كتب زياد ا. يممين : ها هو الرئيس زيلينسكي يخفيي حقيقة تصفية جيشه بالكامل عدة و عديداً، لوجستياً و إدارةً خوفا من نقمة شعبه التي ستطيحه من الحكم و ها هي بولندا تنزلق لاتخاذ أخطر تدبير في تاريخها المعاصر بالتدخل عسكريا في غرب اوكرانيا تحت ما يسمى اما بقوات حفظ الأمن و الاستقرار ام بالفيلق الأجنبي التطوعي ام بغيرهما، ما يعكس التخبط السياسي و الأمني الذي تعيشه.
هذا و ان حصل سيترك شعبها في نزاع لا يريده خاصة أن الأوكران هناك لن يرحبوا على المدى الطويل بالبولنديين الذين حاربوهم تاريخيا في غاليسيا و الكاربات و لفيف.
لحظة اطلالة بوتين بكلمة عبر فيها عن ارتياحه للمجهود الحربي الذي يقوم به جيشه كانت بمثابة تحذير قاطع من مغبة بسط نفوذ اي دولة أخرى في اوكرانيا و إشارة بأنه لن يوقف عمليته العسكرية فيها إلا بعد إعلان حيادها الدائم و القانوني( اتفاقيي ملزمة موقع عليها من جميع الأطراف المعنية و في عهدة الأمم المتحدة) و تخليها النهائي عن توجهاتها القومية الراديكالية و هي كلمة دشنت مرحلة جديدة في الصراع الذي سيكون طويلا مع الغرب الاطلسي و تحديدا واشنطن و لندن، حيث ظهرت بداياتها في حالة الاستنفار و الاستعداد لدى المفارز الروسية المنتشرة في بلاروسيا و منها مجموعة فاغنر بحلتها الجديدة للشروع بتحرك يقطع الطريق من أمام أي توغل بولندي لصالح نظام زيلينسكي، و يحكم السيطرة على كامل الحدود الأوكرانية مع بولندا تزامنا مع تقدم التشكيلات الروسية المنتشرة على طول خط الجبهة إلى ابعد نقطة تستطيع تأمينها غربا باتجاه نهر الدنيبر و من الشمال داخل مقاطعة سومي، في الوقت الذي يقتصر فيه دور الناتو و واشنطن (هنا التخبط بذاته) على تكرار الدور الذي قامت به تجاه كييف اي الدعم بالسلاح و الذخيرة و المال دون تفعيل المادة 5 من ميثاق الحلف لتجنب مواجهة مباشرة مع موسكو تعلم بأنها لن تكون الآن في صالحها بسبب عدم جهوزية جيشها في أوروبا .
هذه الصيرورة في الحرب الأوكرانية هي الآتي الأكثر ترجيحا و ما التصعيد العسكري الروسي الأخير بعد قصف جسر كرتش-القرم و إعلان منطقة البحر الأسود ك “منطقة حرب” لصد اي محاولة إسناد لبولندا قد تقوم بها مولدوفا و رومانيا، و قصف مينائي اوديسا و ميكولايف إلا دلائل تصب في هذا السياق، فكل هذه الإجراءات الفوضوية و اللحظوية التي يقوم بها الغرب و واشنطن وإن دلت على شيء فهي إنما تدل على تخبطهم و يأسهم من مواجهة أدركوا معها أن كل خسارة تقع على كاهلهم (ليس آخرها فشل هجوم الربيع المضاد) هي انتصار مواز لصالح روسيا الاتحادية .