أخباركم – أخبارنا/ تقرير لبنان السياسي
مع بدء الاسبوع الثالث من تكليفه رئيسا للحكومة، يعيش القاضي نواف سلام حالة من الضياع، حيث يحاول جهده لانجاز التشكيل والبدء بعهد جديد، الا ان الصعوبات امامه عديدة وابرزها سيطرة “الثنائية” على القرارات التي سيتخذها… هذه الضبابية دفعت مجددا الموفد السعودي يزيد بن فرحان الى العودة الى بيروت، والعودة هذه المرة، بعدما مهّد الطريق الرئاسي وازال الغام التكليف، لتسهيل التأليف…
في المقابل، رسالة اميركية للعهد عنوانها ” عدم تعيين من كان له دور في المنظومة السابقة”، فواشنطن، بحسب مستشار الرئيس دونالد ترامب مسعد بولس ، “تراقب التطورات عن كثب وتتطلع الى التغييرات الشاملة”، فكيف سيسير سلام بين الغام المنظومة والشرط الأميركي الدولي؟ وماذا سيحمل بن فرحان من رسائل في هذا الصدد؟ واستتباعا كيف سينعكس كل ذلك على مسار التشكيل؟…
ففي موقف اميركي هو الاول من نوعه، قال مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مسعد بولس، في تصريح: “نراقب التطورات السياسية في لبنان عن كثب، ونتطلع إلى التغييرات الشاملة”. وأضاف: “كما حدث في رئاسة الجمهورية والحكومة، نأمل أن ينعكس ذلك على التشكيلة الحكومية بحيث تعكس الإصلاح المطلوب، وأن لا يُعاد تعيين من كان له دور في المنظومة السابقة، وذلك من أجل استكمال مسيرة النهوض واستعادة ثقة المجتمع الدولي”.
رضا عن بري
بالمقابل برزت معلومات عن عدم ممانعة الولايات المتحدة من تمثيل الثنائي الشيعي ولكن عبر صديقها الرئيس نبيه بري الذي قدم اوراق اعتماده عبر تسهيل اتفاق وقف اطلاق النار، ورفضه لمسيرة الدراجات وتسهيله التخلي عن عدد كبير من الاميال البحرية والثروة الوطنية.

سرقة سلاح حزب الله
الى ذلك، ذكر موقع “العربية” أن على وقع انشغال حزب الله بترتيب تثبيت وقف النار مع إسرائيل، تستغل عصابات صغيرة تضم شبانا الأمر، وتقوم بسرقة مستودعات الحزب وما فيها من أسلحة وذخائر وصناديق رصاص لتبيعها إلى تجار عتاد. وأفادت مصادر أمنية بأن شبانا ينشطون في أعمال السرقة أقدموا في الشهرين الأخيرين على نهب مراكز عسكرية، سرقوا منها أعتدة في الضاحية الجنوبية وضواحي بلدة الشويفات في أحياء شيعية أكثر قاطنيها من أبناء عشائر بقاعية، ثم باعوها في السوق السوداء بعيدا عن أعين الأجهزة الأمنية. وحصلت سرقات لأسلحة الحزب أيضا في بلدات عدة في جنوب الليطاني في منطقة تطبيق القرار الأممي 1701. وبعدما أوقف الجيش عددا منهم، كشفوا أنهم يعملون في تجارة الخردة ويجمعون الأشرطة والنحاس ليعتاشوا منها. كما ألمحت المصادر إلى أن الحزب لم يحم هذه المستودعات والمخازن في الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب، لأن عناصره غير قادرة على الوصول إليها بسهولة خوفا من الغارات الإسرائيلية. وتابعت أن هناك صعوبة كبيرة في نقل الصواريخ والمسيّرات من مكان إلى آخر، وتحديدا من جنوب الليطاني إلى شماله.
وسط هذه الاجواء، يصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروت اليوم الجمعة حاملاً رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.
في المواقف، اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وقوفه الى جانب الجامعة اللبنانية وتصميمه على معالجة المشاكل التي تعاني منها لما فيه المصلحة العليا للتربية الجامعية في لبنان والمحافظة على دورها، مشددا على ضرروة إبعاد الجامعة اللبنانية عن المهاترات السياسية والطائفية والمذهبية”.
وحث الرئيس عون على ضرورة ان يحافظ هذا الصرح الجامعي على السمعة والتصنيف اللذين حققهما محليا وعالميا، معتبرا ذلك فخرا للبنان. كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله ، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران على رأس وفد من العمداء والمدراء والأساتذة والاداريين من الجامعة، هنأه بانتخابه رئيسا للجمهورية.
ثم استقبل الرئيس عون، رئيس طائفة اللاتين في لبنان المطران سيزار اسايان على رأس وفد ودعا عون الى مشاركة الجميع في مؤسسات الدولة، فهناك دور لكل اللبنانيين في هذا المجال، وقد تكون هناك اختلافات في الرأي وهذا امر صحي، ولكن ممنوع الخلاف بين الناس الى اي عرق او طائفة انتموا.
ولفت رئيس الجمهورية الى اهمية الاهتمام بالمناطق البعيدة التي تعاني من مشاكل وصعوبات كبيرة، مشيراً الى ان المسؤول يجب ان يكون في خدمة الناس وليس العكس. وقال: ان هناك الكثير من الفرص التي يجب استغلالها، آملاً من السياسيين التنازل قليلاً من اجل مصلحة الوطن، “فالعالم يقترب منا من دون ان نقوم بالمثل، واذا لم نكن على قدر المسؤولية فلا يمكننا لوم الآخرين، وعلينا ان نظهر للعالم اننا قد اصبحنا على قدر كاف من النضج، والا ننتظر تدخل الخارج عند كل استحقاق فيما نطالب بعدم تدخل احد في شؤوننا”.
وأبلغ رئيس الجمهورية المنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسّق الشؤون الإنسانية في لبنان، السيد عمران ريزا، أن الإصلاحات ستكون من أولويات الحكومة الجديدة فور تشكيلها، لأن لبنان ملتزم بإجراء هذه الإصلاحات لتحقيق النهوض المرتجى. وأكد أن لبنان مستعد للتعاون مع منظمات الأمم المتحدة تحقيقًا لهذه الغاية.
من جهة ثانية، كتب النائب أشرف ريفي عبر حسابه على “إكس”، تعليقًا على الأحداث الأخيرة في العرقوب وبلدة شبعا، معتبرًا أن “الاعتداءات التي استهدفت أهلنا، إلى جانب مسيّرات الاستفزاز وما تضمنته من شعارات طائفية وتصرفات حاقدة، مرفوضة جملةً وتفصيلًا”، مشيرًا إلى أنها “تمت بأوامر قيادية وبرعاية من حزب الله، بهدف توجيه رسائل إلى الداخل اللبناني والخارج، وكأن المطلوب إبقاء لبنان في عزلة وإثارة الفتنة”. وأضاف ريفي “هذه التصرفات لا يقوم بها إلا شُذّاذ الآفاق والفاقدون للحس الوطني، وإذا كان الهدف منها جرّ البلاد إلى زواريب الفتنة التي نرفضها، فإن الرد يكون عبر دعوة الدولة إلى تحمّل مسؤولياتها في ضمان أمن البلدات والقرى الآمنة، التي لطالما احتضن أهلها بعضهم البعض خلال الحرب”. وأكد أن “التصرفات الحاقدة والبيانات الموتورة والممارسات الشاذة تعكس مستوى غير مسبوق من الانحطاط الأخلاقي، لكنها لن تدفعنا إلا لمزيد من التمسك بمشروع الدولة والالتفاف حول مؤسساتها، مع تأكيدنا الدائم على الرهان فقط على الأمن الشرعي”.