تقرير فلسطين السياسي
جدَّد البابا فرنسيس، امس في قداس عيد الميلاد المجيد دعوته إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزّة.
وفي رسالته بمناسبة عيد الميلاد، تحت عنوان “لمدينة روما والعالم”، وصف البابا الوضع الإنساني في غزة بأنه “خطير جداً”، وطالب بفتح أبواب الحوار والسلام على مصراعيها.
وقال البابا فرنسيس: أتوجّه بفكري إلى الجماعات المسيحية “ولاسيما في غزة، حيث الوضع الإنساني خطير جدا”، وفق الموقع الإلكتروني للفاتيكان. وأصبح البابا أكثر انتقادا للحملة العسكرية الإسرائيلية في القطاع، ووصفها الأسبوع الماضي بأنها “وحشية”.
في المقابل، هنّأت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المسيحيين في عموم فلسطين، بمناسبة أعياد الميلاد المجيد، مثمنةً عالياً موقفهم الأصيل بقصر احتفالاتهم على الشعائر الدينية في ظل حرب الإبادة الصهيونية المتواصلة ضد شعبنا بمسلميه ومسيحييه، وفي كافة مناطق أرضنا الفلسطينية خصوصاً في قطاع غزة.
وأشادت حماس بالمواقف الوطنية الراسخة للمسيحيين الفلسطينيين، ورفضهم للاحتلال ولإجراءاته بحقّ شعبنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وما يمارسه من تنكيل وتضييق ضد أبناء شعبنا وانتهاك لحقّهم في حرية العبادة، ومنعٍ من الوصول إلى أماكنهم المقدسة ومساجدهم وكنائسهم واحتفالهم بمناسباتهم الدينية. وأوضحت أن هذه المواقف المُشرِّفة لمسيحيي شعبنا، تؤكد من جديد على وحدة المجتمع الفلسطيني، والتضامن الشامل بين كافة مكوناته، في وجه الحرب الوحشية التي يشنها الاحتلال الصهيوني لتصفية قضيتنا وطمس هويتنا، ومحاولاته الفاشلة للنيل من صمودنا وإصرارنا على تحقيق تطلعاتنا بالحرية وإقامة دولتنا الحرة والمستقلة.
من جهة ثانية، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حماس بـ”الكذب والتراجع عن التفاهمات”، في رده على بيان للحركة بشأن تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وكانت اتهمت حركة حماس اسرائيل بعرقلة مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، وأعلنت تأجيل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وذلك بسبب شرط جديد وضعته إسرائيل على الاتفاق.
وقالت الحركة في بيان إن “مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تسير في الدوحة بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي، وقد أبدت الحركة المسؤولية والمرونة”.
لكنها تابعت: “غير أن إسرائيل وضعت قضايا وشروطا جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجل التوصل للاتفاق الذي كان متاحا”.
وكانت محاولة جديدة للوساطة من جانب مصر وقطر والولايات المتحدة لإنهاء القتال وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب قد اكتسبت زخما هذا الشهر، ومع ذلك لم يتم الإعلان عن أي تقدم ملموس حتى الآن.
وكان الاتفاق المقترح للهدنة يتضمن 3 مراحل، حيث يتم في المرحلة الأولى إطلاق سراح بعض الرهائن من “الحالات الإنسانية”، مثل النساء والأطفال وكبار السن والمرضى.
وتريد حماس إنهاء الحرب، في حين تريد إسرائيل إنهاء إدارة حماس لقطاع غزة أولا.
في المقابل، قال وزير الجيش الاسرائيلي مساء امس الأربعاء، إن السيطرة الأمنية على قطاع غزة ستبقى في أيدي الجيش الإسرائيلي.
وأضاف خلال زيارة محور فيلادلفيا” لن تكون هناك حماس حاكمة هنا ولن تكون هناك حماس عسكرية وستكون هناك مناطق عازلة ومواقع سيطرة، وبهذا سنعمل على إطلاق سراح جميع المحتجزين”.
في سياق آخر، كشف مصدر فلسطيني مسؤول أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رفض كل المحاولات المصرية لإعلان لجنة الإسناد المجتمعي في قطاع غزة.
وقال المصدر الفلسطيني الذي شارك في لقاءات الفصائل الأخيرة في القاهرة، وفضل عدم الكشف عن هويته، إن الفصائل الفلسطينية سلمت مصر قائمة مكونة من 50 شخصية مستقلة للعمل في لجنة الإسناد المجتمعي، على أن يجري اختيار 15 شخصية من القائمة لبدء العمل في اللجنة بإشراف مصري.
وأشار إلى أن مصر عازمة على إنجاح مشروع اللجنة سواء بمشاركة السلطة، أو من دونها؛ في ظل الحاجة الماسة للجنة في غزة. وذكرت مصادر مصرية أن القاهرة دعت الإدارة الأميركية لممارسة الضغط على محمود عباس.
ووفقًا لما توفر من معلومات، فإن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أجرى اتصالًا هاتفيًا مع عباس خلال وجود الأخير في القاهرة لحضور اجتماع قمة الثماني للتعاون الاقتصادي، حثه خلاله على إزالة العقبات لسرعة إبرام الاتفاق.
انسانيا، كشفت تقارير إغاثية، أن نسبة سكان غزة التي تستطيع المنظمات الأممية تقديم المساعدات لهم وصلت إلى 29% انخفاضًا من 70% في أبريل الماضي.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك إن الوضع الإنساني في قطاع غزة أصبح مروعًا وصعبا للغاية.
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، (إسرائيل) لتجنب تفاقم الكارثة الإنسانية في غزّة. ودعا غوتيرش إسرائيل إلى “تجنب المزيد من الإجراءات التي من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل في غزّة وعدم تعريض المدنيين للمزيد من المعاناة”.
وأعلنت الأمم المتحدة أن النساء والأطفال شكلوا قرابة 70% من قتلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بين نوفمبر 2023 وأبريل 2024.
ودعا مكتب الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مجددا إلى تقديم مساعدات عاجلة للمنشآت الطبية في قطاع غزة المحاصر، وخاصة للمستشفيات في الشمال “حيث تتواتر تقارير عن استمرار الهجمات على المستشفيات هناك وفي محيطها”.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن النداء الذي أطلقه المكتب الثلاثاء هو من أجل توفير الغذاء والمياه التي تشتد الحاجة إليها. ولا يتوفر في مدينة غزة بشمال القطاع سوى ثلاثة أجهزة تنفس اصطناعي للأطفال الرضع الذين يحتاجون إلى رعاية طبية مكثفة، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
وقال مكتب “أوتشا”: إن السلطات الإسرائيلة هدمت 1787 منشأة فلسطينية بين 7 أكتوبر 2023 و15 أكتوبر 2024، منها 800 مسكن مأهول. كما أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأن شمال غزة لا يزال محاصرا بشكل شبه كامل.