أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين السياسي
عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا مساء السبت لتقييم الوضع بشأن الأسرى والمفقودين في غزة حضره وزير الجيش إسرائيل كاتس وقادة المنظومة الأمنية والمفاوضين من الإدارة الأمريكية الحالية والمقبلة .
وفي ختام الاجتماع، أوعز رئيس الوزراء لرئيس جهازي الموساد دافيد برنياع والشاباك رونين بار، واللواء نيتسان ألون، والمستشار السياسي أوفير فيلك، بالسفر إلى الدوحة بهدف مواصلة دفع صفقة للإفراج عن الأسرى.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، قام بزيارة مفاجئة إلى إسرائيل والتقى برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد زيارة الدوحة، وذلك في الوقت الذي تتواصل فيه جهود لإبرام اتفاق للإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.
وأشار مسؤول إسرائيلي ثان إلى إحراز بعض التقدم في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة “حماس” التي تجري بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة بهدف التوصل لاتفاق في غزة.
ويبذل الوسطاء جهودا جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع وإطلاق سراح باقي الرهائن الإسرائيليين المحتجزين هناك قبل تولي ترامب منصبه في 20 يناير.
وذكرت وزارة الخارجية القطرية في بيان أن ويتكوف وصل إلى الدوحة يوم الجمعة والتقى برئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
هذا، وقالت مصادر أمنية مصرية إن القاهرة والدوحة تلقتا تطمينات من ويتكوف بأن الولايات المتحدة ستواصل العمل من أجل التوصل إلى اتفاق عادل ينهي الحرب قريبا دون أن يذكر تفاصيل.
وتتواصل مفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع حراك أميركي يحيط الصفقة، وإشاعة أجواء إيجابية من قبل واشنطن، وحديث إسرائيلي عن اختراق بالمفاوضات، وإقرار نتنياهو باستمرار وفد تفاوض الإسرائيلي بالمباحثات.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن “نتنياهو عقد مشاورات هاتفية امس حول صفقة التبادل بعد ورود إشارات إيجابية من قطر”، وشارك في المشاورات وزير الأمن يسرائيل كاتس وفريق التفاوض، مضيفةً: “لا موعد حتى الآن لزيارة رئيس الموساد إلى الدوحة”.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية، إلى أن قطر نقلت رسالة إيجابية من حماس إلى إسرائيل لإحراز تقدم في المفاوضات. وتتعلق الرسالة بقائمة الأسرى ونقاط الخلاف الأخرى بين الجانبين.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أجنبية لم توضح ماهيتها، أن إسرائيل وحماس ناقشتا إمكانية وقف إطلاق نار دائم لإيجاد استمرارية بين مراحل الاتفاق، كما توصلتا إلى اتفاق أولي لمفاوضات بشأن المرحلة الثانية مع تنفيذ الأولى.
وأفادت القناة الـ13 الإسرائيلية، بأن “نتنياهو وقادة المؤسسة الأمنية والعسكرية أعطوا أوامر لاستمرار المفاوضات بشأن الرهائن”.
قال مسؤول سياسي إسرائيلي لـ”يديعوت أحرونوت”، إنه خلال “تقييم الوضع وردت تحديثات من أعضاء فريق التفاوض، وأعطيت التعليمات بالاستمرار”. وأضاف المصدر أن “المفاوضات في الدوحة مستمرة بشكل متثاقل وفي ظل تعتيم كامل”.
بدوره، قال مراسل موقع أكسيوس الأميركي إن مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وصل إلى الدوحة اليوم، والتقى برئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لمتابعة حالة مفاوضات صفقة غزة.
وفي بلاغ آخر، قال: “التقى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر يوم الجمعة بمستشار الأمن القومي للرئيس المنتخب ترامب مايكل جوالتز، وناقشا من بين أمور أخرى الجهود المبذولة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة”.
وفي سياق آخر، قال مستشار الاتصالات بالبيت الأبيض جون كيربي إنّ الرئيس جو بايدن تحدث مع فريقه المفاوض في محادثات الدوحة. وأضاف كيربي أن العمل جار بجدية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وأشار كيربي إلى أن المحادثات لا تزال مستمرة وأن بعض التقدم قد تحقق، ولكن هذا لا يعني أن المهمة اكتملت، وفق قوله. وأكد أن واشنطن تريد التوصل لاتفاق قبل انتهاء ولاية بايدن. وقال أيضا إن عدم التوصل لاتفاق، حتى الآن، يعود إلى العراقيل التي تضعها حماس وأن مواقف الأخيرة تصعّب التوصل لاتفاق.
وفي سياق متصل، أجرت شبكة الإذاعة العامة الأميركية (NPR) مقابلة مع رئيس وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز، يوم الجمعة. وعندما سُئل عما أو من الذي يمنع التوصل إلى اتفاق في هذه المرحلة، أجاب: “في هذه المرحلة، أعتقد أنه يوجد فرصة للاتفاق ، أعني أنني تعلمت بالطريقة الصعبة عدم رفع التوقعات. أعتقد أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق”.
وبحسب المسؤول الأمريكي، “جميعنا في إدارة (بايدن) هذه سنعمل بجد على هذا الأمر حتى 20 كانون الثاني/يناير. أعتقد أن التنسيق مع الإدارة الجديدة (ترامب) بشأن هذه القضية كان جيدًا. لذلك أعتقد أن هناك فرصة الشيء الذي أتذكره دائمًا هو أن الأمر لا يتعلق فقط بطريقة مجردة، بل يتعلق الأمر بعائلاتهم ومواطنو غزة الذين يعيشون الآن أيضًا في ظروف جهنمية ويعانون بشدة، خاصة هذا الشتاء”.
وقال مصدر في الفصائل الفلسطينية إن المفاوضات غير المباشرة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي “تسير بشكل بإيجابي”، مشيرًا، إلى أن حركة حماس قدمت رسالة جديدة عبر الوسطاء لحكومة الاحتلال، طرحت خلالها تفكيك النقاط الخلافية، والتي لم يتم التوصل لصيغة نهائية بشأنها ويستغلها رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في تعطيل التوصل لاتفاق.
وبحسب القيادي نفسه، فإن الرسالة التي قدمتها حماس ارتكزت على ترحيل الحديث عن بعض النقاط الخلافية للمراحل التالية من الاتفاق مع التوافق على تواصل تنفيذ المراحل تباعًا دون توقف، عقب تنفيذ استحقاقات كل مرحلة.
ودعم رسالة حماس الأخيرة، بحسب القيادي، تعهد مصري قطري أميركي بضمان تنفيذ الاستحقاقات المرحلية للاتفاق، مع تسهيلات من جانب مصر بشأن الموقف من الوجود الإسرائيلي جنوبي قطاع غزة في محور صلاح الدين “فيلادلفيا” الحدودي، والذي يمثل انتهاكًا لاتفاق التطبيع الموقع بين الجانبين، إذ أبدت مصر مرونة بشأن الانتشار الإسرائيلي وإرجاء الحديث عن الانسحاب من الممر لما بعد تنفيذ المرحلة الأولى.
وأوضح القيادي أن المفاوضات “وصلت لنقطة هي الأقرب لإتمام الاتفاق منذ انطلاقها”، مشيرًا إلى أن الوسطاء وحماس ينتظرون ردًا إسرائيليًا خلال ساعات على الموقف الأخير للحركة.
وقال مصدر مطّلع على مفاوضات التبادل ووقف إطلاق النار في غزّة إنّ وفد حركة حماس التفاوضيّ، قدّم قبل أيّام قليلة تصوّرًا شاملًا حول القضايا الأربع البارزة في المفاوضات، وهي: “الانسحاب من محوري نتساريم وفيلادلفيا/صلاح الدين، وملفّ الأسرى والقائمة الّتي يطالب بها الاحتلال في المرحلة الأولى، وعودة النازحين، ووقف العدوان”.
وأوضح المصدر، أنّ الاحتلال يطالب بإطلاق سراح 11 أسيرًا لدى الفصائل الفلسطينيّة في المرحلة الأولى، يخالفون المعايير المتّفق عليها ضمن المرحلة الّتي توصف بـ”الإنسانيّة”، لكونهم من الجنود. وابدت حركة حماس موافقتها المبدئيّة على الطلب للمضيّ قدمًا في المفاوضات، بشرط أن يكون الثمن المطلوب مقابل ذلك مختلفًا”.
وأشار المصدر إلى أنّ “الثمن الّذي تريده حركة حماس مختلف من حيث نوعيّة وعدد الأسرى الفلسطينيّين الّذي من الممكن إطلاق سراحهم، وتحديدًا من أصحاب المؤبّدات والأحكام العالية”.
أمّا عن قضيّة انسحاب جيش الاحتلال من غزّة، قال المصدر: إنّ “الاحتلال يسعى إلى إقامة منطقة عازلة في قطاع غزّة تمتدّ لمسافة تقدّر بكيلو ونصف على طول الشريط الحدوديّ، إلّا أنّ حركة حماس ترفض هذا المطلب”.