أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين الميداني
البرد القارس والقرارات العشوائية في السياسة ستقضي على كل اطفال غزة…ثمانية ملائكة ارتحلوا الى جنان الخلد بفعل الطقس البارد ووجودهم في خيم بالية، حيث توفي امس طفل عمره لا يتجاوز الشهر نتيجة الظروف المناخية القاسية والبرد القارس الذي يعاني منه القطاع.
في المقابل توقعت وكالة الأونروا أن يموت المزيد من الحالات بسبب البرد ونقص المأوى ومستلزمات الشتاء الأساسية.
في غضون ذلك، صادق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، على سلسلة عمليات واعتقالات اضافية في الضفة الغربية، جاء ذلك خلال جلسة لتقييم الوضع في الضفة الغربية المحتلة بحضور وزير الجيش ورئيس الأركان ورئيس جهاز الأمن العام والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء ومسؤولين أمنيين آخرين،
من جهته، قال “أبو عبيدة”؛ الناطق العسكري باسم كتائب القسام، إن أبطال الضفة الغربية الأشاوس أثبتوا من جديد أنهم في قلب معركة طوفان الأقصى. وأكد “أبو عبيدة” في تغريدات له عبر منصته الرسمية على “تيليغرام”، أن كل الرهانات على كسر مقاومة الضفة أو ثنيها عن مساندة غزة من قبل الاحتلال وأذنابه محكوم عليها بالفشل مسبقاً.
وأكد انه “لن ينعم الاحتلال بالأمن حتى ينعم به أبناء شعبنا”.
وفي وقت سابق امس، قُتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين وأصيب 7 آخرون، بعملية إطلاق نار نفذتها المقاومة الفلسطينية قرب قرية الفندق، شرقي مدينة قلقيلية، شمالي الضفة الغربية المحتلة.
من جانبها، باركت العديد من الفصائل الفلسطينية، عملية إطلاق النار واعتبرت أن العملية “رد طبيعي ومشروع” على حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والمجازر الوحشية في غزة ومخططات التهويد والضم الخبيثة في الضفة.
وتعقيبا على العملية، قال وزير الماليّة الإسرائيلي المتطرّف بتسلئيل سموتريتش إنّه يجب أنّ نرى قرية الفندق، ومدن نابلس وجنين (مدمّرة) مثل جباليا في قطاع غزة، حتى لا تتحوّل كفار سابا إلى غزة.
وأضاف سموتريتش الذي يسكن مستوطنة “كدوميم” التي لا تبعد أكثر من ثلاثة كيلومترات عن مكان العمليّة، أنّ المفهوم الخاطئ الذي أدّى للسابع من اكتوبر ما يزال قائمًا ويأتي بدماء ثمينة، وأشار إلى أنّ ما وصفه “الإرهاب” في الضفة الغربية وغزة وإيران هو نفسه، ويجب هزيمته.
واعتبر أنّ “الاعتماد على السلطة الفلسطينية لحماية مواطني إسرائيل يؤدي إلى صباح يستيقظ فيه اليهود ليجدوا أنفسهم أمام هجمات دامية جديدة” كما قال.
وصرّح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالقول: “سنصل إلى القتلة وسنحاسبهم مع كل من ساعدهم ولن نستثني أحدًا”.
وقبيل التاسعة والنصف صباح امس توقفت سيارة تُقل مقاومين على الشارع الرئيس (55) في قرية الفندق، شرق قلقيلية، نزل منها مسلحان وأطلقا النار على سيارتين خاصتين وحافلة إسرائيلية، بينما ظل مقاومٌ آخر في السيارة، بحسب ما أوردته إذاعة الجيش عن مصادر أمنيّة، فقتل ثلاثة إسرائيليين وأصيب 7 أحدهم بجروح خطيرة.
وذكرت “قناة كان” الإسرائيلية أن منفّذي عملية الفندق خرجوا من جنين وقباطية، وهوياتهم معروفة، وأشارت إلى أنّ الجيش الإسرائيلي ما يزال غير متأكد من مكان انطلاقهم لتنفيذ الهجوم، وما إذا كانوا قد قدموا من مخيم جنين، حيث تنفذ الأجهزة الأمنية عملية أمنيّة ضد المسلحين الذين تتهمهم بـ “الخروج عن القانون”.
وفرض جيش الاحتلال طوقًا أمنيًا على المناطق الفلسطينية في المنطقة، ونشرت عشرات الحواجز العسكرية، فيما توعّد المستوطنون بشنّ هجمات انتقاميّة ضد الفلسطينيين.
ووفق المصادر الإسرائيلية فإنّ المنفذين وصلوا مفترق قرية جينصافوط، ونفذوا عمليتهم في مكانين منفصلين؛ الأول على مدخل قرية الفندق والثانية داخل القرية نفسها، وقد نفذوا عمليتهم باحترافية، وانسحبوا من المكان بمركبة بيضاء اللون.
وبحسب التحقيقات الإسرائيلية الأولية، بدأ المقاومون الهجوم بإطلاق النار على مركبتين إسرائيليتين، ثم استهدفوا حافلة كانت تسير على الطريق السريع.
وقال وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس، إنه أصدر تعليمات للجيش بالرد بقوة على الهجوم، وتوعّد من يتبع المسار الذي تسلكه حماس في غزة بأنه “سيدفع ثمنًا باهظًا”. وشدد على أنّ إسرائيل لن تقبل أن “يتحول واقع غزة إلى واقع في الضفة الغربية.
من جهته، قال وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، إنه يجب أن نتخلى عن وهم وجود شريك، ونتذكّر أن السلطة الفلسطينية تدعم المسلحين، وعلينا وقف أي تعاون معها.
وطالب بوضع أكبر عدد ممكن من الحواجز، وإغلاق الطرق، لافتًا إلى أنّ حق الإسرائيليين في الحياة والأمان يتفوّق على حرية تنقّل سكان السلطة الفلسطينية، حسبما قال. مضيفًا أن من “يسعون إلى إنهاء الحرب في غزة سيواجهون معركة داخل إسرائيل”.
وأوردت القناة 12 الإسرائيلية أنّ المجلس الوزاري المصغّر سيبحث اليوم الثلاثاء، سبل هزيمة الإرهاب في الضفة الغربية.
من جانبها، دعت حماس، كافة أطياف الشعب الفلسطيني إلى التوحد خلف خيار المقاومة، وتصعيد الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي المجرم في كافة المناطق، بالتزامن مع دعوة وزير المالية في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريش، لإبادة وتهجير المواطنين من جنين ونابلس، كما فعل جيشه في جباليا، وهي دعوة صريحة لتوسيع حرب الإبادة الفاشية.
وقالت حركة “حماس”، في بيان لها، إنه أمام هذه الدعوات والممارسات الفاشية، التي تستهدف “شعبنا وقضيته المقدسة ووجوده على أرضه؛ فإننا ندعو كافة أطياف شعبنا المرابط، إلى التوحُّد خلف خيار المقاومة، ورص الصفوف لمواجهة المخاطر المُحدِقة بقضيتنا الوطنية، وتدفيعه ثمن سياساته الوحشية، والعمل لإزالة الاحتلال الفاشي عن أرضنا ومقدساتنا”.
ميدانيا، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال الـ 24 ساعة الماضية، 3 مجازر جديدة بحق العائلات الفلسطينية والنازحين في قطاع غزة، أسفرت عن 123 شهيدًا ومصابًا، وفقاً للتقرير اليومي الصادر عن وزارة الصحة الفلسطينية.
وتسبب العدوان الإسرائيلي العسكري المستمر بارتقاء 45 ألفًا و854 شهيدًا، بالإضافة لـ 109 آلاف و139 مصابًا بجروح متفاوتة؛ بينها خطيرة وخطيرة جدًا.
وفي سياق متصل، أكد المكتب الإعلامي الحكومي ارتفاع عدد الشهداء نتيجة البرد القارس في خيام النازحين إلى ثمانية، مُبيناً أن العدد قابلاً للزيادة بسبب اشتداد البرد وتهالك الخيام وتهجير النازحين.
وارتقى شاب، مساء الاثنين، برصاص مسيرة “إسرائيلية” “كواد كوبتر” في منطقة المقوسي شمال غربي مدينة غزة. واستهدفت غارة جوية إسرائيلية، مجموعة من المواطنين في بلدة عبسان الجديدة، قضاء خانيونس. وأصيبت ممرضة داخل مستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، جراء القصف المدفعي المتواصل بمحيطه.
وأُصيب 7 فلسطينيين بجراح مختلفة، بإلقاء طائرات مُسيَّرة “كواد كابتر”، الرصاص والقنابل في منطقة النزلة بجباليا شمال قطاع غزة.
ووصلت شهيدة وعدد من الإصابات – معظمهم من الأطفال- ظهر امس لمستشفى الكويت التخصصي، جراء استهداف طائرات الاحتلال لخيام النازحين شمال مستشفى الكويت جنوب قطاع غزة.
وفي شمال القطاع، جددت آليات الاحتلال إطلاق نيرانها تجاه منازل المواطنين في منطقة الصفطاوي غرب جباليا، بينما تواصل مدفعية الاحتلال إلقاء قذائفها شرق حي الزيتون شرق مدينة غزة.
وأصيب 40 فلسطينياً جراء إلقاء طائرة مُسيّرة “كواد كابتر”، عدداً من القنابل على ساحة مدرسة تؤوي نازحين في المخيم الجديد شمال غرب النصيرات وسط القطاع.
وأطلقت طائرات “كواد كابتر” نيرانها بكثافة تجاه حي عباد الرحمن شمال غرب مدينة غزة.