أعرب البطريرك الماروني بشارة الراعي عن” المه للقرار الذي اتّخذه رئيس جمهوريّة العراق السيّد عبداللطيف رشيد، بسحب المرسوم الجمهوريّ من غبطة البطريرك الكردينال مار لويس روفائيل الأوّل ساكو، ظلمًا واتّهامًا “، واعتبر أن ما حصل “يشكل انتهاكا لكرامته ولكرامة الكنيسة والمسيحيّين في العراق. لانّ من واجب الدولة احترام أنظمة الكنيسة وقوانينها التي تحصر بقداسة البابا حقّ النظر في أيّ قضيّة جزائيّة تختصّ بالبطاركة والكرادلة والأساقفة، إذا ما وُجدت. “
اضاف الراعي في عدة الأحد “إنّا نضمّ صوتنا إلى جميع المطالبين من فخامة رئيس الجمهوريّة العراقية الرجوع عن قراره، من أجل عيش مشترك سليم في دولة العراق العزيزة، حيث المسيحيّون جزء لا يتجزّأ من مكوّناتها التاريخيّة ولهم الفضل التاريخي الكبير في ثقافتها وحضارتها. إنّ تاريخ بطاركتهم خير شاهد على نضالهم من أجل وطنهم وعزّته وكرامته. إنّ قرار رئيس الجمهوريّة العراقي بالنتيجة لا يخدم أمّته العراقية”.
لبنانياً قال الراعي: مشكورة “الدول الخمس” على حمل هم لبنان أكثر من سلطته الممعنة بالتخريب
أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال عظة الأحد، من الصرح البطريركي في الديمان، انه “لا يوجد إنسان أو مجموعة منظمة أو شعب او دولة من دون هوية ورسالة. ولبنان بحكم نظامه السياسي ودستوره وميثاقه الوطني وموقعه الجغرافي معروف بهويته وهي: الإنتماء إليه بالمواطنة لا بالدين، والوحدة في التعددية الثقافية والدينية، والإنتماء الكامل إلى منظمة الأمم المتحدة وإلى جامعة الدول العربية، والإقرار بشرعة حقوق الإنسان وجميع الحريات العامة وفي مقدمتها حريّة المعتقد”.
واضاف الراعي بأن لبنان هو “جمهورية ديمقراطية برلمانية، ورسالته فهي العيش معا بالتساوي والاحترام المتبادل بين المسيحيين والمسلمين، وجعله وطن التلاقي والحوار وقبول الآخر المختلف والإغتناء المتبادل من ثقافته الخاصة. ورسالته كدولة حيادية أن يكون له دور رائد في كل ما يختصّ بالعدالة والمصالحة والعيش بسلام وتعزيز حقوق الإنسان في إطار الإجماع العربي”.
في المقابل، رأى الراعي بأن هوية لبنان ورسالته “مهددتان بالتشويه والإنهيار بسبب عدم التزام مضمون الدستور، وعدم تطبيق اتفاق الطائف (وثيقة الوفاق الوطني) نصّا وروحا، وقرارات الشرعيّة الدولية؛ وبسبب تعمد عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي جعل المؤسسات الدستورية تتساقط الواحدة تلو الأخرى لأهداف مشبوهة من المعرقلين”.
وقال: مشكورة هي لجنة الدول الخمس على حملها هم لبنان ومستقبله أكثر بكثير من السلطات اللبنانية الممعنة في الهدم والتخريب”.
وختم الراعي: “إن مطالبتنا بعودة النازحين السوريين إلى بلدهم، فلكي يحافظوا هم على هويتهم ورسالتهم من جهة، ولكي لا يكونوا سببا آخر في تشويه هوية لبنان ورسالته”.