أخباركم – أخبارنا
كشف قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، مظلوم عبدي، في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط عن التحديات الراهنة التي تواجه قواته وسوريا بشكل عام في ظل المتغيرات السياسية والعسكرية. وأكد أن قوات «قسد» مستعدة «مبدئياً» للاندماج في الجيش السوري الجديد، بشرط الاتفاق على «صيغة مناسبة» من خلال التفاوض، مشدداً على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وتنوعها الدستوري.
كارثة تهدد كوباني وتحشيد تركي مستمر
حذر عبدي من كارثة وشيكة تهدد مدينة كوباني في ظل استمرار التحشيد العسكري التركي، على الرغم من مقترحات «قسد» لإنشاء منطقة منزوعة السلاح لتهدئة التوترات. وأشار إلى أن تركيا لم تستجب لهذه المقترحات حتى الآن، ما يزيد من خطورة الموقف ويهدد استقرار المنطقة بأكملها.
موقف «قسد» من مستقبل سوريا
صرح عبدي بأن مستقبل سوريا يجب أن يكون قائماً على دولة لا مركزية ديمقراطية تعددية، تضمن حقوق جميع مكوناتها، بمن فيهم الشعب الكردي. وأكد أن «قسد» على استعداد للمشاركة في بناء سوريا جديدة عبر حوار مباشر وشامل يضع حداً للنزاعات، مشدداً على ضرورة توقف العمليات العسكرية في سوريا، وخاصة الهجمات التركية.
التنسيق مع «هيئة تحرير الشام» والموقف من النظام السابق
كشف عبدي عن تنسيق ميداني مع «هيئة تحرير الشام» خلال معارك «ردع العدوان» لتجنب الاصطدام وإجلاء النازحين، لكنه أوضح أن التنسيق لم يصل إلى مفاوضات سياسية. كما أشار إلى أن انهيار نظام الأسد خلال عشرة أيام كان أمراً غير متوقع، مرجحاً الكشف عن المزيد من التفاصيل حول هذه المرحلة مستقبلاً.
جاهزية «قسد» للاندماج في الجيش السوري
أكد عبدي أن «قسد» مستعدة لنزع سلاحها والاندماج في الجيش الوطني السوري، مشيراً إلى أهمية التوصل إلى صيغة توافقية تحقق هذا الهدف. وأضاف أن قواته تعمل على بناء جيش وطني يمثل جميع السوريين.
الموقف من «داعش» والعلاقات مع الحكومة المركزية
شدد عبدي على أن محاربة تنظيم «داعش» لا تزال أولوية لـ«قسد»، مبدياً استعداد قواته للتعاون مع الحكومة المركزية الجديدة في دمشق لمكافحة الإرهاب وضمان استقرار الحدود. كما أشار إلى إمكانية نقل مسؤوليات مراقبة الحدود إلى السلطات المركزية ضمن إطار متفق عليه.
العلاقات مع تركيا وحزب العمال الكردستاني
حول العلاقة مع تركيا، أكد عبدي أن الاتصالات تتم عبر شركاء دوليين وليس بشكل مباشر، لكنه أعرب عن استعداد «قسد» للحوار مع أنقرة. وبشأن حزب العمال الكردستاني، نفى وجود ارتباطات تنظيمية مباشرة، مؤكداً أن القرار في شمال سوريا يبقى بيد السكان المحليين.
رؤية «قسد» لمستقبل المناطق الكردية
تطرق عبدي إلى ضرورة توحيد الرؤية السياسية في مناطق الإدارة الذاتية، مشيراً إلى أهمية تمثيل جميع مكونات المنطقة، بما في ذلك الكرد، بشكل عادل. كما أشار إلى استعداد «قسد» للسماح بعودة «البيشمركة» السوريين من كردستان العراق كجزء من عملية بناء جيش وطني.
ختاماً
أكد مظلوم عبدي أن «قسد» ملتزمة بالعمل من أجل سوريا موحدة ومستقرة، داعياً إلى حوار شامل يضع حداً للمعاناة المستمرة في البلاد. كما أبدى استعداده لزيارة دمشق بمجرد تهيئة الظروف المناسبة، معتبراً أن العاصمة هي المكان الطبيعي لبدء مرحلة جديدة في تاريخ سوريا.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط.