الأربعاء, فبراير 12, 2025
10.4 C
Beirut

لبنان بين التحرر من هيمنة السلاح و لقمان سليم: صوت الحقيقة الذي اغتيل!

نشرت في

أخباركم – أخبارنا


في اللحظة التي يتحرر فيها لبنان من هيمنة سلاح حزب الله، يعود إلى الأذهان اسم لقمان سليم، الناشط والمفكر الذي وقف بشجاعة في وجه المليشيات المسلحة وكشف عيوبها، خاصة فيما يتعلق بملف تفجير مرفأ بيروت. اغتياله كان رسالة صادمة لكل من يسعى لفضح الحقائق وإعلاء صوت الحرية في بلد بات رهينة السلاح غير الشرعي والصراعات الإقليمية.

لقمان سليم: صوت الحقيقة في زمن القمع
لقمان سليم، المفكر والناشط الشيعي المعارض، كان شخصية فريدة جمعت بين الجرأة الفكرية والتفاني في الدفاع عن حرية التعبير وسيادة القانون. عرف بمواقفه الصريحة ضد سياسات حزب الله وتوغله في الدولة اللبنانية، وكان من أبرز المنتقدين للهيمنة المسلحة التي يفرضها الحزب باسم “المقاومة”. لم يخشَ مواجهة الترهيب، وأكد دائماً أن السلاح الخارج عن سلطة الدولة هو العامل الأساسي في تدمير لبنان.

قال لقمان في إحدى كلماته الشهيرة: “المقاومة التي تحمل لبنان إلى الجحيم ليست مقاومة. السلاح الذي يكمم الأفواه ليس سلاحاً للدفاع عن الوطن، بل أداة لاحتلاله من الداخل.” كلمات لم تكن مجرد انتقاد، بل انعكاساً لواقع يعيشه اللبنانيون يومياً، حيث تتحكم المليشيات المسلحة بمفاصل الدولة وتقيد حريات الشعب.

مواقف شجاعة وتحقيقات شائكة
كان لقمان من أوائل من أشاروا إلى دور حزب الله في قضية تفجير مرفأ بيروت، مشيراً إلى أن هذا التفجير لم يكن حادثاً عفوياً، بل نتيجة منظومة فساد وتحالفات مشبوهة بين قوى داخلية وخارجية. دعا مراراً إلى تحقيق دولي مستقل للكشف عن الحقيقة، مؤكداً أن القضاء اللبناني مكبل ولا يستطيع مواجهة سطوة الحزب.

في مقابلة له قبل اغتياله، قال: “تفجير المرفأ هو جريمة ضد الإنسانية، ومن غير المقبول أن تبقى الحقيقة مدفونة تحت الأنقاض. لا سلام للبنان إلا بكشف كل الحقائق، أياً كان الثمن.”

اغتيال لقمان: اغتيال للحقيقة
في 4 فبراير 2021، عُثر على لقمان سليم مقتولاً داخل سيارته في جنوب لبنان، منطقة يسيطر عليها حزب الله بشكل شبه كامل. الرصاصات التي اخترقت جسده كانت رسالة واضحة لكل من يجرؤ على رفع صوته ضد السلاح غير الشرعي والنفوذ الطائفي. أثار اغتياله موجة غضب واسعة داخلياً ودولياً، حيث اعتُبر دليلاً آخر على انهيار الدولة اللبنانية وسيطرة المليشيات على الأمن والقضاء.

الرمزية السياسية لاغتيال لقمان
اغتيال لقمان لم يكن مجرد تصفية جسدية، بل محاولة لإخماد كل الأصوات التي تنادي بلبنان حر ومستقل. كان لقمان يمثل صوتاً شيعياً معارضاً من داخل الطائفة نفسها، ما جعله هدفاً مباشراً لحزب الله، الذي يعتبر أي صوت معارض من داخل بيئته خطراً مضاعفاً.

لكن رغم اغتياله، ظل إرثه حياً في كلمات كل من يرفض أن يكون لبنان رهينة لمشروع إقليمي يضحي بالوطن وشعبه.

التحرر من هيمنة السلاح: تحقيق لحلم لقمان
اليوم، ومع استمرار المطالبات بتحرير لبنان من هيمنة السلاح، يُستذكر لقمان سليم كرمز للنضال من أجل الدولة المدنية والسيادة الوطنية. لبنان لا يمكن أن ينهض من أزماته الاقتصادية والسياسية إلا باستعادة سيادته وبسط سلطة الدولة على كافة أراضيه. التحرر من السلاح الخارج عن الشرعية هو الخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف، وهو الحلم الذي ناضل لقمان من أجله حتى لحظة اغتياله.


لقمان سليم ليس مجرد اسم في قائمة طويلة من ضحايا الاغتيالات السياسية في لبنان، بل هو رمز للنضال من أجل الحرية والحقيقة. كلماته وشجاعته تلهم كل من يؤمن بأن لبنان يستحق مستقبلاً أفضل، بعيداً عن سطوة السلاح ودوامة الصراعات الطائفية. في اللحظة التي يتحرر فيها لبنان، سيُكتب اسم لقمان بحروف من نور كأحد الأصوات التي رفضت الاستسلام وصمدت في وجه الترهيب حتى النهاية.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

لجنة الشرع تبدأ التحضير لمؤتمر وطني قد يعيد رسم مستقبل سوريا!

أخباركم - أخبارنا في خطوة لافتة على طريق التحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، كلّف الرئيس...

العائدون إلى الدمار في غزة والاعتقالات مستمرة في الضفة .. إسرائيل تخفض قواتها وتستعد لتصعيد محتمل

أخباركم - أخبارنا/ قرير فلسطين السياسي/ غزة - الضفة الغربية حياة ما بعد الحرب:...

نتنياهو يهدد ويترك الباب مفتوحًا .. حماس تناور وملك الأردن يستجيب جزئيًا لترامب!

أخباركم - أخبارنا / تقرير لبنان السياسي /القدس في تصعيد جديد، هدد رئيس...

More like this

نتنياهو يهدد ويترك الباب مفتوحًا .. حماس تناور وملك الأردن يستجيب جزئيًا لترامب!

أخباركم - أخبارنا / تقرير لبنان السياسي /القدس في تصعيد جديد، هدد رئيس...

إلى فخامة رئيس الجمهورية، ودولة رئيس الوزراء، والسادة الوزراء: دعوا العلم اللبناني وحده يرفرف!

أخباركم - أخبارنا/ جيلبير المجبر لبنان ليس ساحة نفوذ، وليس أرضًا مستباحة لرايات الأحزاب والطوائف...

مؤتمر المصالحة والمصارحة، هو المدخل، لوضع لبنان على سكة الحل الدستوري .. ما المطلوب من فخامة الرئيس العتيد؟

أخباركم - أخبارنا/ يوسف مرتضى وقّع النواب اللبنانيون في شهر آب ١٩٨٩ "اتفاق الطائف"...