أخباركم – أخبارنا تقرير فلسطين الميداني
توقف القتال الميداني الا ان القتال النفسي سيترك اثارا كبيرة في نفوس الغزاويون لن تمحوه سنوات وسنوات…فلم يكن الضابط في جهاز الدفاع المدني خميس الأشرم يتخيل أن يجد نفسه يواجه أصعب لحظة في حياته، حين اكتشف أن أحد الشهداء الذين ينتشلهم من تحت الأنقاض هو ابنه وسام، الذي كان يترقب معه فرحة الزفاف القريبة بعد انتهاء الحرب.
فهو الذي كرّس حياته لإنقاذ الآخرين، وجد نفسه ينقذ جثمان ابنه من تحت الركام. وبصوت مليء بالمرارة، يقول “كانت المفاجأة صاعقة. ابني كان بين الشهداء الذين مزقت أجسادهم القذائف الاخيرة”.
ورغم الألم، لم يكن لديه وقت للحزن، فعاد سريعًا إلى ميدان العمل لإنقاذ المزيد من الأرواح….
ميدانيا، أعلنت الصحة يوم الاثنين، ارتفاع ضحايا الحرب العدوانية على قطاع غزة إلى 47,035 شهيد أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت الصحة في تقريرها اليومي، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111,091 جريحًا، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشارت إلى أن 122 شهيدا، منهم 62 شهيدا انتُشلت جثامينهم، و341 إصابة وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة، نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الاثنين، عشرات المواطنين من بلدة عزون شرق قلقيلية بالضفة الغربية.
وأفادت مصادر فلسطينية، أن قوة راجلة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة من مدخلها الشمالي، وتمركزت وسط البلدة، وداهمت عددا من المنازل والمحال التجارية، واعتدى الجنود على الأهالي وعاثوا فسادا بممتلكات المواطنين.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مسجدين وسط البلدة، واعتقلت مصلين من داخلهما. واندلعت مواجهات عنيفة مع الشبان في شوارع البلدة، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت.
وأكدت المصادر أن قوات الاحتلال اعتقلت 68 مواطنا واقتادتهم عند انسحابها باتجاه المدخل الشمالي.
في المقابل، كشف جهاز الدفاع المدني بعد 470 يوماً من العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة، حصيلة الخسائر المادية والبشرية التي تكبّدها منذ اليوم الأول لحرب الإبادة الجماعية على القطاع. وأوضح الدفاع المدني أنّ الاحتلال ألحق بالجهاز خسائر مادية وبشرية كبيرة بفعل الاستهدافات المتواصلة، حيث استشهد 99 كادراً وأصيب 319 آخرين، بينهم العشرات بإعاقات مستدامة.
وقال “بلغ عدد المعتقلين لدى الاحتلال من منتسبي جهاز الدفاع المدني 27 كادراً، بينهم مدير الدفاع المدني في محافظة شمال غزة، ومدراء المراكز الثلاثة بالمحافظة، ولا نعرف عن ظروفهم شيئاً بعد أن اقتادهم جيش الاحتلال إلى أماكن مجهولة.
وأشار إلى أنه بلغ إجمالي الخسائر البشرية من منتسبي جهاز الدفاع المدني ما نسبته 48% ما بين شهيد وجريح وأسير.
ولفت إلى أنه بلغ عدد المقرات والمراكز التي تعمد الاحتلال استهدافها 17 مركزاً ومقراً من أصل 21، منها 14 تم تدميرها كلياً، و3 مراكز تعرضت لأضرار جزئية.
وذكر أن عدد مركبات الدفاع المدني التي دمرها الاحتلال تدميراً كلياً وجزئياً بلغت ما نسبته 85% من مركبات الجهاز، حيث تم استهداف 61 مركبة من إجمالي مركباتنا وهي 72 مركبة متنوعة ما بين: مركبات إطفاء وإنقاذ، وتدخل سريع، ومركبات إسعاف.
وأضاف، أنه تلقى منذ بداية حرب الإبادة أكثر من 500 ألف إشارة استغاثة جراء التعرض للخطر، منها قرابة 50 ألف إشارة لم تستطع طواقمنا الوصول إليها لعدم توفر الوقود، أو لعدم القدرة على التنسيق للمهام الميدانية والدخول للمناطق التي تصلنا منها نداءات استغاثة نظراً للخطر الشديد والاستهداف من قبل الاحتلال.
وذكر أنه انتشل في جميع محافظات القطاع أكثر من 38300 شهيد من الأماكن والمنازل والمباني التي استهدفها “جيش الاحتلال”.
وأوضح أن طواقمه انتشلت من أماكن الاستهداف حوالي 97 ألف مصاب، ونقلت إلى المستشفيات 11,206 حالات مرضية، فيما سيطرت على 22,403 حرائق ناتجة عن استهداف مناطق مأهولة بالسكان، ومباني تجارية واقتصادية، وأراضي زراعية، وغيرها.
وأكد الدفاع المدني، أن طواقمه نجحت في إخلاء 42 ألف شخص من مناطق ومنازل شكلت خطورة على حياتهم.
واشار إلى أن عدد الشهداء الذين تبخرت جثامينهم ولم نجد لها أثراً يقدّر بـ 2840 شهيداً، وذلك بفعل استخدام جيش الاحتلال أسلحة تنتج عنها درجات حرارة ما بين 7000-9000 درجة مئوية تصهر كل ما هو في مركز الانفجار.
وأضاف “في انتظارنا مهام شاقة وصعبة تتمثل في البحث عن جثامين أكثر من 10 آلاف شهيد، ما زالت تحت أنقاض المنازل والمباني والمنشآت المدمرة، غير مسجلة في إحصائية الشهداء”.
من جهة ثانية، تفيد تقديرات الأمم المتحدة أن إعادة إعمار قطاع غزة بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس ستحتاج إلى مليارات الدولارات وعقود من سنوات العمل.