الأربعاء, فبراير 12, 2025
10.4 C
Beirut

من له مصلحة في عرقلة ولادة الحكومة الأولى للعهد الرئاسي الجديد؟

نشرت في

كتب إبراهيم بيرم لـ”أخباركم-أخبارنا”

لماذا تأخرت ولادة الحكومة الأولى في العهد الرئاسي الجديد في لبنان؟ ومن له مصلحة في ذلك؟
هذا السؤال طرح مساء أمس بعد أن خرج الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نواف سلام من لقائه مع الرئيس جوزيف عون في قصر بعبدا، وأطلق تصريحًا بدا من خلاله أنه يواجه صعوبات وعراقيل تحول دون ولادة عاجلة للحكومة الجديدة المنتظرة.

مع إتمام الاستحقاق الرئاسي بأكثرية نيابية ساحقة، ومع تجاوز تعقيدات رافقت تسمية الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة الأولى للعهد الجديد، بفضل “تسوية” تم الوصول إليها، كانت قد أرضت إلى حد ما القوة السياسية التي شعرت بأنها “ضحية انقلاب” أُحيك في الخفاء أطاح بتوافق كان مبنيًا على أساس تفاهمات وضمانات، والمقصود هنا هو الثنائي الشيعي الذي اشتكى وحرد بعد أن تبين له أن مرشحه لتشكيل الحكومة، الرئيس نجيب ميقاتي، قد فقد التأييد الكافي، ليبرز مرشح آخر هو القاضي نواف سلام.

وعليه، يرى البعض أن البلاد مع هذا التحول تتحضر لدخول مرحلة سياسية جديدة، تختلف تمامًا عن ما كان عليه الحال سابقًا، سواء من حيث الأداء أو من حيث “أبطال اللعبة”، فضلاً عن نمط تشكيل الحكومة الذي يخالف تمامًا الآليات المتبعة في السابق حيث كانت القوى السياسية هي التي تسمي مرشحيها للتوزير.

لذلك، خرج “التغييريون” ومعهم حزب “القوات اللبنانية” وحزب الكتائب، وهم يعتبرون أن أنفسهم قد فرضوا منطقهم وحققوا رؤيتهم، لا سيما بعدما فرضوا تسمية رئيس جديد للحكومة يعدونه الأقدر على ترجمة رؤاهم للحكم، وأبعدوا رئيسًا كان قد حوصِر بتهمة أنه جزء من مرحلة فاشلة وخائبة، وأنه صار لزامًا على “اللاعبين الرئيسيين” في تلك المرحلة أن يتراجعوا إلى الظل أو يقبلوا بما يُعرض عليهم.

وفي المقابل، بدأ “الثنائي الشيعي” يشعر أخيرًا أنه نجح إلى حد ما في استعادة بعض “هيبته” و”اقتداره”، ورد على الهجوم الذي استهدف “تهميشه” بهجوم مرتد قاده رئيس مجلس النواب نبيه بري. ومن مظاهر “نجاح هجومه” أن الرئيس المكلف قد سارع إلى تقديم تطمينات تضمن له “حضورا” لائقًا في الحكومة المرتقبة، وأطلق رئيس الجمهورية دعوات مفادها أنه ليس في وارد أن تبدأ عهده بـ “دعسة ناقصة” من نوع تهميش القوى الشيعية.

نتيجة لذلك، أسفرت هذه المعطيات عن اتصالات مكثفة مع الثنائي الشيعي، أفادت المعلومات بأنها أدت إلى “تفاهم حكومي” مبدئي مع الثنائي يضمن مشاركته.

واللافت أن هذا الواقع الذي ترجم باتصالات مضمرة وبلقاءين معلنين قد أثار استياء “خصوم الثنائي”، الذين أطلقوا إشارات “حرد” تحت شعار أن الثنائي لم ينتصر لكي يُعطى جوائز ترضية أو يُدلل.

ورغم هذه العراقيل والعثرات التي كانت قادرة على تضييع موجة التفاؤل التي رافقت انتخاب الرئيس، فإن هناك أطرافًا سياسية لا يساورها أي قلق بشأن المستقبل القريب، بل تبدو مطمئنة إلى أن المسيرة السياسية التي انطلقت قبل أيام، مكتوب لها أن تمضي إلى نهايتها المرجوة.

ويبدو أن اللقاء الديمقراطي بقيادة تيمور جنبلاط، والذي لعب دور “بيضة القبان” التي غيرت في المعادلات، هو في مقدمة المطمئنين إلى أن جميع المكونات والقوى السياسية باتت مجبرة على التكيف مع الوقائع والمعطيات الجديدة التي ولدت مؤخرًا، ومضطرة لقبول الأمر الواقع المستجد.

وفي هذا السياق، يقول عضو اللقاء بلال عبدالله في تصريح لموقعنا: “لا مصلحة لأي جهة في وضع العراقيل أو زرع العقبات أمام المسيرة التي انطلقت بخطة واثقة وثابتة، حتى وإن كانت هناك رغبة في العرقلة والاعتراض، فموجة الرغبة في إرساء أسس معادلة جديدة عالية جدًا وليس من السهل معاكستها”.

وعن إمكانية نجاح الرئيس المكلف في تشكيل الحكومة قبل نهاية الأسبوع الجاري بناءً على التكهنات التي راجت أخيرًا، رد عبدالله قائلاً: “ليس لدي صورة تفصيلية عن مسار التشكيل، فهي على حد علمي لم تستقر بعد، ولكن وفق ما بلغنا من أصداء، فإننا نفترض أن الأمور سالكة، وأن الرئيس المكلف يعمل بجد على حلحلة العقد المتبقية التي ما زالت تحول دون ولادة الحكومة المرتقبة”.

واستدرك عبدالله قائلاً: “ومع كل تلك المعطيات، فإننا مطمئنون إلى أن الأمور تسير في مسارها الصحيح، لأن خيارات الراغبين بالتعطيل تكاد تكون معدومة”.

واستطرد قائلاً: “في تقديري أن المحطة الأولى لهذا المسار هي في إصدار التشكيلة الحكومية بأسرع وقت، فيما المحطة الثانية هي منحها الثقة بأكثرية صريحة، وهو ما يؤهلها للانطلاق في رحلتها لتأمين حماية البلاد من خلال تطبيق اتفاق وقف النار في الجنوب، ثم البدء في معالجة الأوضاع الاقتصادية والمالية والإدارية، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب على لبنان”.

بناء على كل هذه المعطيات، كان استنتاجي أن لا مصلحة لأي فريق في وضع نفسه في موضع المعرقل لولادة حكومة فعالة.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

إدارة ترامب تضغط لتجنيس فلسطينيي سوريا وإعادة إسكانهم في اليرموك.. دمشق تلتزم الصمت! (فيديو)

أخباركم - أخبارنا كشفت مصادر دبلوماسية أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مارست...

الحريري من بعبدا: نلتقيكم يوم الجمعة

أخباركم - أخبارنا إستقبل الرئيس عون الرئيس سعد الحريري الذي هنأه على إنتخابه رئيسا...

شرطة المجلس تباشر فتح وسط بيروت!(فيديو)

أخباركم - أخبارنا قيادة شرطة مجلس النواب باشرت بفتح كافة الطرقات المحيطة بساحة النجمة...

ماذا قال وزيرا حزب الله عن حملهما الجنسية الأميركية؟

أخباركم - أخبارنا أكد وزيرا العمل والصحة الجديدين اللذان اختارهما حزب الله لـ"أخباركم أخبارنا"...

More like this

نتنياهو يهدد ويترك الباب مفتوحًا .. حماس تناور وملك الأردن يستجيب جزئيًا لترامب!

أخباركم - أخبارنا / تقرير لبنان السياسي /القدس في تصعيد جديد، هدد رئيس...

إلى فخامة رئيس الجمهورية، ودولة رئيس الوزراء، والسادة الوزراء: دعوا العلم اللبناني وحده يرفرف!

أخباركم - أخبارنا/ جيلبير المجبر لبنان ليس ساحة نفوذ، وليس أرضًا مستباحة لرايات الأحزاب والطوائف...

مؤتمر المصالحة والمصارحة، هو المدخل، لوضع لبنان على سكة الحل الدستوري .. ما المطلوب من فخامة الرئيس العتيد؟

أخباركم - أخبارنا/ يوسف مرتضى وقّع النواب اللبنانيون في شهر آب ١٩٨٩ "اتفاق الطائف"...