أخباركم ـــــ أخبارنا
رأى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، أن “الأميركي هو الموجود في مطار بيروت وهو الذي يوجه الأوامر إلى السياسيين اللبنانيين والإدارة اللبنانية”، معتبرا أن “ما يجري في المطار لا يجري مع كل اللبنانيين، يجري التعامل مع الزوار الشيعة القادمين من إيران تعاملا غير إنساني. ونحن لن نسكت عن هذا الأمر”، مؤكدا “هم يحاصرون طائفة مقاومة في لبنان وليس حزب”.
وقال في كلمة له خلال لقاء حواري نظمه “مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي” امس: “إذا كان هناك من تنكر للقضية الفلسطينية ويرى أن الأوان قد حان للتخلص منها ،فإن حساباته خاطئة”، معتبرا ان “السير بحسب الظروف بحيث يتغير موقفنا ونكون مع القوى الطاغية، فهذا نفاق”.
ولفت الخطيب الى ان “أخذ الموضوع القومي والإنساني والديني إلى الموضوع المذهبي هو مؤامرة على لبنان والعرب والقضية الفلسطينية وعلى العالم الإسلامي والإنسانية، وهي سياسة خبيثة يراد منها تعرية القضية الفلسطينية، بحيث يقف الفلسطينيون وحدهم واللبنانيون وحدهم والعرب وحدهم، فيكون لبنان أولا وسوريا أولا ومصر أولا إلخ.. بما يعني تفريق العصي ليسهل كسرها جميعا”.
ورأى ان على اللبنانيين “مراجعة سياستنا وعلاقاتنا بعضنا مع بعض. هل يريد اللبنانيون أن يعيشوا معا؟..نعم ما جرى في مواجهة موضوع النزوح واحتضان اللبنانيين في كل المناطق للنازحين يدل على أن اللبنانيين يريدون العيش معا، ويشعرون أنهم شعب واحد”، معتبرا إن “التمايز لا يعطي إمتيازا في الحقوق والواجبات. لكن استغلال المذهبية والطائفية والانتفاع من النظام السياسي هو الذي يعطي هذه الصورة عن اللبنانيين بأنهم جماعات متنافرة”.
وأكد “نحن مثل كل اللبنانيين، بحاجة للدولة التي تحمي الجميع. الطائفة لا تحمي الدولة والبلد، أما الدولة فتحمي الطوائف والبلد. نريد دولة تحمي أولادنا، معتبرا أن “غياب الدولة هو الذي ألجأنا الى حمل السلاح والدفاع عن أنفسنا وعن لبنان. من الذي ترك الجنوب للفوضى؟ من الذي وقع اتفاق القاهرة ؟..لقد لجأنا الى السلاح للدفاع عن لبنان ودفاع الشيعة عن جنوب لبنان كان دفاعا عن لبنان”.
وشدد على إن “انتماءنا إلى نفس المذهب الذي تنتمي اليه إيران ،لا يعني اننا نتخلى عن وطننا ولبنانيتنا”.
أعطونا أحدا في العالم وقف مع المقاومة بعد العام 1982 غير الجمهورية الإسلامية،من منطلق مواجهة الظلم والعدوان.ولو لم يكن احتلال إسرائيلي لجنوب لبنان هل كانت هناك مساعدة إيرانية؟ ولماذا يرى الآخرون في هذه المساعدة نقصا في وطنية من يدافع عن سيادة لبنان. حتى الآن لم تنته الحرب وما يزال الجنوب محتلا،فيما
الله.طائفة مخلصة لوطنها وتعتبر كل اللبنانيين أهلها”.
ولفت الى ان “لبنان وطن نهائي للجميع ،وهذه هي قاعدتنا.ونريد بناء دولة قوية عادلة ،دولة المواطنة التي يرى فيها اللبناني كرامته،وإذا كان ثمة من يريد ويحلم بإعادة الطائفة إلى سابق عهدها والتعامل معها كجالية ،مع أنهم يتعاملون مع الجاليات بشكل أفضل،فهذا لا يبني وطنا”.
واكد الخطيب “اننا نفضل أن يكون هناك حوار لإنتاج الحل ،لأن لا أحد يمكنه أن ينتج حلا وحده. موضوع وقف إطلاق النار سنتركه لوقته.شعبنا لن يقبل احتلالا جديدا ،ولن يترك اللبنانيون أرضهم مستباحة ،ونترك التفاصيل لأهلها. المجلس الشيعي الأعلى أبوابه مفتوحة للجميع ،موالين ومعارضين،وخاصة من الشيعة، وهو مستعد لإقامة ورشات عمل تغني الأفكار،ولكن من يرفضون الحوار يريدون إخضاعنا.المطلوب الكثير من الواقعية ،وسيندم اللبنانيون إذا خسروا هذا الوطن،وإذا ما هُجّر الشيعة من الجنوب سوف يتهجر كل اللبنانيين. ننبه إلى ما يحصل في المطار من ممارسات مشكوك فيها ،ولن نرضى بإهانة الكرامات”
