أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين الميداني
لم يجف الحبر الذي خط بوقف اطلاق النار في غزة وانهاء طوفان الاقصى حتى أطلق جيش الاحتلال عملية “الجدار الحديدي” واعلن الجيش الاسرائيلي أن قوات كبيرة ستشارك في العملية، بما في ذلك الوحدات الخاصة و”الشاباك” و”حرس الحدود”، “وستستمر العملية طالما كان ذلك ضروريًا.
وأضاف أن للعملية أهدافًا واضحة، وهي “مواصلة الحفاظ على حرية عمل الجيش في جميع أنحاء الضفة الغربية، وتدمير وتحييد البنية التحتية للإرهاب والقنابل الموقوتة” وفق ما ورد في البيان.
في المقابل قال بنيامين نتنياهو، في بيان رسمي، إن الجيش والشرطة و”الشاباك” أطلقوا اليوم – امس – عملية عسكرية واسعة النطاق ومهمة للقضاء على الإرهاب في جنين”، مضيفًا أن هذه “خطوة أخرى نحو تحقيق الهدف الذي حددناه وهو تعزيز الأمن في الضفة الغربية”.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة ارتقاء 9 شهداء في جنين، بعد إطلاق جيش الاحتلال عملية عسكرية في المدينة ومخيمها، يوم الثلاثاء.
وأكدت وزارة الصحة وصول جثامين 9 شهداء، إضافة إلى 40 إصابة أخرى على الأقل بجروح متفاوتة، وذلك في الساعة الأولى للعملية الإسرائيلية، التي بدأت باقتحام قوات خاصة لمحيط المخيم، وتنفيذ قصف وإطلاق نار من طائرات “أباتشي” الحربية على كل هدف متحرك في المنطقة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر إن جنود الاحتلال يمنعون طواقمها من الوصول إلى إصابات كانت قد تلقت الجمعية بلاغات بشأنها. وبحسب مصادر صحفية فقد أصيب طبيب وممرض بنيران الاحتلال قرب مستشفى الأمل.
وأعلنت سرايا القدس، أن مقاتليها اكتشفوا قوة خاصة تسللت إلى حي الهدف، وأوقعوها في حقل من النيران محققين إصابات مؤكدة.
وقالت مصادر محلية، إن قوات خاصة اقتحمت أحياء الجابريات والهدف ومنطقة مستشفى الأمل في محيط مخيم جنين، قبل أن تنطلق تعزيزاتٌ عسكريةٌ من حاجزي دوتان والجلمة باتجاه المدينة.
وأكدت المصادر، أن أجهزة أمن السلطة انسحبت من محيط مخيم جنين، بعد عملية عسكرية استمرَّت نحو 50 يومًا في المخيم ومحيطه، وخلالها لم ينفذ جيش الاحتلال أي عملية للمخيم، إلا أنه نفذ في الأيام الأخيرة غارتين من الجو أسفرت كل غارة منهما عن ارتقاء 6 شهداء، بينهم مقاومون وآخرون مدنيون.
وأفادت أن طائرات مُسيرّة ومقاتلة إسرائيلية تواصل التحليق في سماء جنين ومخيمها.
من جانبه، قال الناطق باسم أجهزة أمن السلطة، أنور رجب، أن قوات الاحتلال أطلقت النار على الأهالي وقوى الأمن، مبينًا أن هناك عددًا من المصابين من أفراد قوى الأمن، أحدهم حالته خطيرة.
وبحسب القناة الـ12 الإسرائيلية، فإن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا مسؤولين في السلطة الفلسطينية بالعملية مسبقًا لسحب أجهزة أمن السلطة من المنطقة.
وجاء إطلاق هذه العملية بعد يوم من دعوة رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي إلى الاستعداد لشنّ عمليّات عسكرية إسرائيليّة في الضفة الغربية، استباقًا لوقوع عمليّات فلسطينية ضد أهداف إسرائيلية.
وفي طولكرم اعتقل جيش الاحتلال، أكثر من 30 شخصًا بينهم صحفية، إثر حملة اعتقالات نفذتها قواته خلال ليلة الثلاثاء وحتى ساعات الصباح الباكر، وتزامنت مع هجمات إرهابية نفذها عشرات المستوطنين بدعم من الجيش، وأسفرت عن إصابات وإحراق منازل ومتاجر ومركبات.
وأفادت مصادر محلية بأن جيش الاحتلال اعتقل ضاحية شويكة قرب طولكرم، واعتقل 6 أشخاص.
وفي الخليل، قالت مصادر محلية إن جيش الاحتلال اعتقل الصحفية فرح أبو عياش بعد اقتحام منزلها في بلدة بيت امر شمال المدينة.
وأضافت المصادر، أن جيش الاحتلال اعتقل 12 شخصًا من بلدة إذنا غرب الخليل، بينهم 5 أشقاء.
ونفذ جيش الاحتلال حملة اعتقالات طالت 13 شخصًا في بلدة بيت فوريك قرب نابلس. كما اقتحم بلدة عزون شرق قلقيلية، واحتجز عشرات الشبان ونكَّل بهم وأخضعهم لتحقيقات ميدانية.
وفي السياق، نفذ مستوطنون هجمات إرهابية على قرى حجّة والفندق وجينصافوط قضاء قلقيلية، تخللها إشعال حرائق ومواجهات مع الأهالي الذين تصدُّوا لهم.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر أن طواقمها تعاملت مع 21 إصابة، بينها 12 إصابة نتيجة الاعتداء بالضرب، و9 إصابات بالاختناق نتيجة إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وقال رئيس مجلس قروي الفندق، لؤي تيم، إن المستوطنين عند الساعة 9 وربع مساءً بدأوا بالتجمع على شارع 55 من الجهة الجنوبية للقرية، ثم شرعوا بالاعتداء على البيوت القريبة من الشارع، فكسروا نوافذها، وأحرقوا شاحنة، قبل أن يتجمع الأهالي ويتصدوا للهجوم، ما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة استمرَّت ثلاث ساعات.
واقتحم جيش الاحتلال قرية الفندق، وأطلق قنابل الغاز والصوت على الأهالي والمنازل.
وأشار تيم إلى أن قرية الفندق تُطلُّ على شارع استيطاني يشهد حضورًا دائمًا لجيش، “ما يعني أن الهجوم كان مبيَّتًا وبعلم من جيش الاحتلال، حيث حضر المستوطنون علنًا من ثلاثة محاور وهي: مستوطنات كرمي شمرون وعمانوئيل وكدوميم، وكان هناك تحريض مباشر على إبادة قرية الفندق من شخص المفروض بأنه مدني وهو رئيس مجلس مستوطنة كدوميم”.
وفي قرية جينصافوط، أفاد رئيس المجلس القروي، جلال بشير، أن القرية شهدت هجومًا مبيَّتًا نفذه مئات المستوطنين مستهدفين الحي الشمالي، وأحرقوا محلات تجارية وسيارات، كما حاولوا إحراق منازل بتكسير زجاج النوافذ وإلقاء زجاج مولوتوف حارقة بداخلها.
وبيَّن بشير، أن حصيلة الخسائر هي حرق 3 سيارات، ومنجرة للأخشاب، ومغسلة سيارات، وجزء من مشتل زراعي، وحاولوا إحراق منزل، وحرقوا الأثاث المحيط به من الخارج.
وأشار إلى أن القرية تحيط بها 5 مستوطنات، وكانت هناك محاولة للهجوم من كافة الجهات عليها، ولكن الهجوم تم من شارع 55 الاستيطاني، حيث أوصلت الحافلات المستوطنين للمنطقة وسط حماية من الجيش، وقد كان المستوطنون ملثمين ومعدين بشكل جيد بأدوات الحرق والهجوم الإرهابي.
وأكد بشير إصابة بعض المواطنين بجروح طفيفة خلال التصدي للمستوطنين.
وهاجم مستوطنون منازل في قرية حجة أيضًا، وإثر ذلك اندلعت مواجهاتٌ مع الأهالي الذين احتشدوا للتصدي لهم، قبل أن يتدخل جيش الاحتلال ويطلق الرصاص على الأهالي، دون أن يبلغ عن إصابات أو اعتقالات.
من جهة ثانية، اعلن شقيق القيادي روحي مشتهى القيادي في حماس وعضو المكتب السياسي للحركة عن استشهاده بشكل رسمي في قطاع غزة اثر قصف اسرائيلي في وقت سابق قبل بدء الهدنة.
ونعت العائلة القيادي في منشورا على مواقع التواصل الاجتماعي وقالت ” تاكد اليوم استشهاد القيادي روحي مشتهى”.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد اعلن أنه تمكن من اغتيال المسؤول الكبير في حماس، روحي مشتهى، في غارة جوية قبل حوالي ثلاثة أشهر، مع عدد آخر من المسؤولين.
وأضاف الجيش أن “الغارة قتلت أيضا سامح السراج، الذي كان يشغل منصبًا أمنيًا في المكتب السياسي لحركة حماس وسامي عودة قائد جهاز الأمن العام التابع لحركة حماس، وذلك في مجمع تحت الأرض في شمال قطاع غزة”.
اما بالنسبة الى غزة، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بأن مشافي قطاع غزة تعاملت خلال الـ 24 ساعة الماضية مع 72 شهيدًا؛ بينهم 68 شهيدًا انتشلت الطواقم المختصة جثامينهم من تحت الأنقاض.
وقالت وزارة الصحة في التقرير الإحصائي اليومي لعدد شهداء وجرحى العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، إن مشافي القطاع تعاملت أيضًا مع 56 إصابة.
وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي؛ الذي بدأ يوم 7 أكتوبر/تشرين الاول 2023، على قطاع غزة إلى 47 ألفًا و107 شهداء، بالإضافة لـ 111 ألفًا و147 إصابة بجروح متفاوتة؛ بينها خطيرة وحرجة.
وأكملت الصحة: “لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
وفي وقت سابق صباح اليوم، بينت إحصائية للدفاع المدني، أن طواقمها انتشلت 8 جثامين في محافظتي غزة والشمال، بينما شهدت محافظات جنوب القطاع انتشال 58 جثمانًا، في مشهد يكرّس حجم الدمار والكارثة الإنسانية التي تتعرض لها المنطقة.
أعلنت كتائب القسام، يوم الثلاثاء، عن سلسلة من العمليات التي قالت إن مقاتليها نفذوها في بيت حانون شمال قطاع غزة، بين 28 كانون أول/ديسمبر الماضي، و15 كانون الثاني/يناير الحالي، وكان الاحتلال اعترف بسقوط قتلى وجرحى في بعض هذه العمليات.
وجاء إعلان كتائب القسام عن العمليات بعد “عودة الاتصال” مع مقاتليها في بيت حانون، إثر دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وقد أطلقت على هذه العمليات اسم “سلسلة كمائن الموت”.