أخباركم – أخبارنا
كشف تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن وثائق سرية تُشير إلى تواصل بين إسرائيل ونظام بشار الأسد قبل الإطاحة به في سوريا. ووفقًا للتقرير، هدفت هذه المحادثات السرية إلى تحقيق تفاهمات استراتيجية تخدم مصالح إسرائيل في المنطقة، لا سيما فيما يتعلق بنقل الأسلحة إلى حزب الله. هذا التواصل يعكس تعقيد العلاقات الإقليمية ودور الأطراف الدولية في تشكيل مصير سوريا.
التفاصيل الواردة في التقرير:
- التواصل بين إسرائيل ونظام الأسد:
- أوضحت الصحيفة أن الموساد الإسرائيلي قاد المحادثات من خلال عميل سري يُدعى “موسى”، الذي كان يرسل رسائل مشفرة عبر تطبيق “واتساب” إلى دائرة الرئيس السوري.
- الهدف كان التوصل إلى صفقة سرية تمنع نقل الأسلحة إلى حزب الله مقابل رفع العقوبات عن نظام الأسد.
- الدور الروسي في الوساطة:
- أُشير إلى أن المدير السابق للموساد، يوسي كوهين، كان من المقرر أن يلتقي مع بشار الأسد في موسكو لإتمام الاتفاق.
- يُفهم من التقرير أن روسيا كانت تلعب دورًا محوريًا في التوسط بين الطرفين، وهو ما يعكس اعتماد الأسد المتزايد على الدعم الروسي في تلك الفترة.
- تعطيل الصفقة:
- التغيير المفاجئ في الوضع الميداني بسوريا، خصوصًا الهجوم الواسع للفصائل المسلحة على دمشق واحتلالها لمناطق استراتيجية، أدى إلى انهيار المحادثات وعدم تنفيذ الصفقة.
- هذا التغيير، وفقًا للتقرير، دفع إسرائيل إلى التخلي عن دعم الأسد، ورأت أن مصالحها قد تتحقق عبر قنوات أخرى.
تحليل الأبعاد والتداعيات:
- الأهداف الإسرائيلية:
- كان الهدف الرئيسي لإسرائيل ضمان أمنها على الحدود الشمالية من خلال منع نقل الأسلحة المتطورة إلى حزب الله، الذي يُعتبر التهديد الأكبر لها في المنطقة.
- رفع العقوبات عن الأسد كان عرضًا مغريًا لإعادة تقييد دوره إقليميًا وتحجيم نشاطه العسكري ضد إسرائيل.
- الدور الروسي:
- التقرير يُظهر أهمية الدور الروسي كوسيط بين الأطراف الإقليمية والدولية. موسكو كانت تسعى لضمان بقاء الأسد في السلطة كحليف استراتيجي، مما يجعل دعم إسرائيل له خطوة محورية في تحقيق الاستقرار.
- الانعكاسات على حزب الله:
- الصفقة لو تمت، كانت ستشكل ضربة قوية لحزب الله، حيث يعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري من دمشق. وهذا يفسر جزئيًا إصرار إسرائيل على التواصل مع الأسد لتحقيق هذا الهدف.
- قرار التخلي عن الأسد:
- عندما أصبحت دمشق غير مستقرة، وجدت إسرائيل أن دعم الأسد لم يعد مفيدًا. بدلاً من ذلك، قررت الاستفادة من الفوضى في سوريا لتحقيق مكاسب أمنية دون الالتزام باتفاقات مع نظام ضعيف.
أبعاد أوسع للتقرير:
- إسرائيل والتوازن الإقليمي:
- التقرير يكشف أن إسرائيل لم تكن معنية بالإطاحة الفورية بالأسد بقدر ما كانت تسعى لتحقيق مصالح استراتيجية تتعلق بأمنها.
- محاولة التواصل مع الأسد تظهر مدى استعداد إسرائيل للتعامل مع أنظمة حتى وإن كانت معادية لها، إذا كان ذلك يخدم أهدافها.
- مصير الأسد ودلالاته:
- الإطاحة بالأسد من قبل الفصائل المسلحة بعد تلك المحادثات يكشف عن تحولات جذرية في المشهد السوري.
- فشل الصفقة يعكس هشاشة النظام في دمشق آنذاك، رغم الدعم الإيراني والروسي.
- الرسائل الإقليمية والدولية:
- التقرير يُظهر أن إسرائيل تعمل على إدارة علاقاتها مع الأطراف المتصارعة في سوريا لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، دون الارتباط بدعم أي طرف بشكل دائم.
التقرير الإسرائيلي يُبرز تعقيدات الصراع السوري والأدوار المختلفة التي لعبتها القوى الإقليمية والدولية فيه. محاولات التواصل بين إسرائيل ونظام الأسد تعكس كيف تتداخل المصالح الأمنية والسياسية في المنطقة. فشل الصفقة وتسارع الأحداث الميدانية أدى إلى الإطاحة بالأسد، مما يعيد رسم خريطة النفوذ في سوريا. هذه الوثائق تقدم نظرة جديدة حول العلاقة بين دمشق وتل أبيب، وتُظهر كيف يمكن للمصالح أن تُحرك العلاقات حتى بين الأطراف المتخاصمة.