أخباركم – أخبارنا
كتب حنا صالح في صبيحة اليوم الـ1917 على بدء ثورة الكرامة
المجد لثورة 17 تشرين!
لبنان إلى آفاق أخرى يستحقها شعبه. مع وصول الرئيس الجديد جوزاف عون وخطاب القسم الذي حمل مضامين التحول المطلوب، هبّت رياح نواف سلام، رئيس المحكمة الدولية لتولي رئاسة أولى حكومات العهد، في بلد يتوق بقوة إلى التغيير والعدالة والشفافية والإصلاح الحقيقي. فمع رئيس للبلاد أتى من خارج الصندوق، يكتمل المشهد مع وصول القاضي نواف سلام إلى رئاسة الحكومة، رجل العدالة السياسي والرؤيوي البيروتي والآتي من خارج الطبقة السياسية التقليدية بكل إتجاهاتها.
بعد إنتخاب جوزاف عون الذي صارح اللبنانيين بأن هناك أزمة حكم وحكام، فإن مسار إستعادة الدولة والقرار يحتم تسلم رئاسة السلطة التنفيذية القاضي نواف سلام رجل العدالة وأحد أبرز الوجوه التي حملت قضايا لبنان بنجاح في أعلى وأبرز المحافل الدولية، ليكون بالإمكان إستعادة الدولة والقرار وبسط السيادة كاملة وإستكمال التحرير وفرض العودة دون شروط، ووضع لبنان على سكة التعافي الحقيقي، سكة المساءلة والشفافية. منحى النهوض وعودة البلد إلى زمن النور والأضواء والإشعاع، يحتم إبعاد نجيب ميقاتي رمز حقبة تعميق الإنهيار، وحقبة التطاول على القضاء وفرض الإملاآت، وحقبة الضرب عرض الحائط بحقوق الناس الذين نهبوا وأذلوا وإنتهكت كراماتهم.
الأحد 13 كانون الثاني اليوم الذي سبق الإستشارات النيابية شهد بداية التحول الذي سيكتمل اليوم. وحمل ليل الأحد عنوان ليلة سقوط نجيب، وتمثلت الخطوة البالغة الأهمية بإعلان أحد أبرز نواب التغيير إبراهيم منيمنة نائب بيروت ولبنان الترشح إلى رئاسة الوزراء، فكان ذلك واحداً من أبرز المفاتيح التي وجهت رسالة بأن عودة ميقاتي إلى السراي ستفتح مرحلة المواجهة مع كل المناخ التشريني والشعبي الذي وجد في خطاب القسم ما يعبر عن مصالحه ومصالح البلد.
ومع إنطلاق اكبر حملة تشاور وصفها منيمنة بأنها ترمي إلى “تحقيق المصلحة العليا للبنان وتطلعات اللبنانيين وتتماهى مع خطاب القسم ما يحتم التوافق على إسم القاضي نواف سلام بما يمثله من قيمة مضافة للبنان ولموقع رئاسة الحكومة، وبمما يتحلى به من مناقبية وسيرة مهنية” وعلى هذا الساس أعلن منيمنة أبرز نواب التغيير سحب ترشحه لمصلحة التوافق على ترشيح سلام. وتزامن كل ذلك مع مواقف نيابية جاهرت بتأييد ترشيح سلام وتقاطعت مع خشية أوساط نيابية كانت تنظر بقلق إلى ما يحاق من مخطط إنقلابي يقوده “الثنائي المذهبي” حركة أمل وحزب الله، مع ميقاتي وبعض من هم على شاكلته، وكأنه ينبغي مكافأة أبرز جهات التفريط بالثروة والسيادة يوم ترسيم الحدود البحرية مع العدو،وتالياً أخذ البلد إلى حرب مدمرة خدمة لمصالح خارجية، ففاقمت تلك المقامرة أوجاع اللبنانيين!
هذا الصباح بعد ليل التفاوض الطويل مع النائب فؤاد مخزومي، وقبل وقت قصير من إنطلاق الإستشارات النيابية الملزمة لتكليف من سيشكل أولى حكومات العهد، وبعدما لمس النائب مخزومي تباعاً الإنفكاك عن دعم ترشحه لرئاسة الوزارة، أعلن عزوفه عن الترشح “إفساحاً في المجال للتوافق بين كل من يؤمن بضرورة التغيير حول إسم القاضي نواف سلام”، وأعلن تأييده لسلام.
تسمية نواف سلام وتكليفه تشكيل أولى حكومات العهد، حكومة تحمل أمل إخراج لبنان من المستنقع الذي أخذته إليه مافيا إجرام وتسلط وإرتهان، هي الآن المرتجاة لإستعادة ثقة الداخل وإحترام الخارج، والتي ينتظرها القيام بخطوات كبيرة لإعادة بناء السلطة وقيام الدولة التي تم تهشيمها وتجويفها، فيمثل ذلك المنحى المثالي لإستكمال مشهد إنتخاب جوزاف عون لرئاسة الجمهورية.
لبنان الأمل سينهض من تحت الرماد وجور فاسقين نهبوا وإستبدوا وظلموا وأذلوا والآتي قريب.
ومنظومة الفساد “كلن يعني كلن ” وما تستثني حدن منن، فالحساب وإن تأخر آتٍ!