أخباركم – أخبارنا
تقرير لبنان وسوريا الميداني
لم تنفع كل الاحتجاجات الرسمية التي حملتها الحكومة اللبنانية والجيش إلى لجنة مراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وإلى قوات اليونيفيل، والوسيط الأميركي، بالحد من الخروقات الإسرائيلية المتواصلة للاتفاق، بل صعّدت تل أبيب منها متوغلة، اليوم الخميس، في مناطق بعيدة عن الحدود، وبالتحديد في وادي الحجير الذي له رمزية بالنسبة لحزب الله وإسرائيل، حيث شهد عام 2006 معركة كبيرة عُرفت بالمعركة الكبرى وبمجزرة الدبابات، وأدت نتائجها لوقف الحرب ووقف التقدم الإسرائيلي.
وكان لافتاً وصف أحد نواب حزب الله الأداء الرسمي في مجال التصدي للخروقات الإسرائيلية بـ”الفشل الذريع”، وبأن «الحل والخيار الوحيد هو المقاومة».
من جهة ثانية اعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه انه اليوم وأثناء تنفيذ دورية للجيش مهمة استطلاع في منطقة وادي الأسود في خراج بلدة ينطا – راشيا عند الحدود اللبنانية – السورية، أطلق مسلحون مجهولون من الجانب السوري النار على الدورية فردّ عناصر الدورية على مصادر النيران، ووقع اشتباك أصيب خلاله أحد العسكريين، ونُقل إلى أحد المستشفيات للمعالجة.
وقد اتخذت الوحدات العسكرية المنتشرة في القطاع تدابير أمنية مشددة، وتجري المتابعة اللازمة للحادثة.
في المقابل، اعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان ان “العدو الاسرائيلي يواصل تماديه في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، والاعتداء على سيادة لبنان ومواطنيه وتدمير القرى والبلدات الجنوبية.
في هذا الإطار، توغلت قوات تابعة للعدو الإسرائيلي بتاريخ 26 / 12 / 2024 في عدة نقاط في مناطق القنطرة وعدشيت القصير ووادي الحجير – الجنوب، وقد عزز الجيش اللبناني انتشاره في هذه المناطق، فيما تتابع قيادة الجيش الوضع بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.
ورفعت جرافات اسرائيلية سواتر ترابية بين وادي الحجير ووادي السلوقي.
وكانت تقدمت آليات الجيش الإسرائيلي عبر وادي الحجير جنوبا، حيث قامت بعمليات تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة خلال تقدمها.
وبعد الظهر، افيد بانسحاب آليات الجيش الإسرائيلي من وادي الحجير باتجاه أطراف وادي السلوقي.
كما قامت القوات الاسرائيلية بخطف المواطن حسام فواز من بلدة تبنين، خلال توجهه الى مركز عمله في مركز الكتيبة الاندونيسية التابعة لـ”اليونيفيل” في بلدة عدشيت القصير – قضاء مرجعيون. لكن بعد ساعات، افيد ان “اليونيفيل” تسلمت والصليب الأحمر اللبناني فواز بعد اختطافه.
كذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص بالأسلحة الرشاشة من مارون الراس باتجاه مدينة بنت جبيل، وسُجّل تحليق منخفض للمسيرات في المنطقة.
وعلى الأثر، أقفل الجيش اللبناني الطريق المؤدية إلى وادي الحجير، بدءًا من مركزه عند جسر قعقعية الجسر.
كما توجهت دورية تابعة لـ”اليونيفيل” إلى مفرق القنطرة حيث تتواجد قوة إسرائيلية.
وإثر التوغل الإسرائيلي بشكل مفاجئ باتجاه بلدة القنطرة، نزح منها الأهالي إلى بلدة الغندورية.
وفي سياق متصل، طلبت بلدية مجدل سلم من المواطنين عدم سلوك طريق السلوقي – وادي الحجير نحو النبطية بما فيها المتفرعات من بلدة قبريخا بسبب الظروف الأمنية المستجدة.
وليس بعيدا، أكدت قيادة “اليونيفيل” في بيان أن “أي أعمال تهدد اتفاق وقف الأعمال العدائية الهشّ، يجب أن تتوقف”.
أضاف البيان:”لقد أكّد كل من إسرائيل ولبنان التزامهما التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701. ولمعالجة القضايا العالقة، فإن الطرفين مدعوان الى الاستفادة من الآلية التي أنشئت حديثاً على النحو المتفق عليه في التفاهم.تستمر اليونيفيل في حثّ الجيش الإسرائيلي على الانسحاب في الوقت المحدد ونشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان والتنفيذ الكامل للقرار 1701 كمسار شامل نحو السلام”.
تابع: “إن اليونيفيل تعمل بشكل وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية بينما تقوم بتسريع جهود التجنيد وإعادة نشر القوات إلى الجنوب. إن البعثة مستعدة للقيام بدورها في دعم البلدين في الوفاء بالتزاماتهما وفي مراقبة التقدّم، يشمل ذلك ضمان خلو المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني من أي أفراد مسلحين أو أصول أو أسلحة غير تلك التابعة لحكومة لبنان واليونيفيل، فضلاً عن احترام الخط الأزرق”.
ختم:”هناك قلق إزاء استمرار التدمير الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في المناطق السكنية والأراضي الزراعية وشبكات الطرق في جنوب لبنان، وهذا يشكل انتهاكاً للقرار 1701. وسوف يواصل جنود حفظ السلام المهام المنوطة بهم، بما في ذلك رصد الانتهاكات للقرار 1701 وإبلاغ مجلس الأمن عنها”.
الى ذلك، ابلغت إسرائيل لجنة مراقبة وقف النار أنها قد تمدد بقاء قواتها بجنوب لبنان. وفي هذا السياق، لفتت صحيفة هآرتس الى أنه إذا لم ينجح الجيش اللبناني في السيطرة الكاملة على جنوب لبنان نهاية الفترة الزمنية المحددة لوقف إطلاق النار فسيتعين على الجيش الإسرائيلي البقاء في الجنوب.
من جهة ثانية، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي:
“إلحاقًا بالبيانات السابقة المتعلقة بتسلم الجيش مراكز كانت تشغلها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، تُواصل الوحدات العسكرية المختصة إجراء المسح الهندسي لهذه المراكز ومحيطها، ومعالجة الذخائر غير المنفجرة التي تمثّل تهديدًا كبيرًا للمواطنين.
في هذا السياق، تُحذّر قيادة الجيش المواطنين من الاقتراب من أملاكهم الواقعة ضمن هذه المراكز ومحيطها حفاظًا على سلامتهم، وذلك لوجود حقول ألغام وذخائر غير منفجرة وأجسام مشبوهة قربها”.
كما صدر عن قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه بيان اعلنت فيه ان وحداتها قامت بتفجير ذخائر غير منفجرة في بلدة وادي خالد – عكار، وفي حقل اليابسة – راشيا.
اما في سوريا، فقد دعا ممثلون من المجتمع الأهلي للطائفة العلوية في محافظة حمص، اليوم الخميس، إلى نبذ الخطابات الطائفية والتحريض الإعلامي، وتسليم السلاح للجهات المختصة خلال مدة لا تتجاوز خمسة أيام.
جاء ذلك في بيان مصور نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب مقتل 14 عنصراً من قوات الأمن وإصابة 10 آخرين في كمين نصبه فلول نظام بشار الأسد ضد قوات الأمن التابعة للإدارة السورية الجديدة في محافظة طرطوس. الحادثة تزامنت مع اندلاع مظاهرات في مدن الساحل السوري.
ودعا البيان اهالي “محافظة حمص إلى نبذ الشعارات الطائفية والخطابات الاستفزازية، والكف عن التحريض الإعلامي بكل أشكاله، ونهيب بالجميع تسليم السلاح وحصره بيد السلطات المختصة، مع تسهيل آلية التسليم والتسويات خلال مدة أقصاها خمسة أيام”.
كما طالب البيان القيادة العامة للإدارة الجديدة بإصدار قرار يُجرّم استخدام العبارات أو الخطابات الطائفية، مشدداً على ضرورة متابعة ملابسات الحوادث الأخيرة وتقديم المسؤولين عنها إلى القضاء.
وأضاف البيان: “نتوجه إلى جميع المواطنين في حمص للحفاظ على السلم الأهلي وعدم الانجرار وراء الشائعات والفتن التي يروج لها أصحاب المشاريع الخارجية”.
وختم البيان بالدعوة إلى اتخاذ موقف حازم ضد كل من يسعى إلى زعزعة الاستقرار، قائلاً: “عاشت سوريا حرة أبية لكل السوريين”.
وفي محافظة الحسكة تعرضت القاعدة الأمريكية في “خراب الجير” في ريف رميلان شمال الحسكة، صباح اليوم، لهجوم مسيرة انتحارية للمرة الأولى بعد إسقاط نظام بشار الأسد، فيما تصدت لها الدفاعات الجوية في القاعدة وتم إسقاطها قبل وصولها إلى القاعدة.
وفي سياق ذلك، رفعت القوات الأمريكية حالة التأهب في القاعدة تحسبا لهجمات مشابهة.
اما في محافظة حماة اقتحمت مجموعة مسلحة تستقل سيارات عسكرية بلدة العزيزية في سهل الغاب، وأعدموا المواطن علي دياب بالرصاص، واعتقلوا 8 آخرين من القرية من بينهم شقيق القتيل علي واقتادوهم إلى مكان مجهول.
وبلغ عدد الجرائم منذ سقوط النظام البائد في محافظات سورية متفرقة 75 جريمة راح ضحيتها 117 شخصاً هم: 112 رجل، 4 سيدة، 2 أطفال.
وتوزعوا على النحو التالي:
– دمشق: 7 جرائم راح ضحيتها (6 رجل، و2 أطفال).
– ريف دمشق: 7 جرائم راح ضحيتها ( 13 رجلا).
– حمص: 13 جريمة راح ضحيتها (16 رجلا وسيدة ).
– حماة: 23 جرائم راح ضحيتها ( 43 رجل، وسيدتين).
–اللاذقية: 6 جريمة راح ضحيتها ( 1 سيدة، و10 رجال).
– حلب: 6 جريمة راح ضحيتها (6 رجال بينهم عنصر سابق بفرع أمن الدولة سابقا).
– السويداء: 4 جرائم راح ضحيتها ( 7 رجال).
– طرطوس: 3 جريمة راح ضحيتها (3 رجال).
– درعا: 3 جرائم راح ضحيتها 3 رجال.
-1 جريمة في القنيطرة راح ضحيتها (4 رجال).
-1 جريمة في إدلب راح ضحيتها رجل.
-1 جريمة في دير الزور راح ضحيتها رجل.
اما في محافظة حلب فقد هاجمت فصائل “الجيش الوطني” محور سد تشرين بريف حلب الشرقي، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين الفصائل من جهة، وبين قوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة، وتقدمت “قسد” وسيطرت على قرية كيارية على محور الخفسة دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية.
واليوم أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى مقتل 12 عنصرا من الفصائل الموالية لتركيا وأصيب 3 عناصر من “قسد”، إثر تصدي قوات الأخيرة ومجلس منبج العسكري لعملية تسلل حاولت الفصائل تنفيذها على محور سد تشرين شرق حلب.