أخباركم – أخبارنا / تقرير لبنان السياسي
بزخم قوي جدا يُقلع اسبوع الاستحقاق الرئاسي…عجقة لقاءات واتصالات ورسائل متناقلة بين الكتل والمقار السياسية والقيادية، ولكن… لا حسم حتى الساعة، ولو ان حظوظ قائد الجيش العماد جوزف عون هي الاعلى إن اثبت ثنائي أمل – حزب الله جدية ورغبة في انهاء الشغور الرئاسي ووضع حد لمأساة وطن دفع الحزب بقوة نحوها وتسبب بتدمير البلاد بمساندته غزة على حساب لبنان فكان انه لا ساند غزة ولا قضيتها بلأالحق لبنان بمأساتها.
فما اعلنه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن من “ان مرشحنا سليمان فرنجية”، لا يُبشّر بالخير وموقف وفيق صفا من ان لا فيتو للحزب على قائد الجيش لا يجد ترجمة عملية….الا اذا كان ثمة من يطلب ثمنا ما في المقابل. اما محاولة الصاق تهمة العرقلة بمعراب فرد عليها رئيس حزب القوات الللبنانية سمير جعجع ناعتا فريق الممانعة بالكاذب ومؤكدا ان “إذا بدّل فريق الممانعة في رأيه وبشكل علني وواضح، بإعلانه رسميا ترشيح العماد جوزف عون، فنحن مستعدون للنظر بإمعان في هذا الأمر”.
وقبل ساعات من جلسة الخميس الرئاسية الحاسمة، ازدحمت الساحة السياسية بالاتصالات. وقبيل وصول المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في الساعات المقبلة، واصل المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين لقاءاته، في وقت بدا ان حظوظ قائد الجيش العماد جوزيف عون بالرئاسة هي الاعلى ووصوله الى قصر بعبدا، ينتظر موقف الثلاثي امل – حزب الله – التيار الوطني الحر، الرافض حتى الساعة انتخابه.
وبينما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، رسميا، الى عقد جلسة عامة في الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس 9 الجاري لإنتخاب رئيس للجمهورية، استقبل رئيس حزب “الحوار الوطني” النائب فؤاد مخزومي إلى مأدبة فطور في دارته، هوكشتاين، في حضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون وطاقم من السفارة، وممثلين عن معظم الكتل النيابية.
ورحب مخزومي بالحضور، مهنئاً بحلول السنة الجديدة، ومتمنياً أن نكون “أمام بداية لمرحلة جديدة تبشر بلبنان مستقر وآمن بل أيضاً بلبنان يخطو بثبات نحو النجاح والازدهار”.
وإذ شكر مخزومي ضيفه هوكشتاين على الجهود التي بذلها للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، شدد على “ضرورة تثبيت الاتفاق بطريقة مستدامة، وتطبيق القرار 1701 بمندرجاته كافة، لنحمي لبنان من تحويله إلى مجرد ساحة لصراعات النفوذ الإقليمية على حساب دولته وشعبه”.
وأكد “أهمية دعم الجيش ليظل قادراً على القيام بدوره في حفظ الأمن والاستقرار”، مشدداً على أن “المطلوب اليوم استعادة القرار السيادي، واحتكار الدولة للسلاح والقرار الاستراتيجي، ونشر الجيش اللبناني على طول الخط الأزرق وعلى كامل الحدود اللبنانية”….
بدوره، شكر هوكشتاين لمخزومي استضافته، مؤكداً أن “الولايات المتحدة الأميركية دولة صديقة للبنان وستبقى من الداعمين له ولجيشه”.
وكانت معلومات صحافية افادت ان اللقاء الذي حصل في دارة مخزومي، والذي ضم المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين ونواب من كتل نيابية مختلفة، تناول ملف وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي. وشدد هوكشتاين، خلال اللقاء على ضرورة التزام لبنان وضمناً أي رئيس قادم بإتفاق الطائف والاتفاقيات والاصلاحات الضرورية. وقال إننا “أمام فرصة ذهبية”، مسمياً قائد الجيش العماد جوزف عون كأحد المرشحين المدعومين لرئاسة الجمهورية، مؤكداً في الوقت عينه أنه ليس المرشح الوحيد.
من جانبه، اعلن عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص بعد اجتماع لنواب المعارضة والتغييريين ان “لدينا خطة واحدة كمعارضة سندخل فيها إلى جلسة 9 كانون الثاني”.
وقال “نحن كمعارضة اجتماعاتنا مستمرة مع الكتل كافة فهدف هذه الاجتماعات هو تنسيقي مع هذه الكتل ونتمنى أن تتنج جلسة 9 كانون الثاني رئيسا للجمهورية”.
في الاطار ذاته، أشار عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش بعد اجتماع نواب المعارضة الى أن هناك اهتماما دوليا في لبنان، إذا عرفنا أن نختار المسار الصحيح ، مشيرا إلى أن في حال رفض هذا المسار، فعلى هذه الدول مثل الولايات المتحدة أو السعودية أن تتعاطى مع لبنان بالطريقة التي تراها مناسبة. وأضاف “اذا سار لبنان على المسار الصحيح فسيكون هناك اهتمام أكبر وأكثر من السنين الماضية بالتالي هذه هي الفرصة بحد ذاتها”.
وعن موقف الكتائب، أكد أن موقفنا واضح وهو الاتفاق على مرشح يستطيع أن يكون على مستوى هذه المرحلة وطبعا أحد المرشحين الأقوياء في هذا السباق هو قائد الجيش العماد جوزيف عون، لافتا إلى أن هناك أسماء أخرى من الوزير السابق جهاد أزعور وغيره وذلك بحسب التقاطعات مع بقية المكونات.
واكد ان هناك خيارات موجودة، ولكن الأقوى اليوم بتقاطعات داخلية وخارجية هو قائد الجيش العماد جوزيف عون، لافتا إلى أنه بطبيعة الحال تنطبق على قائد الجيش هذه المواصفات الذي ينال ثقة المجتمع الدولي والعمل جار لتأمين له أكثر عدد توافقي ممكن.
وأضاف ” هناك أسماء أخرى يتم البحث فيها منه الذي سبق وتقاطعنا عليه مع غير كتل لاسيما التيار الوطني الحر وهو الوزير السابق جهاد أزعور الذي لا يزال اسمه مطروحاً”. وتابع “التشاور مفتوح لكل السيناريوهات أو اسماء أخرى ممكن ان يحصل عليها تقاطع، ولكن يبقى بطبيعة الحال العماد عون الأقوى في هذا المسار ومن بعده أعتقد أن التقاطع والتوافق على ازعور لا يزال موجودا”.
وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، انتقد الثلاثي امل – حزب الله – التيار الوطني في بيان قال فيه: إن لم تستح، فقل ما شئت.
لقد اعتقدنا في وقت من الأوقات ان جماعة الممانعة بعد كل ما حدث، وبعد كل ما ألحقوه بلبنان بشرا وحجرا، اعتقدنا انهم أصبحوا، في المنطق، أقل تهورا، وأقل كذبا، ليتبين، ويا للأسف، انهم ما زالوا من ناحية السلوكيات في النقطة نفسها التي كانوا فيها قبل الأحداث الأخيرة وما نجم عنها من ويلات وكوارث. يعرف القاصي والداني ومنذ أشهر طويلة لا بل منذ سنوات، أن جماعة الممانعة لا يقبلون بأي شكل من الأشكال بالعماد جوزف عون رئيسا للجمهورية، وقد كان ذلك واضحا وجليا إن في التسريبات الصحافية، او من خلال ما كان يدور في الاجتماعات السياسية المغلقة مع القوى والكتل، أو عبر ما دار ويدور مع الموفدين الدوليين، كما كان جليا منذ أشهر لا بل منذ سنوات ان القوات اللبنانية على علاقة طيبة بالعماد جوزف عون، وعندما طُرح اسمه كمرشح رئاسي كانت القوات أول من اعتبره من بين المرشحين الجديين، ولم تضع أي فيتو على اسمه في أي لحظة من اللحظات بانتظار المزيد من المداولات. ومع تعاقب الأيام والأحداث، وفي الأسابيع الأخيرة، أصبح واضحا وجليا ان جماعة الممانعة مع التيار الوطني الحر يرفضون العماد جوزف عون في رئاسة الجمهورية، وبالتالي اسقطوا ترشيحه تلقائيا، لأنهم مع بعضهم البعض يستطيعون جمع ثلث معطل يقطع الطريق على ترشيحه. وبدلا من ان تصدق جماعة الممانعة ولو لمرة واحدة وتظهِّر موقفها الفعلي من ترشيح العماد جوزف عون بتصريحات ومواقف جدية تصدر عنهم بأنهم يرفضون انتخابه رئيسا للجمهورية، عمدوا إلى ملء الشاشات بتصريحات تصوّر القوات وكأنها العقبة في طريق ترشيح عون. إن فريق الممانعة هو فريق كاذب، وفي الأحوال كافة، إذا بدّل فريق الممانعة في رأيه وبشكل علني وواضح، بإعلانه رسميا ترشيح العماد جوزف عون، فنحن مستعدون للنظر بإمعان في هذا الأمر”.
وكان جعجع استقبل وعقيلته النائب ستريدا جعجع، في دارتهما في معراب، المبعوث الأميركي هوكشتاين ترافقه السفيرة جونسون. وتم التداول في مستجدات وقف اطلاق النار في الحنوب وضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية. الى ذلك، يلتقي جعجع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، في معراب، عند السادسة من مساء اليوم الاربعاء.
في المقابل، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الوزير السابق زياد بارود الذي اعتبر بعد اللقاء “أن الوقوف عند آراء غبطته هو واجب وطني”، مشددا “أن البطريرك لا يفضل مرشحا على آخر في ما يتعلق بالملف الرئاسي وهو أب راع للجميع.
وأكد أنه في ما يتعلق بالجلسة الانتخابية المنتظرة وفي حال كان هناك توافق على اسم معين، فهو سيكون خارج المنافسة وسيبارك للرئيس الذي يجب أن يكون رئيسا جامعا وأن يؤدي مهمة إنقاذية، ولكن في حال لم يحصل هذا التوافق في جلسة الانتخاب، فكل الاحتمالات واردة بما فيها الاستمرار في المعركة الرئاسية”.
وأكد بارود في دردشة مع الاعلاميين أن “الوقت حان لضرروة انتخاب رئيس يساهم في نهضة البلد مع حكومة نظيفة تستطيع أن تواجه التحديات الكبيرة التي تنتظر البلد”، لافتا الى “أن الاستحقاق الرئاسي يجب أن يكون لبنانيا ولو حاول بعض أصدقاء لبنان المساعدة في إنجازه، ولكن على النواب أن ينتخبوا الرئيس”. واعتبر بارود “أن جلسة الخميس هي محاولة أخيرة للتوصل الى توافق يبقى رهن الساعات المقبلة”، متمنيا “أن تستطيع الكتل النيابية التقاطع على رئيس يجمع اللبنانيين، وإلا سنكون أمام دورات مفتوحة ومتتالية كما قال الرئيس بري” ، وعن سؤاله عن الاسم الذي يدعمه للرئاسة، قال بارود أنه “ليس نائبا ولا قرار له في هذا السياق، ولكنه يدعم أي اسم يتم التوافق عليه”، مشددا أنه “حان الوقت لرئيس سيادي وليس رماديا”.
من ناحيته، دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في تصريح النواب الى “القيام بواجبهم الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من الشهر الحالي”، وحثهم على “التوافق في ما بينهم لانتخاب رئيس ينقذ لبنان من التخبط الذي يعيشه كي لا يغرق الوطن في مزيد من الفوضى”.
ونبه من “أي عرقلة تحول دون التوصل إلى انتخاب الرئيس مما يتسبب في استمرار الشغور الرئاسي الذي يعطي العدو الصهيوني فرصة لاستغلال الخلافات السياسية لضرب وحدة اللبنانيين وتضامنهم ويعرض البلاد إلى الانهيار”. وأكد “أن تحصين الوحدة اللبنانية هو بانتخاب رئيس للجمهورية لتجنيب لبنان الفتن التي يستفيد منها المتربصون بلبنان شرا”. ووصف المفتي دريان الجهود والمساعي “التي تقوم بها الدول العربية والصديقة بـ”البناءة”، التي تعطي الأمل بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتفعيل عمل مؤسسات الدولة وإعادة بناء لبنان من جديد”.
رسالة واضحة: ليس بعيدا، وقبيل جلسة لمجلس الوزراء ترأسها بعد الظهر، أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “أننا اوصلنا رسالة واضحة الى رعاة تفاهم وقف اطلاق النار الدوليين بوجوب وقف الخروقات الاسرائيلية والانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي اللبنانية المحتلة، وبأن الالتزام بتطبيق القرار 1701،ليس مسؤولية لبنان فقط بل هو ملزم للعدو الاسرائيلي.كما حذرنا من الاستمرار في خرق تفاهم وقف اطلاق النار لكونه يهدد التفاهم برمته، وهو امر لا اعتقد أن احدا يرغب بحصوله”. وكان رئيس الحكومة يتحدث في خلال رعايته قبل الظهر ، بدعوة من “وزارة الثقافة” و”مؤسسة التراث الوطني” إفتتاح “جناح نهاد السعيد للثقافة” في المتحف الوطني في بيروت.
بدوره، إستقبل الرئيس نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت وتناول اللقاء تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية.