أخباركم – أخبارنا / تقرير فلسطين السياسي

وفي اليوم السابع، تمت عملية تبادل الأسرى الثانية ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بالإفراج عن 4 مجندات إسرائيليات محتجزات لدى المقاومة مقابل الإفراج عن 200 أسير فلسطيني.

وفي هذا السياق اعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في منشور على حسابه في منصة “اكس”: “في إطار عملية التبادل الثانية منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار، يعلن الوسطاء عن إتمام تسليم 4 إسرائيليات محتجزات تحمل إحداهن الجنسية البلغارية إلى الجانب الإسرائيلي، مقابل الإفراج عن 200 أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية”.

وأفرجت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة “حماس”، ظهر امس عن 4 أسيرات إسرائيليات، ضمن الدفعة الثانية من المرحلة الأولى لصفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال.

وفي المقابل، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينيين والتي تضم 200 أسير من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية من سجني عوفر والنقب، في صفقة “طوفان الأحرار” ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين فصائل المقاومة الفلسطينية و”إسرائيل”.

ومن المقرر أن تستمر المرحلة الأولى من الاتفاق المكون من 3 مراحل، 42 يوما، يتم خلالها تبادل 33 أسيرا إسرائيليا مقابل 1900 أسير فلسطيني.

من جهتها، سلّمت حركة” حماس” في قطاع غزة امس أربع رهائن إسرائيليات للصليب الأحمر الدولي ضمن صفقة التبادل مع إسرائيل بعد ظهورهن على منصة وسط أحد الميادين، وكانت الرهائن الأربع وجميعهن جنديات يرتدين ملابس عسكرية وكن محتجزات في قطاع غزة منذ اقتيادهن إلى هناك إبان هجوم السابع من تشرين الأول 2023.

في المقابل، أفرجت إسرائيل عن 200 معتقل فلسطيني في سجونها، بينهم 79 اسيرا من ذوي الاحكام العالية و121 يقضون احكاما بالسجن المؤبد، ومن بين المؤبدات 70 اسيرا سيتم ابعادهم.
وسيمكث الأسرى الفلسطينيون المقرر إبعادهم في القاهرة نحو أسبوع قبل الانتقال إلى أماكن أخرى، وفق الاتفاق.

توازيا، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، السبت، إن إطلاق سراح أربع رهينات إسرائيليات كان “لحظة سعيدة للغاية”، وذلك خلال حديثه مع والدي إحدى الرهينات المفرج عنهن.
وقال نتانياهو لوالدي ليري ألباغ التي أفرجت عنها حماس مع ثلاث مجندات أخريات: “هذه لحظة سعيدة للغاية انتظرناها لفترة طويلة”.
وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني ومكتب إعلام الأسرى، أسماء الأسرى المحررين ضمن الدفعة الثانية من صفقة التبادل في المرحلة الأولى والتي تضم 200 أسير.
ووفقا للقائمة فإن 70 أسيرا فلسطينيا من ذوي المؤبدات المقرر الإفراج عنهم السبت سيتم إبعادهم خارج فلسطين.

وتوزيع الـ200 أسير بحسب انتمائهم الحزبي: 137 أسيرا ينتمون لحماس و26 لفتح و29 للجهاد الإسلامي و3 للجبهة الشعبية وواحد للجبهة الديمقراطية و4 دون انتماء تنظيمي.

ومن بين الأسرى المفرج عنهم، محمد العارضة، أحد أسرى نفق الحرية الذين حرروا أنفسهم من سجن جلبوع قبل 3 أعوام. ومن بين الأسرى أيضًا، رائد السعدي، عميد أسرى جنين المعتقل منذ 35 عامًا، والمحكوم بالسجن المؤبد مرتين. كما وصل 70 أسيرًا إلى معبر رفح، حيث سيقيمون في مصر كمحطة انتقالية قبل نقلهم إلى دول أخرى.
وفي السياق، قالت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة، إن أجهزة أمن السلطة منعت أهالي الأسرى المفرج عنهم من رفع رايات المقاومة أثناء استقبال حافلات الأسرى المفرج عنهم في الدفعة الثانية من صفقة التبادل.

ومن المتوقع إطلاق سراح المحتجز في غزة الإسرائيلي الأميركي كيث سيجل (65 عاما) السبت المقبل، وفق ما ذكرت شبكة “إن بي سي” التلفزيونية نقلاً عن مسؤول إسرائيلي كبير .
وذكرت الشبكة، أيضا أن المحتجز الإسرائيلي الأميركي ساجوي ديكل تشين، البالغ من العمر 36 عاما، من المقرر أن يتم إطلاق سراحه قريبا.
وسيتم إطلاق سراح أي محتجزين أمريكيين متبقين، أحياء أو أموات، في المرحلة الثانية من صفقة التبادل.

من جهة ثانية، أعلن مكتب نتنياهو، أن “إسرائيل” لن تسمح بعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، “إلا بعد ترتيب إطلاق سراح الأسيرة أربيل يهود التي كان يُفترض الإفراج عنها اليوم”. جاء ذلك، بينما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن اكتمال الترتيبات لاستقبال آلاف النازحين الذين يستعدون للعودة إلى شمال القطاع في الساعات القادمة.
وقال مسؤولٌ في في الجهاد الإسلامي للتلفزيون العربي، إن أربيل يهود أسيرة لدى سرايا القدس وسيتم الإفراج عنها بصفتها مجنَّدة وليست مدنيّة.
وبحسب الاتفاق، فقد كان على “إسرائيل” الانسحاب من بعض المناطق في قطاع غزة، بما يتيح للنازحين العودة إلى الشمال مشيًا على الأقدام عبر شارع الرشيد، وبالمركبات عبر شارع صلاح الدين، إلا أن مكتب نتنياهو أعلن في بيان مقتضب أنه لن يسمح بعودة النازحين “إلا بعد ترتيب إطلاق سراح الأسيرة أربيل يهود”.

في المقابل، قال مصدرٌ قياديٌ في حركة حماس، إن الحركة “أبلغت الوسطاء أن الأسيرة أربيل يهود على قيد الحياة، وسيتم الإفراج عنها يوم السبت القادم” ، بينما قال مسؤولٌ في الجهاد الإسلامي ، إن أربيل يهود أسيرة لدى سرايا القدس وسيتم الإفراج عنها بصفتها مجنَّدة وليست مدنيّة، كونها متدربة في برنامج الفضاء التابع للجيش الإسرائيلي.

وأكد القيادي في حماس محمود مرداوي أن الحركة متلزمةٌ بالاتفاق بشكل تام “ولا نية لنا لتغيير أي بند من بنوده”.

وتقول “إسرائيل” إن الأسيرة أربيل يهود هي أسيرةٌ “مدنية” وليست مجنَّدة، وكان يُفترض الإفراج عنها اليوم، وقد أثار موضوعها خلافًا بعدما أعلن “أبو عبيدة” يوم أمس الاول أن المقاومة ستفرج عن 4 مجنَّدات، ولم يذكر بينهن اسم أربيل، وهذا عدَّته “إسرائيل” مخالفة لبنود الاتفاق، وقالت إنها تدرس الرد عليه.

وسلَّمت المقاومة بالفعل المجنّدات الأربعة المعلن عن أسمائهن، بينما تأخر تسليم “إسرائيل” لقائمة الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهن مقابل المجنّدات الأربعة، قبل أن يتم نشر القائمة التي ضمت 200 أسيرًا، بواقع 50 أسيرًا مقابل كل مجنّدة حسب الاتفاق.

ويأتي إعلان مكتب نتنياهو في حين بدأت عائلات نازحة في وسط قطاع غزة وجنوبه بتفكيك خيامها والاستعداد للعودة إلى الشمال، وقد توافد نازحون إلى شارع الرشيد استعدادًا لانسحاب جيش الاحتلال والعودة إلى منازلهم.

تزامنًا مع ذلك، أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن عودة النازحين ستبدأ اليوم الأحد، مبينًا أن الكوادر الحكومية، وبمشاركة من الجهات المجتمعية “أعدَّت خطة لتنظيم عملية انتقال المواطنين، بدءًا من توفير عشرات الحافلات ووسائل النقل المجانية على الجانبين، مرورًا بنشر أفراد الأجهزة الأمنية لمسح طريق العودة وإزالة مخلفات الاحتلال وتقديم المساعدة للمواطنين العائدين”.

وأضاف المكتب الإعلامي، أن الكوادر الحكومية والجهات المجتمعية أقامت النقاط الطبية على جانبي الطريق وتوفير سيارات الإسعاف لنقل المرضى وكبار السن، ونشرت الفرق الشبابية والمجتمعية التي ستوزع المياه والأغذية الخفيفة على أبناء شعبنا العائدين.

وأكد أنه تم تهيئة مواقع مراكز الإيواء وتسوية الأراضي المزمع عليها إنشاء المخيمات لإيواء المواطنين المهدمة بيوتهم، وقد أعدَّت قرابة 40 مخيمًا لهذا الغرض، “وتعمل جاهدة على مدار اللحظة لتوفير الاحتياجات اللوجستية والمعيشية لهذه المخيمات وفي مقدمتها الخيام”.

قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إن الاحتلال الإسرائيلي “لا زال يتلكأ” في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى؛ بمواصلة إغلاق شارع الرشيد ومنع عودة النازحين المشاة من جنوب قطاع غزة إلى شماله.

وحمّلت حركة “حماس” في تصريح صحفي لها الاحتلال المسؤولية عن أي تعطيل في تنفيذ الاتفاق وتداعيات ذلك على بقية المحطات.