أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين الميداني
“انتظرتُ ليلتين، نمتُ في العراء، في انتظار انسحاب الاحتلال من محور نيستاريم، لأعود لشمال غزة وأضع خيمة على أنقاض منزلي المدمر”. أحمد العجلة كان على عجلة للمبيت على تراب مدينته، فهو متلهف للعودة الكبرى إلى شمال قطاع غزة مع مئات آلاف النازحين. غير أن العودة المرتقبة لأحمد لم تكن رحلة مشابهة للبقية، بل على “عربة متهالكة” بعدما بترت قدميه.
وعلى مدار أيام فور انسحاب جيش الاحتلال من محور نتساريم، عاد أكثر من 500 ألف نازح إلى شمال قطاع غزة، وهم من جميع الفئات العمرية، ويحمل كلٌ منهم قصته الخاصة من العذاب والمعاناة التي خلَّفتها الحرب الإسرائيلية.
أما السيدة فاطمة حسنين، التي فقدت اثنين من أطفالها، وأصيبت بالشلل جراء قصف إسرائيلي، فكانت من أوائل العائدين هي وزوجها وطفلتها. وتقول فاطمة، إنها “صبرت على فقدان الأبناء والإصابة المريرة والتشرد والجوع العطش والبرد، بانتظار اليوم الذي تنتهي فيه الحرب، وتعود لمدينة غزة وحي الزيتون”.
والجدير بالذكر، أن الحرب الإسرائيلية خلفت 111 ألف و588 جريحًا، وفق آخر تحديث من وزارة الصحة مطلع شهر شباط/فبراير، بينهم 15 ألف جريح بحاجة إلى عملية تأهيل طويلة الأمد، إضافة إلى 4 آلاف و500 حالة بتر، أكثرهم من النساء والأطفال.
ميدانيا، استشهد فلسطينيّان السبت، أحدهما طفل بعد قصف إسرائيليّ في الحي الشرقي من مدينة جنين، والثاني بعد بإصابته برصاص الاحتلال في مخيّم طولكرم.
وقتل جنود الاحتلال خمسينيًا بالرصاص في مخيم طولكرم، وأسفر قصف في جنين عن استشهاد طفل وإصابة اثنين، وأكّدت وزارة الصحة استشهاد الشاب أحمد عبد الحليم السعدي (16 عامًا)، وقالت إنّه وصل مستشفى الرازي في جنين إلى جانب إصابتين بحالة خطيرة جرّاء القصف الإسرائيلي على الحي الشرقي في المدينة.
واستهدفت طائرة إسرائيليّة تجمّعًا للمواطنين قرب ديوان السعدي في جنين.
وأصدر جيش الاحتلال بيانًا جاء فيه أنّه وفي إطار الحملة العسكرية شمالي الضفة، أغارت طائرة تابعة لسلاح الجو على من زعم أنهم “مسلحين في منطقة جنين”.
ومنذ 12 يومًا ينفّذ الاحتلال عدوانًا على جنين ومخيّمها بعد إعلانه بدء عمليّة “الجدار الحديدي” ما أدّى لارتقاء 20 شهيدًا.
وفي مخيّم طولكرم الذي يشهد عدوانًا متجددًا منذ ستة أيام، استشهد وحيد صباغ أبو ماضي (50 عامًا) متأثرًا بإصابته برصاص جنود الاحتلال عصر اليوم، في حارة قاقون
وقالت جمعية “الهلال الأحمر الفلسطيني”، في تصريح مساء امس، إن طواقمها الطبية تعاملت مع شهيد طفل وإصابتين جراء قصف في الحي الشرقي في مدينة جنين.
ويُواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العسكري واجتياح مدينة ومخيم جنين للاجئين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، تزامنًا مع أعمال تجريف للمنشآت وهدم وحرق للمنازل.
ووفق معطيات فلسطينية رسمية، فقد استشهد 20 فلسطينياً (حتى مساء اليوم) وأصيب واعتقل العشرات، في العدوان الذي شنه الاحتلال على مخيم جنين، إضافةً إلى تهجير مئات العائلات من منازلهم.
في سياق متصل، استهدفت المقاومة قوات الاحتلال بعبوة ناسفة خلال الاشتباكات في بلدة عرابة جنوب غرب جنين، كما افادت سرايا القدس كتيبة جنين انه أوقعت بالاشتراك مع كتائب القسام وشباب الثأر والتحرير 10جنود بحقل نيران بمحور الشرقية.
من جهة ثانية، قال جهاز “الدفاع المدني الفلسطيني” في قطاع غزة، امس السبت، إن طواقمه انتشلت جثامين 37 شهيدًا من شمال القطاع، بعد أن نقلتهم جرافات تابعة للاحتلال الإسرائيلي من مقابر متفرقة في محيط مستشفى كمال عدوان.
وأوضح الدفاع المدني في تصريح “طواقمنا في محافظة شمال قطاع غزة تنتشل جثامين 37 شهيدًا كان جيش الاحتلال نقلها بجرافاته من مقابر متفرقة في محيط مستشفى كمال عدوان وجمعها في أراضٍ ترابية بمنطقة الشهيد إسماعيل أبو القمصان”.
وقال أنه تم جثامين الشهداء “الكريمة” في مقبرة مشروع بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة.
وفي وقت سابق اليوم، صرحت وزارة الصحة الفلسطينية، في تقريرها الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بأن 27 شهيدا وصلوا إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية.
ونوه “الصحة” إلى أن من بين الشهداء 24 تم انتشالهم من استهدافات سابقة، وشهيدان ارتقوا متأثرين بإصابتهما في وقت سابق، وشهيد جديد، بالإضافة إلى وصول 8 إصابات.
وأفادت بارتفاع حصيلة حرب الإبادة الاسرائيلي إلى 47,487 شهيد و 111,588 اصابة منذ السابع من اكتوبر للعام 2023م. وأهابت بذوي شهداء ومفقودي الحرب على غزة ضرورة استكمال بياناتهم بالتسجيل عبر الرابط المرفق، لاستيفاء جميع البيانات عبر سجلات وزارة الصحة.
