أخباركم – أخبارنا/ ميشال ن. أبو نجم
لا شك أنَّ الحالة العونية نشأت على أساس تأييد الدولة، ومن رحم الجيش اللبناني الذي تكن له عاطفة خاصة. ولم يكن ينقص إلا أن يأتي الرئيس الجديد من آل عون، ليثير عاطفة عدد من العونيين التياريين مع خلطهم بين تصوراتهم للجيش والدولة والرئيس الحالي، وإضافةً إلى ذلك، خصومتهم التقليدية مع القوات اللبنانية.
لكن ذلك لا ينفي نسيان “التيار” لا الخلاف الكبير مع الرئيس جوزف عون لدى توليه قيادة الجيش بعد أحداث “17 تشرين”، ولا شكل التدخلات الخارجية والضغوطات التي أدت إلى وصوله رئيساً، والتي عبّر “التيار” ورئيسه في مجلس النواب عن الموقف المبدئي حيالها. ومن هنا، بات موقف “التيار” مرتبطاً بما يمكن أن يتحقق في الولاية الرئاسية، بعدما وجدوا في خطاب القسم تشابهاً كثيراً مع العناوين التي حملها الرئيس ميشال عون وقاتل من أجلها.
ضمن هذا الجو، وإضافةً إلى التقليد البروتوكولي، يمكن قراءة زيارة الرئيس “ميشال”، للرئيس “جوزف” عون. وبحسب ما علم موقعُنا فإنَّ اللقاء سادته أجواء ودية، مع أمل الرئيس السابق بأن يتمكن الحالي من تنفيذ ما وعد به في خطاب القسم، والنجاح في “مهمته الصعبة”، كما وصفها.
ومن هنا، تصبح العلاقة بين التيار الوطني الحر في شكل عام، والرئيس المنتخب، مبنية على أساس تعاطيه والقدرة على تنفيذ الوعود ب”الإصلاح والتغيير”، حتى لو أن خطاب القسم أغفل الحديث عن “التدقيق الجنائي” وأهميته في تأمين استعادة أموال المودعين، لا بل محاسبة المنظومة التي سرقت مال اللبنانيين.
وقد تكون تسمية رئيس الحكومة المقبل، إحدى أهم المؤشرات، التي لا تزال أروقة “التيار” السياسية تبحثها على أن تبت بها مطلع الأسبوع المقبل، وسط خيارات مفتوحة.