أخباركم – أخبارنا
في تطور بارز ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الجاري بين إسرائيل وحركة حماس، أطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة، يوم الخميس، سراح ثمانية رهائن كانوا محتجزين في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر 2023. وعاد الرهائن إلى إسرائيل بعد 482 يومًا من الأسر، وسط عملية تسليم اعتبرتها إسرائيل فوضوية في خان يونس وأثارت عملية الاطلاق جدلًا واسعًا داخل إسرائيل. وردًا على ذلك، قررت الحكومة الإسرائيلية تعليق إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، مشترطة الحصول على ضمانات دولية لمنع تكرار المشاهد الفوضوية التي رافقت عملية التسليم.
تفاصيل الإفراج عن الرهائن
تم إطلاق سراح ثلاثة رهائن إسرائيليين وخمسة مواطنين تايلانديين، حيث شملت القائمة:
- الإسرائيليون: أغام بيرغر (20 عامًا)، أربيل يهود (29 عامًا)، وغادي موزيس (80 عامًا).

غادي موزيس

أغام بيرغر
- التايلانديون: ثينا بونغساك، ساتيان سواناخام، سرياون واتارا، سيثاو باناوات، ورومناو سوراساك.

تمت عملية الإفراج عن يهود، موزيس، والتايلانديين الخمسة في خان يونس جنوب قطاع غزة، بالقرب من منزل يحيى السنوار المدمر، زعيم حماس الذي اغتالته إسرائيل. وخلال العملية، اضطر المدنيان الإسرائيليان إلى السير وسط حشود غاضبة ومسلحين ملثمين قبل أن يتم نقلهما إلى مركبات الصليب الأحمر، في مشهد أثار غضبًا كبيرًا في إسرائيل.
أما الجندية الإسرائيلية أغام بيرغر، فقد أُطلق سراحها بشكل منفصل صباح الخميس في جباليا شمال غزة، حيث ظهرت مرتدية ملابس عسكرية فرضتها حماس، قبل أن يتم نقلها إلى ممثلي الصليب الأحمر، ومن ثم إلى منشأة عسكرية إسرائيلية لتلقي الفحوصات الطبية واللقاء بأسرتها.
ردود الفعل الإسرائيلية وتأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين
أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا شديد اللهجة بعد الإفراج عن الرهائن، قائلًا:
“أنظر ببالغ الخطورة إلى المشاهد الصادمة أثناء إطلاق سراح رهائننا. هذا دليل آخر على القسوة التي لا يمكن تصورها لمنظمة حماس الإرهابية.”
ردًا على ذلك، أوقفت إسرائيل مؤقتًا إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين كان من المفترض أن يتم الإفراج عنهم في إطار الصفقة. وأكد مكتب نتنياهو أن إسرائيل لن تمضي قدمًا في عمليات التبادل حتى يتم ضمان مرور آمن للرهائن في عمليات الإفراج المستقبلية.
لاحقًا، وبعد مشاورات مع الوسطاء، استؤنفت عملية إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في وقت متأخر من مساء الخميس، بعدما تلقت إسرائيل ضمانات بعدم تكرار الفوضى في عمليات التسليم القادمة.
تفاصيل حول اتفاق الهدنة والتبادل
ينص الاتفاق القائم على إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية مقابل ما يصل إلى 2000 أسير فلسطيني، على أن يتم الإفراج عن الرهائن الأحياء أولًا. ويُعتقد أن ثمانية من هؤلاء الرهائن قد لقوا حتفهم خلال فترة احتجازهم.
بموجب الاتفاق، أطلقت إسرائيل يوم الخميس سراح 110 أسرى فلسطينيين، من بينهم 30 أسيرًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد. ووفقًا للترتيبات، سيتم استكمال تنفيذ الصفقة على مراحل، وسط مفاوضات جارية تهدف إلى الوصول إلى “هدوء مستدام” في قطاع غزة، بالإضافة إلى بحث إمكانية الانسحاب الإسرائيلي من القطاع في مراحل لاحقة.
المشهد في تل أبيب والاحتفالات بعودة الرهائن
في “ساحة المختطفين” في تل أبيب، تجمع مئات الإسرائيليين صباح الخميس لمتابعة البث الحي لعملية الإفراج، حيث ارتفعت هتافات الفرح والدموع لحظة رؤية الرهائن وهم يعبرون الحدود.
كما شهد منزل الجندية أغام بيرغر في حولون احتفالات واسعة، حيث تجمع أفراد أسرتها وأصدقاؤها حاملين الأعلام الإسرائيلية، وأقاموا صلوات شكرًا على عودتها سالمة.
التداعيات المحتملة
بينما رحب الكثيرون في إسرائيل بعودة الرهائن، أثارت مشاهد التسليم الفوضوية أسئلة حول الضمانات الأمنية للمحتجزين المتبقين في غزة. كما أن تأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين أدى إلى توتر في المحادثات بين إسرائيل والوسطاء، مما قد يؤثر على المراحل القادمة من الاتفاق.
ويبقى السؤال الرئيسي: هل سيتمكن الطرفان من الحفاظ على هدنة مستقرة واستكمال عمليات التبادل، أم أن الحادثة الأخيرة ستؤدي إلى انهيار المفاوضات وإعادة التصعيد؟