كتب مسعود محمد: أطلقت السلطات المصرية الخميس سراح الباحث الشاب باتريك زكي والمحامي الحقوقي محمد الباقر بعد أن أصدر الرئيس المصري عفواً عنهما من أحكام قضائية غير قابلة للطعن. القرار جاء بعد مناشدات وضغوط من سياسيين وحقوقيين شاركوا في “حوار وطني” أُطلقته الحكومة المصرية منذ شهرين ونصف شهر لمحاولة حل القضايا الخلافية في مصر.
زكي والباقر كانا من بين ستة مدانين تمّت العفو عنهم في قضايا مختلفة، وكلاهما كانا يقبعان في السجن منذ فترة. باتريك زكي اعتقل في عام 2020 بتهمة “الإرهاب” بعد نشر مقال عن انتهاكات حقوقية ضد الأقباط، الأقلية المسيحية الأكبر في مصر. وقد أمضى الناشط الحقوقي 22 شهرًا في الحبس الاحتياطي قبل أن يتم الإفراج عنه في ديسمبر 2021. أما محمد الباقر فكان قد حُكم عليه بالسجن أربع سنوات بتهمة نشر “أنباء كاذبة”.
المحامي الحقوقي محمد الباقر
باتريك زكي
وبعد إطلاق سراحه، صرّح باتريك زكي بأنه “مرتاح” وأعرب عن رغبته في العودة إلى إيطاليا حيث يرغب في الالتحاق بزملائه في الجامعة.
باتريك زكي هو ناشط مصري وباحث شاب في مجال حقوق الإنسان والعلاقات الدولية. وُلد في عام 1988 ونشأ في مصر. درس باتريك العلوم السياسية والدراسات الدولية، وحصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة بولونيا في إيطاليا.
عمل باتريك زكي كمدير تنفيذي للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وهي منظمة حقوقية غير حكومية معروفة تعمل على حماية حقوق الإنسان وتعزيز المواطنة والعدالة الاجتماعية في مصر.
أُلقي القبض على باتريك في عام 2020 بتهمة “الإرهاب” بعد نشر مقال يتعلق بانتهاكات حقوقية ضد الأقباط في مصر. الأقباط هم الأقلية المسيحية الأكبر في الشرق الأوسط، وتشكل نسبة مؤقتة تتراوح بين 10 إلى 15٪ من سكان مصر.
قضى باتريك زكي مدة طويلة في الحبس الاحتياطي قبل أن يتم الإفراج عنه في ديسمبر 2021 بعد قضاء حوالي 22 شهرًا في السجن. تم إصدار حكم غير قابل للطعن بحقه بالسجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة نشر “معلومات كاذبة”.
يُعتبر باتريك زكي واحدًا من الأصوات الشابة البارزة في مجال حقوق الإنسان في مصر، وعمل جاهدًا للدفاع عن حقوق المتضررين والأقليات ولفت الانتباه إلى التحديات التي تواجه حرية التعبير وحقوق الإنسان في البلاد.
محمد الباقر
عمل محمد الباقر كمحامي مستقل وكيل دفاع، وكان من بين المحامين المشهورين بالدفاع عن القضايا الحقوقية والسياسية في مصر. كان يعمل على الدفاع عن المعتقلين السياسيين والنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان في المحاكم المصرية.
تم اعتقال محمد الباقر في عام 2019 وحُكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات بتهمة نشر “أنباء كاذبة”. قضى فترة طويلة في السجن قبل أن يتم إطلاق سراحه بناءً على عفو صدر من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في وقت لاحق.
كان محمد الباقر يُعتبر ناشطًا حقوقيًا ملتزمًا بالدفاع عن حرية التعبير وحقوق الإنسان في مصر. قام بدعم والدفاع عن العديد من المعتقلين
ميلوني تشكر السيسي
رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني اتصلت بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتشكره على العفو الممنوح لباتريك زكي، وأكدت أهمية هذه الخطوة في إيطاليا. كما أكدت الرئاسة المصرية أن الاتصال تناول “مواصلة التنسيق والتشاور مع الجانب الإيطالي بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك”.
يُذكر أنه منذ تشكيل لجنة العفو الرئاسية في مصر في أبريل 2022، شهدت البلاد الإفراج عن نحو ألف سجين، ومنظمات حقوقية تطالب بالمزيد من الإفراجات.