أخباركم – أخبارنا /حاورته ناديا شريم
“اقترحنا في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين أن يجري التوافق على تنفيذ إعلان بكين، خاصة لجهة تشكيل حكومة وفاق وطني، وذلك برضى الجميع، ومن شخصيات وطنية مشهود لها وبمرجعية منظمة التحرير الفلسطينية. وعلى هذه الحكومة أن تبسط سلطتها على أراضي الدولة الفلسطينية في الضفة وفي القدس وفي غزة، وتقوم بحل كل المشاكل المطروحة بدءاً من إعادة الإعمار، وصولاً إلى كل ما له صلة بإعادة مقومات الحياة وعلى كل الصعد”.
هذا ما كشفه نائب أمين عام الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ونائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل لموقعنا، حيث قال: لا شك أن وقف إطلاق النار هو إنجاز وطني كبير أرغم نتنياهو وحكومته وجيشه على الموافقة عليه وعلى الصفقة، لأنه فشل في تحقيق أي هدف من أهدافه. فهو لم يستطع أن يكسر أو يدمر المقاومة في قطاع غزة، ولم يتمكن من إنقاذ أسراه بالقوة العسكرية الغاشمة التي ارتكبت حماقات بحقهم، وقتلت أكثر من عشرة من هؤلاء الإسرائيليين بعمليات عسكرية رعناء. ولم يستطع أن يهجّر أبناء غزة إلى خارجها رغم التضحيات الجسام التي تجاوزت أكثر من 46 ألف شهيد و115 ألف جريح و 15 ألف مفقود وعدد كبير من الأسرى المجهولي الهوية وهم في سجون سرية وربما في مقابر جماعية. هذه العملية العسكرية التي منيت بفشل كبير، وأدت إلى وقوع خسائر كبيرة في الجيش الإحتلال الإسرائيلي، من ضباط وجنود وآليات، وطالت سمعته وقوته ومعنوياته، إضافة إلى أنها لم تستطع أن تعيد رسم خارطة المنطقة كما تحدث نتنياهو قبيل العدوان على قطاع غزة وبعد معركة طوفان الأقصى. هذه أحلام وأوهام عند نتنياهو والمسؤولين الإسرائيليين الآخرين الذين منيوا بهزيمة نكراء، وبعضهم قدم استقالته نتيجة لهذا الفشل العسكري في الميدان والفشل السياسي على المستوى الإقليمي والدولي، حيث تعيش إسرائيل أزمة خانقة هي والولايات المتحدة الأميركية لأنهما ارتكبا فعل الإبادة الجماعية ضد شعبنا في غزة وضد الإنسانية وارتكبا جرائم حرب. لذلك نرى نتنياهو في قوس المحكمة الجنائية الدولية وإسرائيل في قوس محكمة العدل الدولية، من هنا نحن نقول إن اليوم التالي في غزة لن يكون إلا يوماً فلسطينياً يعبّر عن إرادة فلسطينية ولن يكون في أي يوم من الأيام لا اميركياً ولا اسرائيلياً ولا تحت أية وصاية مهما كانت طبيعتها. الفلسطينيون قادرون على أن يديروا شؤونهم بأنفسهم سواء في قطاع غزة أو على امتداد الأرض المحتلة عام 1967.
أضاف: “نحن في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، إقترحنا أن يجري التوافق على تنفيذ إعلان بكين، خاصة لجهة تشكيل حكومة وفاق وطني، وذلك برضى الجميع ومن شخصيات وطنية مشهود لها بمرجعية منظمة التحرير الفلسطينية، وهذه الحكومة تبسط سلطتها على أراضي الدولة الفلسطينية في الضفة والقدس وغزة. هذا ما أجدد طرحه حتى نضمن وحدة الموقف والأداء والإدارة ووحدة المعالجة لأمورنا الفلسطينية الداخلية، وحتى نضمن أن تقوم هذه الحكومة بإعادة رسم معالم الوضع الفلسطيني في قطاع غزة لأنه سيكون من مهامها إعادة إعمار القطاع وخاصة البنى التحتية والسكينة والجامعات والمدارس وأماكن العبادة والمستشفيات، وكل ما يمت بصلة الى تأمين مقومات الحياة على الصعد كافة.”
تأمين مقومات الصمود
وفي موضوع إعادة إعمار القطاع، إعتبر فيصل “أنها تصب في خدمة تأمين مقومات الصمود لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة لكي يرسم معالم البنى المجتمعية المتماسكة كما كانت أثناء الحرب، لكي تأخذ دورها بإستمرار في الصراع من أجل إنهاء الاحتلال. إن عملية الإعمار هي مسؤولية المجتمع الدولي وخاصة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وبدعم من الدول المانحة والسعودية هي أحد أبرز هذه الدول. وبالتالي، فإن التواصل الفلسطيني على مختلف المستويات قائم معها، خاصة وأن المملكة العربية السعودية وضعت هدفاً أساسياً لها هو في تمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق استقلاله وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وفق مفاعيل مبادرة السلام العربية إلى جانب حل قضية اللاجئين بعودتهم إلى ديارهم. لذلك نحن في منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل العمل الوطني والسلطة الفلسطينية، نعمل بما أمكننا حتى نوفر هذه الإمكانيات الكبيرة لإعادة إعمار قطاع غزة، لأن من يسهم في إعادة إعماره يسهم أيضاً في تعبيد الطريق نحو انهاء الإحتلال وإقامة الدولة المستقلة لشعبنا الفلسطيني.”
لطيّ صفحة الانقسام
وتابع: “نحن في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نعتبر أن الانجاز الوطني الذي تحقق في قطاع غزة، لم يكن لولا صمود المقاومة بكل أجنحتها وصمود شعبنا، ودعم قوى المقاومة في المنطقة وجهودها العربية واحرار العالم، ولما تمّ اكتشاف الفاشية الأميركية والإسرائيلية التي تهدف إلى تصفية وجود الشعب الفلسطيني واستئصال إسرائيل لحقوقه الوطنية. لذلك نعتبر أن هذا الإنجاز يجب أن ينعكس إيجاباً على طيّ صفحة الانقسام وإستعادة الوحدة الوطنية، انطلاقاً من نتائج الحوارات الوطنية الفلسطينية التي جرت في بكين وموسكو والجزائر والقاهرة وفي أكثر من مكان، وايضا على قاعدة تطبيق قرارات المجلس الوطني الفلسطيني والمركزي. من هنا نكرر دعوتنا الى إجتماع للأمناء العامين أي الإطار القيادي المؤقت الذي يجمع الأمناء العامين للفصائل المقاومة وأعضاء اللجنة التنفيذية ورئيس المجلس الوطني وشخصيات وطنية، للتوافق على تشكيل حكومة وفاق وطني من شخصيات وطنية وبمرجعية منظمة التحرير الفلسطينية، لأن ذلك هو الطريق الاسلم لمعالجة ملف العلاقات الفلسطينية – الفلسطينية حيث لدينا مجموعة من المهام تقع في أولوياتها مواجهة مخطط الضمّ والحسم والترحيل والتطهير العرقي الذي فشل في غزة ويحاولون الآن تطبيقه في الضفة الغربية. فهم يسعون لإقامة الدولة التوراتية، دولة إسرائيل اليهودية على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضمّ جزءاً من الاردن وجنوب لبنان والجولان السوري وحتى من مصر والعراق في إطار بناء شرق أوسط جديد وبمشاركة أميركية – اسرائيلية .”
وتابع فيصل: “لذلك نحن نقول أنه لدينا مهمات تستوجب تشكيل قيادة وطنية موحدة في الضفة الغربية لمواجهة الاستيطان والاحتلال وإسكان المستوطنين وأعمال قطاع غزة، ومواصلة المعركة السياسية على مستوى الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، لكسب مزيد من الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية ومواصلة العمل لترتيب ما أقرته محكمة الجنايات الدولية بتوقيف نتنياهو ووزير حربه السابق كونهما ارتكبا جرائم حرب، وايضاً مواصلة دعم محكمة الجنايات الدولية التي تنضم لها الدول تباعاً لمحاكمة اسرائيل وعزلها، وسحب الاعتراف منها، وإسقاط عضوية الكنيست أي البرلمان الإسرائيلي من البرلمان الدولي والمجموعات البرلمانية التي يتواجد فيها، ومن لجنة مكافحة الإرهاب بإعتبار دولة اسرائيل وكل مؤسساتها تشرع الاحتلال والاستيطان والقتل والاعدام والابادة الجماعية والتطهير العرقي. كذلك من مهام هذه الاحتمالات كل الملفات الداخلية بما يعني تعزيز صمود أهلنا في غزة وفي الضفة الغربية ومواصلة الجهود من أجل إطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين، سواء في عملية التبادل أو ما بعدها، من خلال حراك دولي وجهد مقاوم في آن واحد. نحن ننشد فعلاً وطنياً موحداً لمواجهة تبعات وجود هذا الاحتلال وهذا الاستيطان، وندعو كل دولنا وشعوبنا العربية وأحرار العالم والأمم المتحدة، إلى دعم نضال الشعب الفلسطيني واعتباره حقاً مشروعاً في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. كما نعتقد أن معركة طوفان الاقصى وصمود غزة شكلا محطة وانعطافة كبيرة على طريق مواصلة النضال لتحرير والقدس والأراضي المحتلة عام 1967 وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة عليها وعودة اللاجئين إلى ديارهم.”
وختم فيصل: “أخيراً، لا يفوتنا أن ندعو إلى وقف التطبيع مع العدو الإسرائيلي لأنه عدو لا يلتزم المواثيق والمعاهدات الدولية ولا بقرارات الشرعية الدولية، وهو خارج عن القانون الدولي”.
علي فيصل لموقعنا: لتشكيل حكومة وفاق وطني تبسط سلطتها على الأراضي الفلسطينية وتتولى الإعمار!
نشرت في
