
دعت الأمم المتحدة العالم، لأن “يستعد لموجات حر أكثر شدة”، تزامنا مع موجة حر شديد يعاني منها سكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وقال جون نيرن، المستشار الرفيع المستوى لشؤون الحرارة الشديدة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من جنيف، إن “شدّة هذه الظواهر ستستمرّ في الازدياد، وعلى العالم أن يستعد لموجات حر أكثر شدة”.
وأشار الى أن “ظاهرة النينيو التي أُعلن عنها مؤخرا لن تؤدي إلا إلى زيادة وتيرة موجات الحر الشديد هذه وشدتها”.
ولفت نيرن إلى أن “إحدى الظواهر التي لاحظناها هي أن عدد موجات الحر المتزامنة في نصف الكرة الشمالي زاد 6 أضعاف منذ الثمانينيات، وليس هناك أي مؤشر على أن هذا المنحى سيتراجع”.
وأبدى خشيته من “أننا لم نصل إلى نهاية مشاكلنا وأن هذه الموجات سيكون لها تأثير خطر على صحة الإنسان وسبل عيشه” داعيا الجميع الى “تبني خطط لمكافحة الحرارة الشديدة”.
ومع اشتداد موجة الحر في أوروبا، أصدرت معظم المدن الرئيسية في إيطاليا تنبيهات حمراء إلى خطورة الحرارة الشديدة.
ووصلت درجات الحرارة إلى ذروتها الأربعاء، مع وضع 23 مدينة في حالة تأهب قصوى – بدءا من ترييست في الشمال الشرقي إلى ميسينا في الجنوب الغربي.
وتوقعت الأرصاد أن يستمر ارتفاع الحرارة الأسبوع الحالي في معظم أنحاء جنوب أوروبا، لتزيد على 40 درجة مئوية، كما ان أجزاء من جزيرتي سردينيا وصقلية الإيطاليتين ستكون الأكثر سخونة، إذ ستبلغ درجات الحرارة المرتفعة حوالي 46 درجة مئوية أو 47 درجة مئوية.
أما في العاصمة روما فبلغت الحرارة، الأربعاء، درجات قياسية جديدة، ووصلت الى 41.8 درجة مئوية.
ووصفت وسائل إعلام محلية موجة الحر، التي اجتاحت البلاد، بأنها فترة من “جهنم” – أو “أسبوع الجحيم”.
من جهتها، نبهت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن الموجة الحارة في أوروبا قد تستمر حتى آب، وأن درجات الحرارة القصوى التي تجتاح العالم هي الوضع الطبيعي الجديد في عالم يزداد دفئا بسبب تغير المناخ.
وفي اليونان، أعلنت إحدى نقابات العمال، أن العاملين في أكروبوليس السياحية بأثينا، سيتوقفون عن العمل لمدة 4 ساعات يوميا اعتبارا من يوم الخميس، احتجاجا على ظروف العمل أثناء الحر، في وقت اجتاحت الحرائق غابات متعددة في جميع أنحاء البلاد منذ الاثنين، ومنها حريق أدى إلى إجلاء 1200 طفل من مخيم صيفي.
كما ضربت موجات الحر أجزاء أخرى من العالم من بينها الولايات المتحدة والصين.
ففي الولايات الغربية والجنوبية للولايات المتحدة، يخضع أكثر من 80 مليون شخص لتحذيرات من موجة حر “قاسية وواسعة النطاق”.
وفي مدينة فينيكس بولاية أريزونا الأميركية، تجاوزت درجات الحرارة، الأربعاء، 43 درجة مئوية لليوم ال19 على التوالي.
وفي الصين سجلت بكين رقما قياسيا من درجات الحرارة إذ بلغت أعلى من 35 درجة مئوية خلال 27 يوما.
وحذرت السلطات في ولاية كاليفورنيا، وفي الصين من مخاطر الحر على الصحة، داعية السكان إلى الإكثار من شرب المياه والاتقاء من وطأة الشمس.