أخباركم – أخبارنا
تشهد الساحة السياسية في الشرق الأوسط تطورات بارزة تتعلق بملفات كردية شديدة الحساسية. في الوقت الذي تُعقد فيه مفاوضات غير معلنة بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني بقيادة عبد الله أوجلان، تزامنت هذه التحركات مع لقاءات بين حكومة دمشق وقيادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد). تأتي هذه الخطوات في سياق محاولات إقليمية ودولية للوصول إلى حلول وسطية تُنهي حالة الجمود وتُجنب الأطراف خسائر إضافية.
كشفت مصادر مطلعة أن المفاوضات بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني تسير في أجواء إيجابية، حيث تم تحقيق توافق كبير في عدة ملفات مع عبد الله أوجلان، الزعيم المعتقل للحزب. وأشارت المصادر إلى أن الحكومة التركية والأطراف الأخرى تسعى لعدم تسريب تفاصيل المباحثات التي تمر بمراحل دقيقة، تبدأ بالتفاوض مع أوجلان، ثم عرض النتائج على قيادة قنديل، والعودة مجددًا للتشاور.
وفي السياق ذاته، تُصر أنقرة على رفض أي حديث عن حكم ذاتي داخل تركيا، مع المطالبة بإلقاء عناصر حزب العمال الكردستاني سلاحهم أو انسحابهم إلى قنديل. كما تشمل المطالب التركية انسحاب مقاتلي الحزب من شمال سوريا. بالمقابل، يطالب الأكراد بتعديلات دستورية تشمل تغيير القوانين التي تسمح بإقالة رؤساء البلديات المنتخبين، وإصدار عفو عام يشمل السياسيين وعلى رأسهم صلاح الدين دميرطاش. كما يطالبون بإيقاف محاكمة حزب الشعوب الديمقراطي وقياداته، بالإضافة إلى إلغاء المداهمات التعسفية وإعادة الحريات النقابية والإضرابات.
أما على الجانب السوري، فقد عقدت حكومة دمشق لقاءً استكشافيًا مع قيادة “قسد” بحضور أحمد الشرع. وركّزت دمشق على رفض الفيدرالية وحل قوات سوريا الديمقراطية، مع التأكيد على سيادة الدولة السورية على المنشآت النفطية. في المقابل، طالبت “قسد” بحكم شبه ذاتي في شمال وشرق سوريا، وتقاسم الموارد النفطية مع دمشق، إضافة إلى منطقة عازلة على الحدود التركية بعمق 20 كيلومترًا.
وأشارت المصادر إلى أن وصول الطرفين إلى طريق مسدود دفع إلى هذه التفاهمات، حيث لا يمتلك أي طرف القدرة على الحسم بمفرده. كما أن إدراك أنقرة لدور اللاعبين الدوليين، خاصة الولايات المتحدة و”إسرائيل”، في دعم الأكراد، شكّل دافعًا لتحريك المفاوضات.
في ظل هذه التحركات، تبدو المنطقة مقبلة على تغييرات جذرية قد تعيد رسم التوازنات الإقليمية. ومع ذلك، تبقى الأسئلة مفتوحة حول قدرة الأطراف على تجاوز التحديات الداخلية والخارجية لتحقيق تسويات مستدامة، وسط تعقيدات سياسية وأمنية متزايدة.
المصدر: الميادين