عدة ينبغي ان يتعامل معها وان يكون لديه تكاتف من القوى السياسية”.وأوضح موسى أن “المقصود بالرئيس الجامع أن يكون حاصلًا على التوافق بين الكتل النيابية، وبالتالي يجب ان يأتي بأكبر عدد من الأصوات”. وكشف عن أن “الاجتماع الأخير بين اللجنة الخماسية والرئيس نبيه بري كان من أفضل وأكثر الاجتماعات وضوحاً، وبري أكد التزامه بجلسة 9 كانون الثاني وأنه يسعى الى الوصول لرئيس توافقي وان الرئيس سيدعم القرار 1701”.
إشارة ملفتة ظهرت من صهر عين التينة بتغريدة ملفتة تحمل الحل السحري تنتج ثلاثية عنوانها جعجع بري الحريري إذ كتب صهر الرئيس نبيه بري عبر منصة X: التسوية الذهبية الممكنة التي تحمي لبنان واحدة: سمير جعجع رئيسًا للجمهورية، وهو يمثل الأكثرية المسيحية ويعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان، نبيه بري رئيس مجلس النواب يمثل الإجماع الشيعي، ونحن بحاجة إلى خبرته الدستورية وحنكته بجمع الأطراف. سعد الحريري رئيسًا للحكومة، نحن بحاجة إلى حلول اقتصاديّة ونمو مستدام والحفاظ على الاعتدال السني في هذه المرحلة. وعراب هذه التسوية وأساسها ومهندسها والقادر عليها هو رجل واحد ؛ وليد جنبلاط، القامة الوطنية في زمن الصعوبات. #لبنان بحاجة ماسة الى توحيد القيادات من الصف الأول على الخطوط العريضة وأسس عملية لتحمي وتصون الوطن، ونواكب معا التغيرات الكبيرة من حولنا.
وغداة اعلان ترشحه رسميا لرئاسة الجمهورية، وانطلاقه في جولة على القوى السياسية بدأت من بكفيا حيث اجتمع مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، زار النائب نعمة افرام معراب امس وعقد لقاء مع رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع، وقال على الاثر:
“نعيش أيّامًا تاريخية وهذا فجر جديد للشرق وإن شاء الله يستغّل لبنان هذا الأمر وفي هذه اللحظة تغيّرت الأولويات ولا بدّ من الالتزام تجاه العالم بأكمله “وبس نقول كلمة منلتزم فيها”.
أضاف: “تحدّثت مع جعجع بشأن مسؤولية رئيس الجمهورية المقبل ومشروعي هو إعادة بناء الدولة والأهمّ هو الغطاء لاتفاقية وقف إطلاق النار”.وتابع: “سأستكمل جولتي على الكتل النيابية وسأضع جعجع في الصّورة ليحمل انتخاب الرئيس ما هو خير للبلد”.وقال افرام: “لبنان لا يحتمل الدخول في محاور جديدة ومفهوم التذاكي والطريقة الرمادية خطرة جدًّا والمطلوب اليوم هو الوضوح”. وختم: “كلّ مَن وقّع على اتفاقية وقف إطلاق النار ملزم بتطبيقها وهي ستؤدّي إلى تسليم كلّ السلاح إلى الجيش اللبناني”.
وليس بعيدا من مواقف افرام، اكدت مصادر مطلعة على اجواء اللقاء الذي عقد منذ مدة بين قائد الجيش العماد جوزف عون ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا ومستشار رئيس مجلس النواب احمد البعلبكي، ان صفا او غيره لم يتجرأوا يوما على فرض املاءات على القائد عون، وخلال هذه الزيارة بالذات أبدى صفا تجاوباً وتفهماً للواقع المستجد، وهو عليم بأن فريقه السياسي وقع على الاتفاق من خلال تواجد وزرائه في الحكومة .
وشددت المصادر على ان الحزب سيسهل الى الحد الاقصى عمل الجيش ومهمته المنصوص عليها في اتفاق وقف النار.
وفي السياق، إلتقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، قائد الجيش العماد جوزف عون ورئيس الأركان اللواء حسان عودة.
وتباحثوا في الأوضاع الأمنية في البلاد لا سيما في الجنوب وبدء انتشار الجيش إنفاذا لترتيبات وقف إطلاق النار وخطة الإنتشار في المنطقة بالتنسيق مع اللجنة الخماسية لمراقبة تنفيذ هذه الترتيبات. وأشار سليم الى “مواصلة الجيش الإسرائيلي تنفيذ خروقاته واعتداءاته على قرى الجنوب في خرق فاضح لبنود ترتيبات وقف إطلاق النار وللتعهدات التي قدمتها الدول الراعية لها، وفي انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية وللقرار 1701”.وأكد أن “على المجتمع الدولي لا سيما الدول الراعية لوقف اطلاق النار الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاته والالتزام بالترتيبات التي تقضي بوقف الأعمال العدائية والإنسحاب الى ما وراء الحدود الدولية تطبيقًا للقرار 1701”.
من جهته، اكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل خلال لقائه في مقرّه في بكفيا سفيرة النرويج في لبنان هيلدا هارالدستاد وسفيرة السويد في لبنان جيسيكا سفاردستروم،على ضرورة حصر السلاح بيد الجيش اللبناني وتطبيق القرارات الدولية ليتمكن لبنان من بناء دولة حقيقية يحكمها الدستور والقانون. كما شدد على أهمية انتخاب رئيس للجمهورية سيادي وإنقاذي يعيد الثقة الداخلية والخارجية ويعالج الأزمات المتراكمة.
وزار شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى مساء امس الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، بحضور عضوي “اللقاء الديمقراطي” النائبين أمين سر اللقاء هادي أبو الحسن ووائل أبو فاعور وقاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم، حيث جرى البحث بعدد من الشؤون والمستجدات العامة.
وكان جنبلاط قد وجه نداء إلى أهالي بلدة سورية عبر حسابه على “أكس”: “اما وقد أشرقت شمس الحرية على سوريا وتحرر شعبها من الطغيان أوجّه نداء إلى الأهل في جرمانا بان تسمى ساحة البلدة باسم خلدون زين الدين تكريما لابطال ثورة ٢٠١١ شاكرا لهم لفتتهم الكريمة”.
