اصدرت قيادة فصائل “منظمة التحرير الفلسطينية” في لبنان بيانا، بعد اجتماع عقدته في سفارة فلسطين، استغربت فيه “ما صدر من تصريحات عن لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني تعقيباً على المؤتمر الذي عقد في القاهرة للدول المشرفة على شؤون اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة، والتي حملت فيها الفلسطينيين المسؤولية بالاساءة لوكالة الاونروا، وحصر اسباب الازمة المالية التي تعاني منها الوكالة بتزايد احتياجات اللاجئين الفلسطينيين والاتهام للاونروا بالفساد، مما يعطي المبرر للدول المانحة لعدم قيامها بواجباتها بالتمويل والتي تأتي ضمن سياق الضغوط التي تتعرض لها الاونروا”.
وأكد المجتمعون أن “منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني اينما وجد ولا يستطيع أحد تجاوزها”، رافضين “اطلاق المواقف التي تحمل في مضمونها تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي الفلسطيني بالاساءة والتطاول واطلاق الاتهامات، من قبل مؤسسة، المفروض ان يكون اساس عملها الجمع وحل قضايا اللاجئين وليس بث الفرقة داخل المجتمع الفلسطيني”.
وأعلن البيان “اعادة تقييم للعلاقة مع لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني لتصويب العمل بما يخدم الهدف الاساس والذي انشئت لأجله اللجنة، وهو الحوار وحل مشاكل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والتخفيف من معاناتهم”.
تصريح الحسن
وكان رئيس “لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني” الدكتور باسل الحسن قد صرح، على هامش تمثيله لبنان في أعمال الدورة الـ110 لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة، والذي عقد في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، بأن الأزمة “ليست في وقف التمويل، بل في زيادة الاحتياجات للاجئين”، بالرغم من تأكيده بأننا “نضغط لزيادة التمويل وتحويل الموازنة التي تتغذّى من دفع كيفي للمانحين إلى موازنة ثابتة”.
وخلال تكريم قنصل مصر العام بمناسبة انتهاء مهامه في لبنان، قال الحسن “إن لجنة الحوار مصممة على الانفتاح على كل مكونات الشعب الفلسطيني بمن فيهم الشباب الفلسطيني بشكل خاص، الذي يتطلع إلى بناء مستقبل وحياة كريمة بعيداً عن تجارب الماضي في الاستثمار بمعاناة الشعب الفلسطيني، أو في بناء حسابات شخصية تسيء إلى الشعبين اللبناني والفلسطيني والدولتين وهذا ما لن نسمح به على الإطلاق”.
ردود الفعل الفلسطينية
وأتت أول التعليقات غير المباشرة من سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور الذي غرد قائلاً: “الغراب هو الطائر الوحيد الذي يمتلك الجرأة على ازعاج النسر، فيتمكن من الجلوس على ظهره وينقر رقبته من دون اي ردة فعل من النسر، ويتركه يفعل ما يريد، ويستمر محلقاً في السماء إلى أعلى، حيث يصعب على الغراب التنفس، ويكون سقوطه مدويا دونما أي مجهود من النسر”.
كذلك حرص إعلام حركة “فتح” على نشر مقطع فيديو لمقابلة متلفزة مع السفير الفلسطيني دبور، أكد فيها “أن الشعب الفلسطيني اللاجئ والمعذب بهذه الارض، يقسم ألاّ تمر كل المؤامرات إلا على أجسادنا، وسنبقى كما عهدتمونا مناضلين فلسطينيين والعهد هو العهد والقسم هو القسم”.
وقد فسر المراقبون التغريدة بأنها رد غير مباشر على ما قاله الحسن.
من جهته، رأى ممثل “جبهة التحرير الفلسطينية” وعضو قيادة “منظمة التحرير الفلسطينية” في لبنان يوسف ناظم اليوسف، أن المنظمة ليست مكسر عصا، ولن نسمح لأحد بالتطاول عليها، وقال “إن سفاراتنا في العالم أجمع هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب والفصائل الفلسطينية المعترف بها في منظمة التحرير ولا نريد لأحد ان يتدخل في شؤوننا”. واستغرب يوسف مواقف الحسن الأخيرة والتي لا يمكن اعتبارها “زلة لسان”، اذ جاءت في إطار مواقف سابقة ملتبسة كنا نحسن الظن بها”، متسائلاً عما اذا كانت هذه المواقف تمثل فعلا الدولة اللبنانية الحريصة على أفضل العلاقات مع السلطة الفلسطينية وقادة القوى والفصائل الفلسطينية.