تقرير فلسطين الميداني
تجارة الدم…ففي ظل حرب عزة تزايد الطلب على الصناعات العسكرية وزادت مبيعات الأسلحة ، وارتبطت هذه التجارة في أكبر ثلاث شركات عسكرية في إسرائيل، التي تُعدّ من بين أكبر عشر شركات مصدرة للأسلحة في العالم. وتشكل الشركات العسكرية الإسرائيلية الكبرى، إلبيت سيستمز، ورافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة، وإسرائيل للصناعات الجوية، نحو 70% من صادرات الدفاع الأجنبية الإسرائيلية.
وقد شهدت الشركات الثلاث مجتمعة زيادة تجاوزت 25% في متأخراتها الجماعية، أو الطلبات التي يتعين الوفاء بها في المستقبل، وهو ما يعكس زيادة المبيعات، إلى ما يعادل 63 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024 مقارنة بالعام السابق بالكامل. وبالنسبة لعام 2023 بأكمله، نمت المتأخرات الجماعية بنسبة 23% عن العام السابق، وهو رقم قياسي في ذلك الوقت.
ميدانيا، نفّذت “إسرائيل” والتحالف الدوليّ بعد ظهر امس الجمعة هجومًا واسعًا على اليمن. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنّ 20 طائرة شاركت في الهجوم، وألقت 50 قنبلة، ونفّذت عمليّة تزوّد بالوقود. وتحدّثت مصادر يمنيّة عن أنّ العدوان استهدف محيط ميدان السّبعين في صنعاء، ومحطة حزيز للكهرباء، وميناء رأس عيسى شمالي محافظة الحديدة غربيّ اليمن.
وأعلن تلفزيون المسيرة التابع لجماعة أنصار الله الحوثي، عن “استشهاد موظف وجرح 6 آخرين إثر العدوان الأميركي الإسرائيلي البريطاني على ميناء رأس عيسى بمدينة الحديدة”.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيليّ في بيان رسمي قصف أهداف عسكرية للحوثيين في غرب ووسط اليمن. وقال إنّ القصف يأتي بسبب هجمات الحوثيين المتكررة ضد “إسرائيل” ومواطنيها. وأشار إلى أنّه استهدف بنى تحتية في محطة حزيز للطاقة التي زعم أنّ الحوثيين يستخدمونها في أنشطة عسكرية، كما هاجم بنى تحتية في ميناء رأس عيسى وميناء الحديدة في منطقة الساحل الغربي باليمن.
وأضاف جيش الاحتلال أنّه سيواصل العمل بقوة، وضرب كل من يشكّل تهديدًا على “إسرائيل” مهما بلغت المسافة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ الحوثيين “سيدفعون ثمنًا باهظًا لعدوانهم علينا”، مضيفًا أنّ “إسرائيل” ستتحرّك بكل “حزم وقوة ضد أي عامل يهدد دولة إسرائيل”.
وعقّب وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس على الهجوم في اليمن بالقول إنّ “هجومنا رسالة واضحة لزعيم الحوثيين وقادتهم بأنه لن تكون هناك حصانة لأحد”، مضيفًا: “سنطارد قادة الحوثيين وندمّر بنيتهم التحتية وستلاحقهم يد إسرائيل الطويلة في كل مكان. سنلاحقكم ونطاردكم. ميناء الحديدة مشلول وميناء رأس عيسى يحترق، والرسالة: من يضر بإسرائيل سيتضرر سبعة أضعاف”.
ونشرت هيئة البث الإسرائيلية أنّه جرى تنفيذ 3 موجات من الضربات في اليمن على يد “إسرائيل” ودول التحالف بعد ظهر اليوم.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ الهجوم الإسرائيلي تم بعد وقت قصير من الهجمات الأمريكية البريطانية وبطريقة منسّقة.
وأوردت القناة 13 الإسرائيلية أنّ الهجمات في اليمن استهدفت مواقع تحت الأرض بينها مستودعات صواريخ باليستية ومسيّرات. ولفتت القناة 12 إلى أنّ أكثر من 20 هجومًا استهدفت صنعاء والحديدة.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أميركي أنّ الهجمات التي وقعت في اليمن ليست عملية أمريكية بريطانية إسرائيلية مشتركة، وإنّما كان هناك تنسيق تكتيكي لتجنّب الاشتباك، وكلّ طرف هاجم أهدافًا مختلفة.
وبعد غارات التحالف الدولي و”إسرائيل” على صنعاء والحديدة.. قال المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله الحوثي إنّهم مستمرّون في تأدية واجباتهم تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم، وقال إن عملياتهم لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
كما صرّح عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله، حزام الأسد في منشور على منصة اكس، قائلًا: لن نطلق تهديدات كما فعل المهرّج نتنياهو. سنترك الصواريخ والطائرات المسيّرة المختلفة والمدمِّرة تتحدث في عمق العدو الصهيوني. عندها سيلعن المستوطنون هرتسل، بلفور، بن غوريون، بريطانيا، وكل من جلبهم إلى فلسطين، وذيّل منشوره بالعبرية بهاشتاغ: #لننتركغزة”.
وأصدرت حركة حماس بيانًا أدانت فيه الهجوم المنسّق بين الاحتلال الإسرائيلي والقوات الأميركية والبريطانية على اليمن، والذي استهدف بُنَى مدنيَّة في محافظات عمران والحديدة وصنعاء، وعدّته انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي، واعتداءً على سيادة اليمن وأمن المنطقة.
وأكّدت تضامنها الكامل مع “الأحرار في اليمن، من الشعب اليمني العزيز والقوات المسلحة اليمنية والإخوة في أنصار الله”، وقالت إنها تثمّن جهودهم لإسناد شعبنا في قطاع غزة، وتبارك ضرباتهم القوية والمؤثّرة والمستمرة.
وتُواصل “إسرائيل” حربها على قطاع غزة، منذ 462 يومًا على التوالي، تزامنًا مع الاستمرار في ارتكاب جرائم الحرب والمجازر المروعة، ومحاولات تهجير سكان شمال القطاع.
وأفاد تقرير للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أباد 1600 عائلة فلسطينية وأزالها من السجل المدني بقتل جميع أفرادها خلال الإبادة الجماعية المستمرة في القطاع منذ 15 شهراً.
ووفقاً للتقرير، الذي نشر اليوم نقلًا عن وزارة الصحة في غزة، فقد تم قتل 5,612 فلسطينيًا من هذه العائلات، كما أشار التقرير إلى أن الاحتلال أباد 3,471 عائلة أخرى، لم يتبقَ من أفرادها سوى شخص واحد فقط، ليصل عدد الشهداء في هذه العائلات إلى أكثر من 9,000 شهيد.
وارتفعت حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ الـ 7 من أكتوبر 2023 إلى 46 ألفًا و6 شهداء، بالإضافة لـ 109 آلاف و378 مصابًا بجروح متفاوتة؛ بينها خطيرة وخطيرة جدًا، وفق التقرير اليومي الصادر عن وزارة الصحة بغزة.
واستشهد عدد من المواطنين بينهم مصور صحفي، إثر استهدافهم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأفاد مراسلنا، باستشهاد المصور الصحفي سائد أبو نبهان، إثر إصابته برصاص قناص إسرائيلي، عقب محاصرة عدد من الصحفيين بالمخيم الجديد في النصيرات وسط قطاع غزة.
كما أفاد باستشهاد مواطن على الأقل، وإصابة آخرين، إثر قصف طائرة حربية إسرائيلية بصاروخ منزلا في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، نقلوا على إثرها الى مستشفى المعمداني في المدينة.
وحذرت وزارة الاتصالات الفلسطينية من توقف تدريجي لخدمات الاتصالات في غزة خلال ساعات بسبب نفاد الوقود.
واستهدف قصف من طائرة إسرائيلية مسيّرة في مواصي رفح بمحيط منطقة الشاكوش شمال غرب رفح.
واستشهد 4 مواطنين وأصيب آخرين في قصف الاحتلال منزلاً لعائلة فنانة بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
واستشهد 7 مواطنين جراء قصف مجموعة من المواطنين في محيط مسجد النور في مخيم البريج وسط القطاع .
واستهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مسجد التابعين غرب المخيم الجديد في النصيرات وسط قطاع غزة، في وقت كانت فيه المنطقة تعج بالنازحين.
ولاحقًا، تعرض مسجد التابعين غرب المخيم الجديد في النصيرات لاستهداف جديد للمرة الخامسة، حيث قصفته المدفعية الإسرائيلية بقذائف عنيفة.
وأفادت مصادر إعلامية محلية، بأن الأوضاع في المخيم الجديد باتت صعبة للغاية، حيث تحاصر الطائرات المسيرة (الكواد) المخيم وحي الرحمة، مما يعيق أي تحرك داخل المنطقة.
وشددت المصادر على ضرورة عدم فتح النوافذ أو مغادرة المنازل في ظل تصاعد الاستهدافات.
وفي تطور لافت، قالت مصادر محلية، إن طائرات الكواد الكابتر أقدمت على إلقاء أجسام مشبوهة بين خيام ومنازل المواطنين في منطقة مخيم الصمود بمواصي خانيونس، حيث قام الأطفال بالعبث بها واللعب حولها، وبعد فترة، انفجرت هذه الأجسام مما أسفر عن استشهاد الطفل كريم وسيم الغُرة وإصابة آخرين.
إضافة إلى ذلك، استهدفت قوات الاحتلال نيرانها في وقت لاحق مستشفى العودة في النصيرات، ما أدى إلى حالة من الهلع في صفوف المرضى والكوادر الطبية، كما تعرضت المنطقة المحيطة بمدرسة العروبة إلى قصف مدفعي إسرائيلي كثيف.