كتب إبراهيم بيرم لـ”أخباركم – أخبارنا”
بعد احتجاب طويل نسبياً عن الأضواء والحراك، فرضته تطورات الميدان في الجنوب، عادت حركة “حماس” أخيرًا إلى ساحة الفعل السياسي في بيروت، ولكن من بوابة “محور الممانعة والمقاومة”، فيما بدا وكأنه رسالة إلى من يعنيهم الأمر مفادها أن الحركة الجهادية ما زالت حيث تموضعت منذ أعوام، أي في صلب المحور، وأن كل ما راج أخيرًا عن انزياح الحركة وفك ارتباطها بهذا المحور مبالغ فيه ويفتقر إلى الدقة.
الاطلالة الأولى واللافتة للحركة الجهادية الفلسطينية كانت من بوابة السفارة الإيرانية في بيروت، إذ فجأة ومن دون مناسبة، ظهر ممثل الحركة في العاصمة اللبنانية الدكتور أحمد عبد الهادي إلى جانب السفير الإيراني في بيروت. وجاء في بيان عمّمته الحركة لاحقًا أنه جرى التأكيد على ضرورة أن تواصل المقاومة في لبنان وفلسطين ما بدأته في إطار مواجهة المخططات الإسرائيلية، لا سيما وقد ثبت أن العدو لا يردعه إلا الفعل المقاوم.
وأمس كانت الاطلالة الثانية للحركة مختارة من بوابة أخرى أكثر دلالة، فقد نظم قسم “العمل الجماهيري” في فرع الحركة في لبنان زيارة شعبية فلسطينية إلى الموقع الذي قضى فيه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في قلب الضاحية الجنوبية (حارة حريك)، وهو الموقع الذي أصبح مزارًا ومحجة للوفود والأفراد. وكانت المناسبة المعلنة لهذه الفعالية هي ذكرى مرور مئة يوم على اغتيال نصر الله.
وقد ألقى القيادي في الحركة رأفت مرة كلمة نوه فيها بالتزام نصرالله بالقضية الفلسطينية حيث “كان يحملها في قلبه وفي عقله”، وأضاف: “إن مقاتلي الحزب حافظوا على الثوابت وأدوا الأمانة وباسم كل فلسطين نحيي لبنان بكل مكوناته وكل من وقف معنا”. وفي موقف لافت، أضاف مرة: “المقاومة ثابتة وحاضرة ولها أهدافها ووسائلها، وهي من الشعب وأصالة الهوية والانتماء، وفلسطين لن تنتهي وشعبها لن يزول”.
وخلص قائلاً: “نتمسك بحقنا في المقاومة وبحق شعبنا في التحرر، ومن يعتقد أن المقاومة هزمت وانتهت فهو واهم واهم واهم، إذ أن المقاومة مشروع استراتيجي وطوفان الأقصى أحدث تصدعات حتمية في الكيان الصهيوني، والمنطقة لن تعيش بأمان إلا بزوال الاحتلال”.
والجدير بالذكر، أن عودة “حماس” إلى التحرك والحضور في الساحة اللبنانية ترافق مع عودة قيادة الحزب إلى الظهور بفاعلية أكبر وبمواقف أكثر تشددًا، ما أوحى بوجود تنسيق وتناغم بين الطرفين يثبتان من خلاله أنهما قد ولجا مرحلة استيعاب الضربات الإسرائيلية الموجعة، وانطلقا في مرحلة مختلفة.