الأربعاء, فبراير 12, 2025
10.4 C
Beirut

تكليف سلام: انتصار جديد لمسار السيادة والإصلاح في لبنان .. التغيير انطلق .. الرئيس للصحافيين: اتمنى ان يكون التأليف سلسا وسريعا .. المفتي قبلان: يهدد بالفوضى .. أبو الغيط تمنى النجاح لعون!

نشرت في

أخباركم – أخبارنا / تقرير لبنان السياسي

السفير نواف سلام رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة. إنه الانتصار الثاني للبنان الدولة. انتصارٌ لكل لبناني رفض هيمنة الدويلة ومنطق فائض القوة والاستعلاء الذي مارسه اركانها على سائر اللبنانيين طوال ثلاثة عقود. انه العهد الجديد، عهد التغيير في العمق، عهد تنفيذ خطاب قسم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الواعد.عهد الانقاذ المأمول مع رئيس عازم على استنهاض الدولة وتنظيفها من رواسب منظومة المافيات بالتعاون مع رئيس حكومة يشبهه، يشهد تاريخه على نظافة كفه ولا يخجل حاضره من ماضيه.
فبعد نيله 85 صوتًا مقابل 9 لميقاتي و34 لا تسمية يصل صباح الغد الى بيروت القاضي نواف سلام على ان يجتمع ظهر غد في بعبدا مع الرئيس عون والرئيس بري.

تكليف نواف سلام: انتصار جديد لمسار السيادة والإصلاح في لبنان

يُشكّل تكليف السفير نواف سلام لتشكيل الحكومة اللبنانية خطوة ثانية في مسار الانتصارات السيادية والإصلاحية، بعد انتخاب رئيس للجمهورية يحمل توجهات إصلاحية واضحة. هذا المسار يعكس إرادة اللبنانيين الذين عبّروا بوضوح عن رفضهم للنهج التقليدي القائم على المحاصصات الطائفية والصراعات العبثية، وحرصهم على بناء دولة عادلة ومستقرة تقوم على الشفافية والإصلاح.

تحوّل في المشهد السياسي
تكليف سلام يعكس تحوّلًا جوهريًا في المشهد السياسي اللبناني، حيث بات من الواضح أن قوى الممانعة لم تعد قادرة على فرض هيمنتها أو تجاوز المؤسسات الدستورية. فاليوم في لبنان، هناك رئيس سيادي وإصلاحي، وحكومة يُفترض أن تكون منسجمة مع تطلعات الشعب اللبناني في الإصلاح والاستقرار. وهذا ما يُحتّم على القوى السياسية التقليدية التكيف مع هذا الواقع الجديد الذي فرضته الإرادة الشعبية.

الميثاقية بين الواقع والتوظيف السياسي
الحديث عن غياب الميثاقية في تكليف نواف سلام يبدو بعيدًا عن الدقة والموضوعية. فالمرحلة الحالية تتطلب احترام المؤسسات الدستورية بعيدًا عن التفسيرات الضيقة للميثاقية، التي كثيرًا ما استُخدمت كأداة لتعطيل المؤسسات وشلّ عمل الدولة. لبنان اليوم بحاجة إلى تفعيل دوره المؤسساتي والدستوري بعيدًا عن الاصطفافات الطائفية والسياسية التي أعاقت مسيرة الإصلاح.

إرادة شعبية ترفض الحروب العبثية
الشعب اللبناني أوصل رسالته بوضوح: لا عودة إلى الوراء. هناك رفض قاطع للحروب العبثية والصراعات التي أنهكت البلاد وأدخلتها في أزمات متلاحقة. بات اللبنانيون أكثر تمسكًا بمسار السلم الأهلي والإصلاح الاقتصادي، إدراكًا منهم أن الحل يكمن في بناء دولة قوية وعادلة لا تُحكم بالمحاور الخارجية ولا بالولاءات الضيقة.

فرصة للإصلاح الحقيقي
أمام نواف سلام اليوم فرصة ذهبية لترجمة هذا التحول السياسي إلى خطوات عملية تقود لبنان نحو الإصلاح الحقيقي. ويكمن التحدي الأكبر في تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، ومعالجة الأزمات المالية والاقتصادية، واستعادة ثقة المجتمع الدولي. إن نجاح هذا المسار سيُرسّخ واقعًا سياسيًا جديدًا في لبنان يصعب تجاوزه أو العودة عنه.


إن تكليف نواف سلام ليس مجرد استحقاق دستوري، بل هو انتصار لإرادة اللبنانيين في بناء دولة حديثة قائمة على السيادة والإصلاح. وعلى القوى السياسية التي تعوّدت تعطيل مسار الدولة أن تدرك أن لبنان دخل مرحلة جديدة لا مكان فيها للتجاوز أو الاستئثار بالسلطة. المسار واضح: إصلاح، استقرار، وسلام دائم.


وبعد نهار طويل من الاستشارات أطل الرئيس جوزاف عون على الصحافيين في قصر بعبدا بشكل مفاجئ بعد يومهم الطويل لمواكبة الاستشارات النيابية، وقال: “الخطوة الأولى انتهت واتمنى ان يكون التأليف سلسا بأسرع وقت، لانه تنتظرنا فرص كبيرة”.

وبالعودة الى مشهدية اليوم فهي تؤكد تحرر لبنان من الوصايات واستعادة القرار الى الداخل اللبناني، وليس ادلّ الى ذلك من الضبابية التي خيمت على الاجواء ساعات قبل الاستشارات وحتى خلالها صباحاً، والى ان صبّت اصوات النواب لمصلحة القاضي الدولي النزيه. وعلى اساس الضبابية هذه غادر نواف سلام لبنان الى لاهاي ولم يعد اليه حتى الساعة.

والى حين عودته الى بيروت وتكليفه رسميا صباح غد وفق المتوقع، يبقى الرهان على عدم عرقلة مسيرة تشكيل الحكومة من جانب الممانعين الذين حاولوا حينما مالت كفة الميزان لمصلحة السفير سلام التلاعب بالمشهد، على غرار ما فعلوا ابان الانتخابات الرئاسية، بطلب ارجاء موعدهم الاستشاري الى الغد، الا ان الرئيس عون رفض وتمسك بابقاء الموعد اليوم، في موقف عكس ارتياحا شعبيا وسياسيا واسعاً.

اما في جولة الصباح وانسجاما مع نهج التغيير الذي انطلق بدفع قوي مع وصول الرئيس عون الى قصر بعبدا، يبدو اتخذ قرار سياسي كبير مماثل ، بايصال رجل تغييري يُشبه العماد عون الى السراي. وقد أجرى رئيس الجمهورية في قصر بعبدا بين الثامنة والربع من صباح اليوم والحادية عشرة وخمسين دقيقة قبل الظهر، الجولة الأولى من الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة العتيدة.
وقد توالى وصول النواب إلى قصر بعبدا حيث التقاهم الرئيس عون في مكتبه وبلغ عدد الذين شملتهم الجولة الأولى من الاستشارات 21 نائباً، بعدما قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كانت ستبدأ معه الاستشارات ان يترأس وفد كتلة التنمية والتحرير بعد الظهر. واتت حصيلة الجولة الأولى من الاستشارات على الشكل التالي: 7 نواب سموا الرئيس ميقاتي و12 نائبا سموا القاضي نواف سلام فيما لم يسم نائبان أحدا.

اما في الجولة الثانية، فحُسم السباق لصالح القاضي نواف سلام، حيث سماه اللقاء الديمقراطي وتكتل لبنان القوي والاعتدال الوطني وايضا الجمهورية القوية. وتحدث النائب جورج عدوان باسم كتلة” الجمهورية القوية” التي سمت نواف سلام لرئاسة الحكومة ، وقال:”عاد الأمل إلى كل اللبنانيين عند استماعهم إلى خطاب الرئيس لأنّه طوى صفحة مرحلة قديمة بكلّ مآسيها ومشاكلها”.

وطلبت كتلة “الوفاء للمقاومة” من رئيس الجمهورية ارجاء موعدها من اليوم إلى الغد غير ان المسؤول الاعلامي لرئاسة الجمهورية قال: رئيس الجمهورية لم يُوافق على تأجيل الاستشارات النيابية لكتلة الوفاء للمقاومة حتى يوم غد وسيكون الموعد اليوم في 3:30.
وحضرت الكتلة وبعد لقائها عون قال رئيسها النائب محمد رعد بلهجة ساخرة وتهديدية: “لقاؤنا مع رئيس الجمهورية كان من أجل الإعراب عن أسفنا لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية”.

أضاف : “مرة جديدة يكمن البعض من أجل التفكيك والتقسيم والإلغاء والاقصاء تعمدًا وكيديةً”.
وتابع :” خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية وكنا نأمل أن نلاقي اليد التي لطالما تغنت بذلك وإذ بها قطعت”.
وأكد ان “من حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية وأي حكومة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها”.وقال :” سنراقب ونمضي بكل هدوء وحكمة وسنرى أفعالهم من أجل إخراج المحتل من أرضنا واسترجاع الأسرى وإعادة الإعمار والتطبيق الصحيح للـ1701 بما يحفظ الوحدة الوطنية”.

وكان النائب فؤاد مخزومي انسحب من السباق لصالح سلام بعد اتفاق اطياف المعارضة على تأييده. وقال مخزومي على منصة “إكس”: “شرفني نواب قوى المعارضة، وعدد من النواب المستقلين بدعم ترشيحي لتولي مسؤولية رئاسة الحكومة لأتشارك مع فخامة رئيس الجمهورية مسؤولية الإنقاذ في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ لبنان، ما يجعلني المرشح الأقوى لمنافسة مرشح المنظومة. بالرغم من ذلك، وانطلاقاً من قناعتي بأن وجود أكثر من مرشح معارض سيؤدي حكماً إلى خسارة الجميع، وبأن لبنان بحاجة إلى تغيير جذري في نهج الحكم، وإلى حكومة تواكب تطلعات العهد الجديد السيادية والإصلاحية، وتساهم في تطبيق خطاب القسم، ما يتطلب أوسع تحالف ممكن من التلاقي، أعلن انسحابي من الترشح الى رئاسة الحكومة، لأفسح المجال للتوافق بين كل من يؤمن بضرورة التغيير حول اسم القاضي نواف سلام، شاكراً الزملاء والقوى السياسية الذين منحوني الدعم والثقة”.

في المقابل، رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، انه “مع تسمية الأستاذ نواف سلام لرئاسة الحكومة يدخل البلد مرحلة جديدة من التوازنات المشدودة، والعين على تعزيز وطنية لبنان وتأكيد شراكته الميثاقية”.

ولفت الى ان “محور الجدل سيادي ووطني بامتياز، والقضية لبنان، ومهم جداً مَن يحكم وطبيعة تكوين الحكومة وبيانها والبلد إلى أين، واللعبة السياسية اليوم بذروتها”، وقال: “واقع البلد منقسم بشدة، والعصف الدولي يضرب صميم البلد، ولبنان شراكة ميثاقية، ولا يمكن أبداً تجاوز الميثاقية الوطنية والتجارب القريبة مُرّة للغاية، وقيمة لبنان مرتبطة بشراكته التكوينية للدستور وطبيعة تمثيله النيابي وتجاوز التوافق الميثاقي يضع لبنان بقلب فوضى الأمم ولعبة الخراب، والمطلوب من الأستاذ نواف سلام حماية توازنات البلد حتى لا يضيع لبنان”.

وسط هذه الاجواء، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال جولته على الرئيسين بري وميقاتي أنه “ومع إستكمال عناصر الدولة يكون لبنان معدًا لتصفية الكثير من المشاكل، مشيرا الى أننا “كلنا أمل بعهد الرئيس جوزاف عون “.
اما وبعد لقائه الرئيس جوزاف عون: للبنان معزّة خاصة لدى الدول العربيّة ونهتمّ بكلّ ما يخص هذا البلد ولديّ ثقة بالرئيس، وقدمّت دعوة للرئيس جوزاف عون لزيارة الجامعة العربية ولإلقاء كلمة وأتمنّى له النجاح وآمل أن تشكّل الحكومة سريعًا على أن تستجيب لكل ما هو مطلوب لبنانيًّا
و أعرب أبو الغيط، عن ترقب “تطورات جيدة” تُعدّ لبنان “لانطلاقة جديدة لتسوية وتصفية الكثير من المشاكل التي أعاقته على مدى سنوات”.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

الحريري من بعبدا: نلتقيكم يوم الجمعة

أخباركم - أخبارنا إستقبل الرئيس عون الرئيس سعد الحريري الذي هنأه على إنتخابه رئيسا...

شرطة المجلس تباشر فتح وسط بيروت!

أخباركم - أخبارنا قيادة شرطة مجلس النواب باشرت بفتح كافة الطرقات المحيطة بساحة النجمة...

ماذا قال وزيرا حزب الله عن حملهما الجنسية الأميركية؟

أخباركم - أخبارنا أكد وزيرا العمل والصحة الجديدين اللذان اختارهما حزب الله لـ"أخباركم أخبارنا"...

More like this

الحريري من بعبدا: نلتقيكم يوم الجمعة

أخباركم - أخبارنا إستقبل الرئيس عون الرئيس سعد الحريري الذي هنأه على إنتخابه رئيسا...

حدثان سياسيان سيطرا على المشهد اللبناني امس ” هل تنسحب اسرائيل وما الحل المطروح؟” .. و” صورة الحكومة” والمعارضة بوجهها ومنها ” السنة” والعين...

؛ تقرير لبنان السياسي والميدانيحدثان سيطرا على المشهد السياسي في لبنان امس، اولاً الصورة التذكارية...