أخباركم – أخبارنا
كتب بلال خبيز: بعرف إنو رأيي لن يؤثر في مسار الأحداث ولن يقنع قوى وشخصيات عامة لها مطامحها ومصالحها. إنما فلأقل ما أنا مقتنع به. لم يخامرني أي شك في أن الشرع يقود فصيلا إسلاميا ولو للحظة واحدة. منذ انتصاره مع جماعته على نظام الأسد المتعفن وأنا أراقبه. كل ما أتى به فاق توقعاتي. إنما هل ما أتى به هو ما كنت آمل به؟ هذا أمر آخر. لاعترف، أنا كعلماني، يساري، هزمت منذ زمن بعيد. لم أعد أملك من أسباب القوة ما يؤهلني لأفرض شروطا على أحد. تقبلت هزيمتي، ويجدر بي أن أعرف حجمي ومدى قوتي. لا أستطيع أن افرض نظاما علمانيا ديموقراطيا في بلادي، لأنني لا أملك القوى التي تؤهلني لفرضه. القوى القادرة على فرض ما تراه مناسبا، بالاقتراع أو بالقوة العارية هي قوى لا أنتمي إليها. كل ما أرجوه الآن، لا يتعدى أملي أن أستطيع العيش بسلام في بلدي ومن دون خوف، إنما، أيضا، من دون آمال وتطلعات عريضة. الذين انتصروا في سوريا اليوم، أبدوا الكثير من التفهم لتطلعات ومشارب الآخرين وأفكارهم، وهذا ما كنت أرجوه. إنما الافتراض أنهم سيقبلون أن يقال لهم: أنت قوى مسلحة تنجحون في الحروب ومهمتكم تنتهي بعد انتهائها، والآن حان دورنا كعلمانيين لحكم البلاد لأننا الأقدر والأنسب والأكثر ملاءة لمخاطبة العالم والتفاهم معه، فهذا يبدو لي دلالا وغنجا في غير محله.
يجدر بالعلمانيين جميعا أن يبدأو العمل سريعا على تشكيل قواهم السياسية التي لا يمكن أن تنشأ اليوم من دون مراجعات فكرية عميقة لكل ما ظنوه حقا من قبل، والتخلص من كل البدائه التي حكمت أفكارهم، بوصفها وصفات جاهزة لحكم أي بلد. والبدء بالعمل على إعادة اكتشاف هذه البلاد وصياغة البرامج السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية الأنسب والأكثر ديمومة.
سوى ذلك، لا يبدو كل هذا الضجيج المصم سوى نوع من الدلع، لا أستطيع تفهم أسبابه.