أخباركم – أخبارنا
في خطوة تعكس سعي إيران المحموم لإيجاد تحالفات جديدة لمواجهة عزلة دولية متزايدة وتداعيات الضغوط الاقتصادية التي تعاني منها، تسعى طهران إلى توقيع شراكة استراتيجية مع كوبا تمتد لمدة عشر سنوات. ويأتي هذا التحرك في وقت عصيب بالنسبة لإيران، التي تعاني من أزمة طاقة غير مسبوقة وتدهور اقتصادي، في حين تواجه كوبا أسوأ أزمة منذ أكثر من 60 عامًا.
شروط ومتطلبات التحالف
عقد مسؤولون من البلدين اجتماعًا في طهران الأسبوع الماضي لمناقشة شروط ومتطلبات التحالف، في ظل الضغوط التي تواجهها طهران بعد فقدان حليفها النظام السوري وتعرض أذرعها لضغوط إسرائيلية في المنطقة. في هذا السياق، أكد وزير الصحة الإيراني علي جعفريان أهمية التعاون مع كوبا في مجال السياسة الإقليمية في أمريكا اللاتينية، مشيرًا إلى أن هذا التحالف سيكون ذا طابع استراتيجي.
وفيما يتعلق بالتعاون العسكري، لم يتطرق الطرفان إلى هذا الموضوع في الاجتماع، لكن اللقاء بين المسؤولين الإيرانيين والكوبين تناول مواضيع أخرى مثل التعاون في مجالات اللقاحات والتكنولوجيا. ففي أغسطس الماضي، التقى مسؤولون من البلدين في جنيف لمناقشة التعاون العلمي في مجال الأسلحة البيولوجية.
في الوقت نفسه، يشترك البلدان في معارضتهما للعقوبات الأميركية. ورغم أن كوبا حصلت مؤخرًا على بعض الراحة بعد إزالتها من قائمة الدول “غير المتعاونة بشكل كامل” في مكافحة الإرهاب، فإن إيران، التي تدهورت عملتها بشكل كبير، تأمل أن يسهم التحالف مع كوبا في تخفيف الضغوط الاقتصادية.
تزامن هذا التحرك مع تدهور حاد في الاقتصاد الإيراني، حيث بلغ سعر الدولار 42 ألف ريال، ما يعني أن العملة الإيرانية فقدت 30% من قيمتها في الأشهر الثلاثة الأخيرة. هذا التدهور يأتي في وقت يعاني فيه الاقتصاد الإيراني من عجز كبير في الغاز والكهرباء والمياه، وهو ما دفع الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان للاعتراف بمشكلات كبيرة في القطاعات الحيوية.
![كوبا ايران](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2025/01/156490406-696x465.jpg)