أخباركم – أخبارنا/ غسان صليبي
عندما كان على ابراهيم منيمنة
أن يختار كرئيس للجمهورية
بين ممثل السلاح
وممثل حصرية السلاح بيد الدولة
اختار بكل شجاعة
من يبني دولة القانون،
غير آبه بالتصويت
لأحد الفريقين المتنازعين
من الطبقة السياسية،
عندما اقتضت ذلك
المصلحة الوطنية العليا.
لكن ابراهيم منيمنة
لم يشأ أن يختار
كرئيس للحكومة القادمة،
بين حامي السلاح
وتاجر السلاح،
بين الرأسمالي الأكبر
والرأسمالي الذي يطمح
لأن يصبح الأكبر.
استمع ابراهيم منيمنة
الى خطاب القسم
يتكلم عن مرحلة جديدة،
فصدّق وتحّمس
ورفض أن يختار
بين وجهَي
المرحلة القديمة.
ترشّحَ ابراهيم منيمنة
لرئاسة الحكومة
عارضاً خطوطا عريضة
لرؤيته الاقتصادية والاجتماعية والوطنية،
وهذا ما لم يفعله
اي من المرشحَين الرئيسيَين
اللذين يتنافسان
كما يتنافس رأسماليان
حين يحاولان إقناعك ببيع سلعة
من خلال تخفيض قيمتها.
في الانتخابات البلدية
واجه ابراهيم منيمنة
الرأسمال الكبير
والزعامة السنية الاقوى
في بيروت،
وتجرأ عندما اصبح نائباً
بالدفاع عن الزواج المدني
وعن قانون مدني للاحوال الشخصية،
رغم معارضة المرجعية الدينية السنية.
يمكنك أن تقول
بدون تردد
أن ابراهيم منيمنة
مواطن آدمي،
والآدمي هو غير الفاسد
او الذي لا يسرق ولا يقتل،
وهي الصفة النادرة جداً
في اوساط الطبقة السياسية الحالية،
ويمكن أن تكون الصفة الاهم
التي بات معظم اللبنانيين
يتمنون أن يرونها في المسؤولين السياسيين.
لن يستطيع ابراهيم منيمنة بالتأكيد
تأمين اكثرية نيابية
ترشحه لرئاسة الحكومة القادمة،
فحتى “نواب التغيير”
منقسمين كما العادة
حول الشخصية
التي سيرشحون،
لكن ابراهيم منيمنة فتح الباب
أمام تشكّل قوة تغييرية
تعدّ للانتخابات النيابية المقبلة،
وترشّح ابراهيم منيمنة
لترؤس حكومة ما بعد الانتخابات.