أخباركم – أخبارنا/ كتب مصطفى أحمد همسة صباحية جاء فيها
بات سلاح حزب الله يشكل العبء الاكبر بالنسبة له، قبل غيره ،وبالنسبة لبيئته ، قبل بقية الشعب اللبناني ، وازعم انه يريد التخلص منه قبل ان يطالبه احد في لبنان بذلك . وما الكلام الذي سمعناه ، والذي قد نسمعه ، والذي سنسمعه في الفترة القادمة حول استعادة قدرات المقاومة ، الا للاستهلاك السياسي ، كي لا يخسر اكثر في وسط جمهوره وفي وسط البيئة الحاضنة ، واحيانا يقال في سبيل “النكاية” و”المعاندة” و”من دون قناعة” … الخ ، وذلك لاسباب عديدة واهمها :
١ _ النتائج السياسية والميدانية التي افرزتها الحرب الاخيرة، بالنسبة لوضع الحزب بشكل خاص ، وبالنسبة لوضع المحور الذي اعتقد الحزب انه ينتمي اليه بشكل عام . ولم تنتهي الامور عند هذا الحد بعد ، فقد تكون المنطقة قادمة على تطورات واحداث سياسية وعسكرية قد تعمق من فداحة هذه النتائج . وستبقى هذه النتائج ماثلة امام اعين الحزب قيادة وقاعدة وبيئة ، وهي بحد ذاتها ستشكل الكابح الاساسي امام هذا الامر ، وامام القدرة على تحقيق اي قدر ضئيل منه .
٢ _ لم يعد حزب الله قادرا على اعادة بناء نفسه عسكريا ، مهما حاول ومهما فعل ، فلن يستطيع الوصول الى الحالة والى القوة التي وصل اليها قبل اندلاع حرب المساندة ، ونتائجها العسكرية والسياسية والمعنوية معروفة وخسائرها كبيرة . فالحزب يحتاج الى عشرات السنين ، اذا توافر له الممول والداعم السياسي ، وطرق الامداد ، والقيادة المناسبة والظروف السياسية الداخلية والخارجية المناسبة . وهذا ترف لا يملكه الحزب ولن يستطيع امتلاكه مستقبلا .
لذا ، يحتاج حزب الله الى الجرأة السياسية للاعتراف بالنتائج التي حصلت ، والى الجرأة في اتخاذ القرار بالتحول الى حزب سياسي لبناني ، واعتقد انه بات يحتاج اكثر من اي وقت مضى الى من يرمي له “الحبل” ، كي يخرج من البئر الذي وضع نفسه فيه، وهو يغرق شيئا فشيئا . وكل تأخير من قبل الحزب في معرفة ذلك ، وفي معالجته ، سيزيد من صعوبة اعادة انطلاقته السياسية ، وقد يودي به هذا الى التشرذم والتحلل . وهذه هي طبيعة الحياة التي تعودت ان تلفظ الفراغ .
مصطفى احمد