أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين السياسي
كشف مصدر مطّلع على مفاوضات التبادل ووقف إطلاق النار في حرب غزّة عن استمرار مفاوضات التبادل ووقف إطلاق النار حتى الآن، مشيرًا إلى أنّ حركة حماس قدّمت تصوّرًا حول القضايا البارزة في المفاوضات، في ظلّ إضافة إسرائيل لعدّة مطالب جديدة على المفاوضات، من بينها إضافة أسرى على المرحلة الأولى من صفقة التبادل، ومحاولة تثبيت إقامة منطقة عازلة في قطاع غزّة.
وقال إنّ وفد حركة حماس التفاوضيّ، قدّم قبل أيّام قليلة تصوّرًا شاملًا حول القضايا الأربع البارزة في المفاوضات، وهي: “الانسحاب من محوري نتساريم وفيلادلفيا/صلاح الدين، وملفّ الأسرى والقائمة الّتي يطالب بها الاحتلال في المرحلة الأولى، وعودة النازحين، ووقف العدوان.
وأوضح المصدر، أنّ الاحتلال يطالب بإطلاق سراح 11 أسيرًا لدى الفصائل الفلسطينيّة في المرحلة الأولى، يخالفون المعايير المتّفق عليها ضمن المرحلة الّتي توصف بـ”الإنسانيّة”، لكونهم من الجنود.
وقال: “رغم ذلك، أبدت حركة حماس موافقتها المبدئيّة على الطلب للمضيّ قدمًا في المفاوضات، بشرط أن يكون الثمن المطلوب مقابل ذلك مختلفًا، والثمن الّذي تريده حركة حماس مختلف من حيث نوعيّة وعدد الأسرى الفلسطينيّين الّذي من الممكن إطلاق سراحهم، وتحديدًا من أصحاب المؤبّدات والأحكام العالية”.
وتابع المصدر المطّلع: “على سبيل المثال، ثمن الإفراج عن الأسيرة الإسرائيليّة المجنّدة، هو 50 أسيرًا فلسطينيًّا، منهم 30 محكومًا بالمؤبّد و20 محكومًا بأحكام عالية. أمّا الثمن المطلوب مقابل الجنود، فسيكون مختلفًا وأكبر من حيث العدد والنوعيّة. وتبدي الحركة مرونة لضمان ألّا تكون قضيّة الأسرى عائقًا، لتحقيق الهدف المنشود من الصفقة، أيّ وقف العدوان على قطاع غزّة”.
أمّا عن قضيّة انسحاب جيش الاحتلال من غزّة، قال المصدر: إنّ “الاحتلال يسعى إلى إقامة منطقة عازلة في قطاع غزّة تمتدّ لمسافة تقدّر بكيلو ونصف على طول الشريط الحدوديّ، إلّا أنّ حركة حماس ترفض هذا المطلب”.
وحول ما ينشر عن مفاوضات صفقة التبادل، أوضح أنّ “مُعظم ما يُشاع حول المفاوضات مصدره الاحتلال، أو جهات إقليميّة ومحلّيّة أخرى لها أهداف تعطيليّة للمفاوضات؛ لأنّها غير معنيّة بوقف الحرب، وتدعم القضاء على قطاع غزّة بالكامل”.
وأكّد المصدر أنّ “المفاوضات ما تزال جارية، ولم تنته، وقد تتّضح الصورة بشكل أكبر خلال الساعات الـ 48 القادمة”.
في المقابل، أفاد القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، امس الخميس، بوجود أمل كبير في الوصول إلى صفقة وإنهاء الحرب قبل 20 يناير 2025.
وقال عضو المكتب السياسي موسى أبو مرزوق إن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو هو من عطل الوصول لاتفاق طيلة الأشهر الماضية واليوم هو العقبة الرئيسية والأكبر أمام إنجاز الصفقة.
وأوضح أن نتنياهو يعارض أي صفقة شاملة ويعمل عكس توجهات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي يدفع نحو إنهاء الحرب وتقديم حل شامل.
وأكد في تصريحاته أن الأمل الكبير في الوصول إلى اتفاق وشيك بفضل تضافر عدة عوامل منها الضغط الدولي، وصمود المقاومة الفلسطينية، واستعدادها لتقديم صفقة مشرفة تضمن وقف الحرب وإعادة الإعمار.
هذا، وبين أبو مرزوق أن حركة حماس ليست حريصة على حكم قطاع غزة وهذا الموقف تعرفه الفصائل، وسبق معركة “طوفان الأقصى”.
وصرح أبو مرزوق بأن الحركة حاولت تذليل العقبات أمام الوحدة الوطنية لكنها لم تنجح. وأضاف أن مصر عرضت مؤخرا فكرة تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة من تكنوقراط تتفق على أسمائهم الفصائل ولاقت هذه الفكرة استحسان جميع الفصائل الفلسطينية.
وذكر في السياق أن حركة فتح وحماس تؤيد هذه اللجنة بشرط أن تتشكل من شخصيات وطنية ونزيهة غير فاسدة.
وأكد عضو المكتب السياسي أن الحركة وافق أن تكون المرجعية السياسية للجنة الإسناد المجتمعي للرئيس محمود عباس والإدارية والمالية للحكومة الفلسطينية ضمانا لأن يكون القطاع والضفة وحدة واحدة وإدارة واحدة.
من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي يوم الخميس، أن بلاده لن تدخر جهداً لمحاولة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، ونفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع.
وجاء ذلك خلال استقبال الوزير امس الخميس، رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، حيث شهد اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي، فضلاً عن أبرز القضايا الإقليمية، وفق المتحدث باسم الخارجية تميم خلاف.
وأشاد عبد العاطي بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، منذ الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة في 17 مارس (آذار) 2024.
كما تناول اللقاء التطورات الإقليمية في الشرق الأوسط، حيث شدد الوزير عبد العاطي على ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
في سياق آخر، وجه أكثر من 800 شخص، من عائلات الجنود في القوات النظامية والاحتياط من جيش الاحتلال والذين يخدمون في قطاع غزة، رسالة شديدة اللهجة إلى بنيامين نتنياهو، اتَّهموه فيها بإطالة أمد الحرب، وطالبوه بوقفها وإعادة جميع الأسرى. وجاءت الرسالة، امس الخميس، بعد ساعات من الإعلان عن مقتل ثلاثة جنود من لواء المدرعات 401 في معارك بيت حانون شمال قطاع غزة.
وأكد الأهالي أنه “لا يوجد أي سبب يدعو الجيش الإسرائيلي للبقاء في غزة سوى السعي لتحقيق أهداف أيديولوجية ومسيحانية للاستيطان هناك”.
وجاء في الرسالة: “إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، نحن أهالي المقاتلين النظاميين والاحتياط، الذين يخوضون القتال منذ 7 أكتوبر على مختلف الجبهات، نوجه إليكم اتهامًا بشن حرب طويلة الأمد، بلا أفق، لم يشهدها تاريخنا من قبل، وكل ذلك لخدمة مصالحكم السياسية الشخصية”. وأضاف الأهالي: “أبناؤنا وبناتنا دخلوا هذه الحرب دون خيار، وانتهى بهم المطاف في هذا الوضع بسبب قراراتكم”.
وأشار الأهالي، في رسالتهم، إلى أن أبناءهم في غزة “فقدوا العديد من زملائهم، وما زالوا يقتلون ويعانون من إصابات نفسية وجسدية”. وتابعت الرسالة: “أبناؤها يقاتلون رغم كل الصعوبات، متمسكين بتحقيق أهداف الحرب، وعلى رأسها عودة جميع المخطوفين. ومع ذلك، يدرك الجميع أن الحرب تطول بلا هدف، وأن استعادة الرهائن لن تتم إلا عبر صفقة”.
وأكد الأهالي أنه “لا يوجد أي سبب يدعو الجيش الإسرائيلي للبقاء في غزة سوى السعي لتحقيق أهداف أيديولوجية ومسيحانية للاستيطان هناك”. واتهموا نتنياهو وحكومته “بالإهمال تجاه المخطوفين والجنود”، وطالبوا، نتنياهو بوقف الحرب فورًا.
ووجه أهالي الجنود في ختام رسالتهم نداءً إلى نتنياهو قائلين: “أعد المخطوفين الذين تخليتم عنهم، وأعد الجنود الذين يُقتلون عبثًا كل يوم إلى ديارهم”. وتابعت الرسالة: “دعونا نعيد بناء ما دمرته أنت وحكومتك. لن نسمح لكم بمواصلة التضحية بأبنائنا كأنهم وقود للمعارك”.
ويُعدُّ هذا النداء هو الأكبر والأوسع الذي يُطلقه أهالي جنود في غزة إلى نتنياهو لوقف الحرب، وقد جاء بعد يومين من اتهام قادة المعارضة، يائير لابيد، ويائير غولان، لنتنياهو بإطالة الحرب لمصلحته الشخصية ودون دواع أمنية.