أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين السياسي
في اليوم الثالث من بدء سريان وقف اطلاق النار في غزة اتجهت الانظار نحو الضفة الغربية تخوفا من توسع الجبهة الجديدة في مخيم جنين والتي اطلق عليها الجدار الحديدي، في المقابل أعربت السلطة الفلسطينية، عن غضبها إزاء رفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب العقوبات عن المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين، مندّدة بقرار يرجّح أن يؤدي إلى زيادة العنف في الضفة الغربية وضمّ هذه الأراضي إلى إسرائيل.
من جهتها، دانت الحكومة الفلسطينية، امس الثلاثاء، العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها، والذي أسفر عن 8 شهداء وعشرات الجرحى حتى الآن، إضافة لنصب الاحتلال حواجز وبوابات حديدية جديدة لعزل القرى والمدن الفلسطينية عن بعضها، “وإطلاق اليد لإرهاب المستوطنين”.
وقالت الحكومة في بيان إن مجلس الوزراء كلّف اللجنة الوزارية للأعمال الطارئة بتعزيز تدخلاتها في المناطق المستهدفة باعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين؛ من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني في أرضهم.
من جهة ثانية، اعتبرت حماس، أن تصاعد إرهاب المستوطنين بالضفة، يؤكد ضرورة التحرك العاجل لانتفاضة غضبٍ عارمة لردع المستوطنين، وصد هجماتهم.
وقالت الحركة، في بيان لهاإن “هجوم المستوطنين الإجرامي على بلدتي الفندق وجينصافوط شرق قلقيلية، والذي تخلله عمليات حرق وتنكيل وتخريب للممتلكات، بحاجة لتصعيد المقاومة بكافة أشكالها للتصدي لإرهاب المستوطنين والاحتلال”.
وأضافت أن “إرهاب المستوطنين بدعم حكومة الاحتلال الصهيونية المتطرفة، دليل قاطع على نهج الاحتلال الإرهابي ومخططاته الاستئصالية الفاشية، بحق أرضنا وشعبنا بالضفة الغربية”.
وبالعودة الى سياق وقف اطلاق النار في غزة، فقد اعلن رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد آل ثان في تصريحات صحفية مساء امس أن على جميع الأطراف الالتزام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة متأملا أن يتحول اتفاق غزة إلى “اتفاق مستدام”.
وأضاف آل ثان في تصريحاته أن اليوم التالي لانتهاء الحرب في غزة مرتبط بالفلسطينيين أنفسهم قائلا: “نأمل في عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة”.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية القطرية، في مؤتمر صحفي امس أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مازال قائمًا، وعملية التبادل الثانية ستتم في موعدها المتفق عليه.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن عملية التبادل الثانية ستتم في عطلة الأسبوع، ويليها تسهيل الحركة من جنوب قطاع غزة إلى شماله، مضيفًا: “نعتقد أن عملية التبادل القادمة سيتم بسلاسة أكبر”، غير أنه تحفظ على “ذكر التفاصيل الفنية بشأن تنفيذ عملية التبادل الثانية”.
وأضاف الأنصاري: “راضون عن مستوى تنفيذ الاتفاق، ولدينا ثقة كبيرة في التزام الطرفين بالتنفيذ”. وتابع: “نطالب شركاءنا الدوليين والإقليميين بالضغط لضمان التزام طرفي الاتفاق بتنفيذه”.
وأكد الأنصاري، أن فرق التفاوض تتواصل حاليًا مع الطرفين في “إسرائيل” وغزة للعمل على تفاصيل الدفعة الثانية من تبادل الأسرى التي ستتم نهاية هذا الأسبوع.
وأشار إلى أن قطر دشَّنت جسرًا لإمداد قطاع غزة بالوقود. ويهدف الجسر البري القطري لإمداد قطاع غزة بـ12 مليون و500 ألف لتر من الوقود خلال الأيام العشرة الأولى من سريان اتفاق وقف إطلاق النار، بواقع مليون و250 ألف لتر يوميًا.
يأتي ذلك بعدما أكدت حركة حماس أن عملية التبادل الثانية للأسرى ستتم في موعدها المحدد يوم السبت القادم، حيث يفترض الإفراج عن 4 مجنَّدات إسرائيليات، ويقابل كل مجندة 30 أسيرًا من المحكومين بالسجن المؤبد، و20 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية.
وفي السياق، كشف موقع “أكسيوس” الأميركي، أن رئيس “الشاباك”، رونين بار، ورئيس “الموساد”، ديفيد برنياع، زارا العاصمة المصرية القاهرة يوم أمس، واجتمعا مع رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد لإجراء محادثات حول تنفيذ صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وبحسب مراسل “أكسيوس”، فقد تناولت المحادثات أيضًا قضية الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا، واليوم التالي في غزة.
في سياق آخر، صرح وزير مالية اسرائيل بتسلئيل سموتريتش بأن الفترة المقبلة ستتميز بتغيير القيادة العليا والاستعداد لتجدد الحرب.
وعلق سموتريتش على استقالة رئيس أركان الجيش الاحتلال هرتسي هاليفي قائلا: “إن انتقادي لفشله في حملة القضاء على قدرات حماس المدنية والحكومية، فضلا عن مسؤوليته عن الفشل الذريع الذي ارتكب في 7 أكتوبر، لا يقلل على الإطلاق من الامتنان الكبير الذي ندين به له على كل عمله وسنوات عديدة من مساهمته وإنجازاته”، بحسب ما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وأعلن هاليفي أنه سيستقيل من منصبه في مارس القادم مشيرا إلى أن استقالته تأتي من اعترافه بالمسؤولية عن فشل الجيش في السابع من أكتوبر 2023.
ويأتي إعلان هاليفي بعد 3 أيام على بدء تنفيذ وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى مع “حماس”، وأيضا في اليوم الذي أطلق فيها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عملية “الجدار الحديدي” العسكرية في الضفة الغربية وتحديدا في مدينة ومخيم جنين.
وفي سياق متصل، أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال، وقائد المنطقة الجنوبية في الجيش، يوم الثلاثاء، استقالتهما من منصبيهما، واعترفا بمسؤوليتهما عن الفشل في عملية السابع من أكتوبر.
وقال هرتسي هليفي إن “الدولة دفعت ثمنًا باهظًا” نتيجة “الفشل الفظيع” يوم السابع من أكتوبر، وتكبَّدت “خسائر فادحة بالأرواح”
وقال رئيس الأركان، هرتسي هليفي، إنه ينوي مغادرة منصبه في 6 آذار/مارس القادم، وأقرَّ بمسؤوليته عن “الفشل الفظيع” الذي مُني به الجيش في “الدفاع عن إسرائيل” يوم السابع من أكتوبر، مضيفًا أن “مسؤوليتي هذه ترافقني يومًا بيوم وساعة بساعة”.
واعترف هليفي أن “الدولة دفعت ثمنًا باهظًا” نتيجة هذا الفشل، وتكبَّدت “خسائر فادحة بالأرواح”. وقال: “الحرب تركت جروحًا وندوبًا لدى كثير من جنودنا وعائلاتهم”.
وأضاف، أنه سيقوم بنقل قيادة الجيش بشكل كامل إلى خليفته، “وفي الوقت المتبقي (حتى 6 آذار) سأستكمل التحقيقات، وسأحافظ على آلية الجيش للتحديات الأمنية”.
من جانبه، أعلن قائد المنطقة الجنوبية، يارون فنكلمان، استقالته من منصبه الذي تندرج تحته منطقة قطاع غزة والنقب ومستوطنات الغلاف.
وقال فنكلمان، إنه “فشل في حماية النقب الغربي يوم السابع من أكتوبر”، مضيفًا أن هذا الفشل “محفورٌ في حياتي إلى الأبد.
وجاءت استقالة هليفي بعد يوم من دعوة بتسلئيل سموتريتش إلى إقالته من منصبه، واستبداله بقيادة جديدة استعدادًا للمرحلة القادمة من الحرب. وبحسب التقارير، فإن سموتريتش أدرج إقالة هليفي ضمن شروطه للبقاء في الحكومة بعد وقف إطلاق النار.