تقرير لبنان السياسي
تبدو عملية تأليف الحكومة على الدرب القويم، وعلى مشارف ولادة قريبا، إن لم يكمن الشيطان في التفاصيل كما عادة تشكيل الحكومات في لبنان.
وقد بدأت معالمها تتضح اعتبارا من مساء امس مع زيارة الرئيس المكلف نواف سلام لرئيس الجمهورية جوزاف عون، حيث اعتبر سلام بعد اللقاء الى ان “تأليف الحكومة يسير بخطى ثابتة ونعمل مع الرئيس على ألا يتأخر أكثر من ذلك، وما يقال عن الحقائب والأسماء يندرج في إطار التكهنات”.
اضاف: “أريد تشكيل الحكومة سريعًا وأعمل على ذلك وفق الآلية الدستورية وملتزم بما قلته في كلمتي الأولى ولن أتنازل عن ذلك وأنا ضد المحاصصة”.
وتابع: “أريد حكومتي حكومة نهوض وإصلاح وأعرف تمامًا أن تطلّعات اللبنانيين كبيرة وأنا ملتزم بعد توفير أي جهد لولادة حكومة على قدر آمال اللبنانيين وتستحق ثقتهم جميعا”.
ويقول مواكبون للاتصالات الجارية إن “ماكيت” التشكيلة الحكومية وضعت على نار خفيفة والعمل جار على محاولة كبح جماح القوى السياسية المفتوحة الشهية على التوزير وتدوير الزوايا، مشيرة الى ان سلام انجز عملية توزيع الحقائب على الاحزاب والطوائف والمناطق تمهيدا لإسقاط الاسماء عليها فور جوجلتها مع رئيس الجمهورية المُصِّر على عامل السرعة ليعكس للخارج مدى الجدية في اعادة بناء الدولة وانطلاق العهد الجديد بزخم واندفاع.
الاتصالات تتواصل اذاً لانتاج حكومة قبل انقضاء مهلة الستين يوما التي نص عليها اتفاق وقف النار الاحد المقبل، وسط مخاوف من عدم انسحاب اسرائيل بالكامل من الاراضي اللبنانية ما يفتح الباب على اشكالات جديدة مع بداية العهد هو في غنى عنها لحظة اقلاعه، والرهان على ان تفعل واشنطن فعلها في مجال ممارسة اقسى انواع الضغط على بنيامين نتنياهو للانسحاب. وهو ما اشار اليه الرئيس عون اليوم بقوله ” لقيت تجاوباً من المجتمع الدولي الذي يفترض أن يضغط لإرغام اسرائيل على الانسحاب من الاراضي التي تحتلها في الجنوب ضمن المهلة المحددة لذلك.”
بن فرحان
فيما يواصل الرئيس المكلّف نواف سلام مشاوراته النيابية والسياسية لإنجاز التشكيلة الوزارية للحكومة الجديدة، ووسط بروز بعض المؤشرات إلى احتمال تباطؤ التأليف في انتظار تذليل مطالب بعض الكتل النيابية، يتصاعد الاهتمام العربي والدولي بلبنان، إذ يُنتظر أن يستقبل لبنان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، الذي اعتبر أمس «أنّ انتخاب رئيس للبنان بعد فراغ طويل أمر إيجابي للغاية»، وقال: «نحن في حاجة إلى رؤية إجراءات وإصلاحات حقيقية من أجل زيادة مشاركتنا. وأعتزم زيارة لبنان هذا الأسبوع». وأضاف: «يجب تجنّب الحرب بين إيران وإسرائيل، والمحادثات التي تجري في لبنان حتى الآن تدعو إلى التفاؤل».
لنصل الى بر الأمان وترسو الحكومة في السراي الكبير، على واشنطن وباريس والأخوة العرب أن يدعموا بكل قوتهم الالتزامات المعلنة للإصلاح ونزع السلاح والانتعاش الاقتصادي، والتي يجسدها رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام. وقد مثل خطاب الرئيسين عون وسلام تحولا قياسا بالممارسات السابقة.
الرئيس عون اكد ان لبنان متمسك باستكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقى من الأراضي المحتلة في الجنوب ضمن المهلة المحددة في الاتفاق الذي تم التوصل اليه في 27 تشرين الثاني الماضي. وابلغ وزيرة الدفاع الاسبانية مارغريتا روبلس التي استقبلها قبل ظهر امس ان عدم التزام إسرائيل بالانسحاب يناقض التعهدات التي قدمت للبنان خلال المفاوضات التي سبقت التوصل للاتفاق، ويبقي الوضع متوترا في القرى الحدودية ويحول دون تثبيت الاستقرار وعودة الأهالي الى بلداتهم ويعيق عملية إعادة اعمار ما دمره العدو الإسرائيلي خلال عدوانه على لبنان.
وأوضح الرئيس عون انه اجرى اتصالات عدة لارغام إسرائيل على الانسحاب، وانه لقي تجاوبا من المجتمع الدولي الذي يفترض ان تضغط دوله في هذا الاتجاه.
الاتصالات تتواصل لانتاج حكومة قبل انقضاء مهلة الستين يوما التي نص عليها اتفاق وقف النار الاحد المقبل، وسط مخاوف من عدم انسحاب اسرائيل بالكامل من الاراضي اللبنانية ما يفتح الباب على اشكالات جديدة مع بداية العهد هو في غنى عنها لحظة اقلاعه، والرهان على ان تفعل واشنطن فعلها في مجال ممارسة اقسى انواع الضغط على بنيامين نتنياهو للانسحاب. وهو ما اشار اليه الرئيس عون امس بقوله ” لقيت تجاوباً من المجتمع الدولي الذي يفترض أن يضغط لإرغام اسرائيل على الانسحاب من الاراضي التي تحتلها في الجنوب ضمن المهلة المحددة لذلك.”
وشكر الرئيس عون الوزيرة الاسبانية على زيارتها منوها بالدور الذي تلعبه الكتيبة الاسبانية العاملة ضمن “اليونيفيل” والجهود المميزة التي يبذلها قائد القوات الدولية الجنرال ارلاندو لازارو، والتنسيق الكامل مع وحدات الجيش المنتشرة في منطقة العمليات الدولية.
وكانت الوزيرة روبلس قدمت التهاني للرئيس عون بانتخابه وأكدت دعم بلادها للدورالذي يقوم به في إعادة نهوض لبنان بعد الظروف الصعبة التي مرّ بها. وقالت ان اسبانيا ستقف الى جانب لبنان والشعب اللبناني ومستمرة في عملها ضمن القوات الدولية، لافتة الى ضرورة تحقيق الانسحاب الإسرائيلي في موعده حفاظا على الاستقرار في الجنوب وعلى ما تحقق في هذا الصدد. وأشارت الى العمل مع الاتحاد الأوروبي لمساعدة لبنان في المجالات كافة.
واستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفدا من اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء العراقي بهدف الاشراف على تقديم مساعدات عاجلة الى الشعب اللبناني في السرايا، وقال رئيس اللجنة وكيل وزارة التجارة السيد ستار جبار عباس الجابري بعد اللقاء:”كان لنا اليوم لقاء مع الرئيس ميقاتي استعرضنا ما قدمه العراق من منح ومساعدات وموقف العراق المبدئي والثابت تجاه الشعب اللبناني خلال الفترة الحرب الظالمة، حيث قدم العراق الكثير من الدعم السياسي والمالي واللوجستي ، وهذا الدعم تضمن آلاف الأطنان من المواد الغذائية والإغاثية وسائر المستلزمات. كذلك قدم العراق خلال فترة الحرب التي شنت على الشعب اللبناني مساعدات في المجال الطبي والغذائي ، مثلا هناك 320,000 طن مساعدات قدم من الشعب
وختم بالقول: ان دولة الرئيس ميقاتي اثنى على مواقف العراق الداعمة، وذكر كل تلك المواقف التاريخية وما قدمه العراق وإن شاء الله سيستمر العراقي بدعمه للشعب اللبناني.”
وبالعودة الى ضفة التشكيل، فقد كتب النائب وضاح الصادق عبر حسابه الخاص على “اكس”: “الثوابت غير الخاضعة لأي مساومة، ولا مكان لها في أي نقاش، لا ثلث معطل في الحكومة، ولا ثلاثية جيش، شعب، مقاومة في البيان الوزاري. انتهت البدع غير الدستورية، وشعار المرحلة جيش، شعب، ودولة”..
وصدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، بيانان، جاء فيهما: تكرِّر الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” بأن الأخبار المتداولة عن الحكومة بما يتعلّق بـ”القوات” غير صحيحة وتندرج في سياق سعي وسائل الإعلام إلى متابعة أخبار التأليف عن طريق التقدير أو التأليف، لأن “القوات” حريصة على السرية في مفاوضات التشكيل مع الرئيس المكلّف، وتتكتّم حول المعلومات حرصا على مسار تشكيل الحكومة. وبالرغم من تقديرها لدور وسائل الإعلام سعيا وراء الخبر والحقيقة، إلا انها تتمنى على هذه الوسائل اعتماد أخبار “القوات اللبنانية” من مصادرها.
وفي البيان الثاني ، اعلنت الدائرة: خلافًا لما روّجته صحيفة “الأخبار” في عددها اليوم عن أنّ “القوات اللبنانية” تفاوض في التأليف وفق أولوية كسر “التيار الوطني الحر” بالمطالبة بحقيبة الطاقة، فإن هذا الخبر عار عن الصحة تمامًا، لأن “القوات” لم تطالب بأي وقت من الأوقات بوزارة الطاقة، ولا تفاوض على أساس كسر أو تعويم، إنما انطلاقًا من المصلحة الوطنية العليا التي تتطلّب السير قدمًا في خطابي القسم والتكليف باتجاه قيام الدولة الفعلية التي تمّ الانقلاب عليها منذ 34 عامًا، ولا تقوم هذه الدولة سوى على قواعد الدستور والقانون والمساواة.