تقرير سوريا الميداني من أخباركم ــــــ أخبارنا

وصل ديبلوماسيين أميركيين إلى دمشق اليوم، لاجراء محادثات مع السلطات السورية الجديدة التي تقودها “هيئة تحرير الشام”، بهدف حضّها على تعزيز وحدتها بعد حرب استمرت 13 عاما وبحث مبادىء الانتقال، بحسب ما أعلنته وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها، لافتة إلى أن “المسؤولين سيعملون على كشف معلومات عن الأميركيين المفقودين أوستن تايس ومجد كمالمز وغيرهما”.
وذكرت أن “الوفد الأميركي سيجتمع أيضا مع المجتمع المدني السوري ونشطاء وأعضاء جاليات مختلفة”.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة الأميركية رأت إنه من المبكر طرح مسألة رفع “هيئة تحرير الشام” التي يقودها أحمد الشرع عن قوائم الإرهاب، إلا أن كبيرة دبلوماسيي الوزارة لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف، ستلتقي الشرع الذي يقود حاليا “إدارة العمليات العسكرية”.
ويرافق ليف، المبعوث الرئاسي لشؤون الرهائن روجر كارستينز، والمستشار المعين حديثا دانيال روبنستين(المبعوث الأميركي السابق)، الذي أعيد تكليفه حديثا بقيادة جهود الخارجية الأميركية في سوريا.

بلينكن: حكومة شاملة
من جهته، أوضح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مقابلة مع بلومبيرغ، “أننا ننظر في جميع السلطات التي بحوزتنا بشأن العقوبات المفروضة على سوريا”، لافتا الى “اننا نريد أن نوضح لهيئة تحرير الشام أن الاعتراف يقابله توقعات معينة”.
وشدد على “اننا نحتاج إلى خطوات ملموسة فعلية لبناء حكومة شاملة غير طائفية في سوريا”.
وقبل الولايات المتحدة أرسلت كل من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والأمم المتحدة، مبعوثين لإقامة علاقات مع السلطات الانتقالية، التي تتم مراقبة مرحلتها الأولى في الحكم بحذافيرها.

غوتيريش: إستعادة سيادة سوريا
في هذا الوقت، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على وجوب ألا تكون في المنطقة الفاصلة بالجولان السوري المحتل قوات عسكرية غير قوات حفظ السلام، معتبرا انه “يجب استعادة سيادة سوريا ووحدتها الإقليمية وسلامتها بشكل كامل ووضع حد فوري لجميع أعمال العدوان”.

توغل إسرائيلي
توغلت القوات الإسرائيلية في الأطراف الغربية لبلدة الرفيد بريف القنيطرة الجنوبي، ما يمثل تصعيداً ميدانياً خطيراً بالقرب من الحدود مع الجولان السوري المحتل.
ووفقاً للمصادر، شوهدت تحركات مكثفة للآليات الإسرائيلية داخل المنطقة، وسط استنفار ملحوظ للقوات الإسرائيلية في محيط البلدة.
هذا التوغل يُعتبر انتهاكاً واضحاً لسيادة الأراضي السورية، ويضع المزيد من الضغط على المشهد المتوتر جنوب البلاد، حيث تتزايد المخاوف من تصعيد أكبر في ظل غياب أي ردود فعل دولية حازمة.
أحمد الشرع: على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين
وفي مواقفه الجديدة، أكد الشرع في حديث لـــ “الشرق الأوسط” أن “الثورة السورية انتهت مع سقوط النظام ولن نسمح بتصديرها إلى أي مكان آخر، وسوريا لن تكون منصة لمهاجمة أو إثارة قلق أي دولة عربية أو خليجية مهما كان”.
ولفت الشرع الى ان “ما قمنا به وأنجزناه بأقل الأضرار والخسائر الممكنة، أعاد المشروع الإيراني في المنطقة 40 سنة إلى الوراء”، معربا عن تطلعه الى “الحالة التنموية المتقدمة التي وصلت إليها بلدان الخليج ونطمح إليها لبلدنا، والسعودية وضعت خططاً جريئة جداً ولديها رؤية تنموية نتطلع إليها أيضاً. ولا شك أن هناك تقاطعات كثيرة مع ما نصبو إليه، ويمكن أن نلتقي عندها، سواء من تعاون اقتصادي أو تنموي أو غير ذلك”.
ورأى ان “سوريا كانت تحولت منبراً لإيران تدير منه 4 عواصم عربية أساسية وعاثت حروباً وفساداً في الدول التي دخلتها، وهي نفسها التي زعزعت أمن الخليج وأغرقت المنطقة بالمخدرات والكبتاغون. بالتالي ما قمنا به وأنجزناه بأقل الأضرار والخسائر الممكنة من إخراج للميليشيات الإيرانية وإغلاق سوريا كلياً كمنصة للأذرع الإيرانية، وما يعني ذلك من مصالح كبرى للمنطقة برمتها، لم تحققه الوسائل الدبلوماسية وحتى الضغوط”.
وذكّر انه “عندما استعيدت بوادر العلاقات العربية مع النظام السابق وعودته إلى جامعة الدول العربية مقابل تقديمه بعض التنازلات، كنا واثقين من فشل ذلك مسبقاً لمعرفتنا بأن هذا النظام لن يقدم أي تنازل ولن يستقبل هذه البادرة بحسن نية. بل تسرب إلينا عن لقاء مع الطرف الأردني الذي سأل لماذا الإصرار على تصدير الكبتاغون إليهم، فكانت الإجابة أنه لن يتوقف ما لم تُرفع العقوبات عنه. هذه ليست طريقته”.
واعتبر الشرع “اننا اليوم في مرحلة بناء الدولة. الثورة السورية انتهت مع سقوط النظام ولن نسمح بتصديرها إلى أي مكان آخر، ولن تكون سوريا منصة لمهاجمة أو إثارة قلق أي دولة عربية أو خليجية مهما كان. دخل كثيرون إلى الثورة السورية، لكننا اليوم في مرحلة جديدة هي بناء الدولة. ونحن نسعى لبناء علاقات استراتيجية فاعلة مع هذه الدول. سوريا تعبت من الحروب ومن كونها منصة لمصالح الآخرين ونحن بحاجة لإعادة بناء بلدنا وبناء الثقة فيه، لأن سوريا بلد في قلب الحدث العربي”.
وكشف الشرع أن “هناك قلق كثير وصلنا من الأخوة اللبنانيين بسبب وصولنا إلى دمشق، وأن ذلك سيقوّي طرفاً ضد آخر في لبنان. في الحقيقة لا نسعى لأي علاقة تسلطية مع الجار اللبناني بل علاقة احترام وتبادل، ولا نريد التدخل في الشأن الداخلي اللبناني فلدينا ما يكفي من عمل في بلدنا. نريد بناء علاقات جيدة وسنقف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين وما يرضيهم يرضينا”.
وشدد الشرع على انه “لا أريد أن أفرض آرائي الشخصية على السوريين، بل أترك ذلك لأصحاب الخبرة والاختصاص من القانونيين ليكون القانون هو الحد الفاصل في صياغة العلاقة بين الناس. لا يمكن أن نتوقع بلداً بحجم سوريا وثرائها بمكوناتها المختلفة وأن يسودها رأي واحد. فالاختلاف هذا جيد وصحي وهذا النصر الذي تحقق ليس نصراً لفئة على أخرى، وإنما هو نصر لجميع السوريين. حتى من كنا نعتقدهم موالين للنظام السابق شهدنا فرحتهم لأنه لم يكن متاحاً للناس التصريح بما تشعر به أو تفكر به. وأنا على ثقة أن السوريين كلهم بمختلف فئاتهم على درجة من الوعي الكفيلة بحماية بلدهم، وباختصار ما أطمح إليه هو التوصل إلى اتفاق جامع ودولة قانون نحتكم إليها في حل خلافاتنا”.
واشار الى انه “في الحقيقة لم نواجه نظاماً سياسياً بل كنا نقاتل عصابة مجرمة وسفاحة بكل معنى الكلمة. في السلم والحرب على السواء من اعتقالات وإخفاء قسري وقتل وتهجير وتجويع وكيماوي وتعذيب ممنهج… اليوم نقول إن المسبب انتهى. لذا لا يمكن أن ننظر إلى الأمور بمنطق الثأر، مع الاحتفاظ بالطبع بحق الناس بمحاسبة الأشخاص القائمين على سجن صيدنايا ومن رموا البراميل والكيماوي وارتكبوا فظائع معروفة. هؤلاء لابد من محاسبتهم وملاحقتهم وأسماؤهم معروفة. أما بالنسبة إلى الأفراد غير المعروفين، فيحق للأهالي التقدم بشكاوى ضدهم لمحاسبتهم أيضا”.

تظاهرة ساحة الأمويين: علمانية ومشاركة النساء
وامس خرج الآلاف من المواطنين في ساحة الأمويين في دمشق للمطالبة بـ علمانية الدولة ومشاركة النساء في السياسة، دون أي احتكاك مع السلطات المحلية التي خلقت بدورها مساحة من الطمأنينة لتُسمع أصوات كانت غائبة عن المشهد العام، في مظهر لم يألفه أبناء سورية خلال العهد السابق وأساليبه القمعية وكمم الأفواه دون التعبير عن أي معارضة حقيقية.

ودعا “تجمع الشباب المدني” وهو مجموعة من الناشطين لأول مظاهرة في ساحة الأمويين بدمشق، للمطالبة بدولة ديمقراطية مدنية.
وعبر المتظاهرون عن آراءهم ورفعوا لوحات تطالب بالعلمانية والديمقراطية كتب عليها: “نريد ديموقراطية وليس دينوقراطية” و”نحو دولة قانون ومواطنة” و”لا وطن حرا دون نساء أحرار”. وردّد المتظاهرون شعارات مثل “سوريا حرة مدنية” و”نريد ديموقراطية وليس دينوقراطية”.

وشارك في التظاهرة نساء ورجال من فئات مختلفة من ممثلين وحقوقيين وطلاب وعمال، كما ألقى كلمة خلال المظاهرة قيادي في إدارة العمليات العسكرية، دون تسجيل حالات اعتداء.
وعلى الطرف الآخر اعتبر مؤيدو حكومة دمشق الحالية، أن تلك المظاهرات تمهيد لمظاهرات أخرى وثورات مضادة، وتأتي في وقت تشهد البلاد حالة من الفوضى في ظل مرحلة التأسيس.

قوات التحالف
ميدانيا، استقدمت قوات “التحالف الدولي” تعزيزات عسكرية جديدة تضم أكثر من 60 شاحنة دخلت على دفعتين تحمل معدات عسكرية ومدرعات ومدافع ثقيلة ومصفحات عسكرية من معبر الوليد إلى قاعدتها بخراب الجير بريف الحسكة.

عبدي: المقاتلون الأكراد سيغادرون
من جهته، لفت القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مظلوم عبدي، في تصريح لوكالة “رويترز” للأنباء، إلى أنّ “المقاتلين الأكراد الّذين قدموا إلى سوريا من مختلف أنحاء الشّرق الأوسط لدعم القوّات الكرديّة السّوريّة، سيغادرون إذا تمّ التّوصّل إلى وقف لإطلاق النّار في المواجهة مع تركيا شمال البلاد”.
وكانت قوات “قسد” قامت بعملية أمنية لتمشيط بلدة معدان وزور شمر في ريف الرقة، بعد دخول مسلحين مجهولين إلى المنطقة عرفوا عن أنفسهم أنهم من قوات “ردع العدوان”، فيما تبين لاحقا أنهم خلايا من تنظيم داعش.
إلى ذلك، إستشهد صحفيان وأصيب سائق سيارة جراء استهداف طائرة مسيّرة تركية بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، للسيارة التي كانت تقلهم في على الطريق الواصل بين سد تشرين وبلدة صرين في ريف عين العرب (كوباني) الجنوبي شرق حلب.
الصحفيان كانا يؤديان مهامهما في تغطية الأوضاع في المنطقة قبل أن تستهدفهما الطائرة بشكل مباشر.
الحادثة تأتي وسط تصاعد الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا، ما يثير مخاوف كبيرة بشأن استهداف الإعلاميين والمدنيين في هذه العمليات العسكرية.